أكد سمو الشيخ مكتوم بن محمد بن راشد آل مكتوم، النائب الأول لحاكم دبي نائب رئيس مجلس الوزراء وزير المالية عضو مجلس القيادات الشابة العالمية 2023، أن دولة الإمارات العربية المتحدة تؤمن بتمكين الشباب والاستثمار في طاقاتهم وإمكاناتهم، ودعمهم ليسهموا بفاعلية في قيادة جهود صناعة المستقبل.
وقال سموه: «تعلمنا في مدرسة محمد بن راشد أن الشباب هم أساس صناعة المستقبل، والثروة الحقيقية لأي دولة حريصة على إحداث التغيير الإيجابي، والمشاركة في مسيرة التطور الإنساني»، مضيفاً سموه أن القيادات الشابة هي العامل الأهم في تحقيق الإنجازات وكتابة قصص النجاح في مختلف المجالات، وهي ركيزة رئيسة لأي عملية تنمية وهدفها الأسمى.
وأكد سموه أن الفعاليات العالمية التي تحتضنها دبي ودولة الإمارات، بهدف استشراف وتصميم مستقبل العالم، تعكس الرؤية الاستشرافية لصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، لتعزيز مكانة الدولة مسهماً عالمياً فعالاً في رسم مستقبل الأجيال القادمة، وتعكس دورها منصةً عالميةً لتوليد الأفكار الاستشرافية الخلاقة والرؤى الطموحة الهادفة إلى تصميم أفضل الحلول للتحديات العالمية.
جاء ذلك، خلال حضور سمو الشيخ مكتوم بن محمد بن راشد آل مكتوم، انطلاق فعاليات القمة السنوية للقيادات العالمية الشابة، التي تستضيفها دولة الإمارات في إطار الشراكة الاستراتيجية بين حكومة الإمارات والمنتدى الاقتصادي العالمي، بمشاركة أكثر من 500 من القيادات الشابة العالمية، وعشرات المسؤولين والخبراء والمتخصصين في مختلف المجالات، ضمن تجمع دولي هادف لبحث وتفعيل دور القيادات الشابة في دعم الجهود العالمية للانتقال إلى المستقبل.
نموذج استثنائي
وقال سمو الشيخ مكتوم بن محمد بن راشد آل مكتوم، في تغريدة عبر حسابه على موقع «إكس»: «شهدتُ انطلاق فعاليات القمة السنوية للقيادات العالمية الشابة، التي تستضيفها دولة الإمارات بالشراكة مع المنتدى الاقتصادي العالمي بحضور 500 قائد عالمي، وتناولت القمة ضرورة بناء نموذج للقيادة الحكومية، وتعزيز الثقافة الإبداعية لتحقيق الاستدامة والازدهار العالمي».
وأضاف سموه، أن «صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم صنع نموذجاً استثنائياً ملهماً للقيادات الشابة التي يتم تمكينها على كل المستويات، واحتضان الإمارات لهذه الفعاليات العالمية يعكس رؤية سموّه في تعزيز مساهمتنا العالمية في صناعة مستقبل الأجيال القادمة». وتابع سموه: «بتمكين الشباب يزدهر العالم، وبهمّته نستمر في كتابة قصص نجاحنا».
جلسة رئيسة
واُفتتحت القمة بجلسة رئيسة، شاركت فيها الشيخة شما بنت سلطان بن خليفة آل نهيان، الرئيس والمدير التنفيذي لمسرعات الإمارات العربية المتحدة المستقلة لتغير المناخ عضو مجلس القيادات الشابة العالمية، ووزير دولة للذكاء الاصطناعي والاقتصاد الرقمي وتطبيقات العمل عن بُعد، عضو مجلس القيادات الشابة العالمية 2022، عمر سلطان العلماء، وعضوا المجلس الرئيس التنفيذي للاستراتيجية والتكنولوجيا في شركة «ماجد الفطيم القابضة» إلهام القاسم، والرئيس التنفيذي لشركة «إل. جي. سونيك» في هولندا يوسف يوسف، وأدارها المدير الإداري للمنتدى الاقتصادي العالمي، أوليفييه شواب.
وتناولت الجلسة رؤى وأفكار وتجارب المشاركين من القيادات الشابة العالمية حول أهم التوجهات التي يجب أن يركز عليها القادة العالميون في التخطيط للمستقبل، وتشمل الابتكارات البيئية المدعومة بالتكنولوجيا، وسياسات المناخ والطبيعة، وفرص الذكاء الاصطناعي، والحكومة الذكية.
تمكين الشباب
وأكدت الشيخة شما بنت سلطان بن خليفة آل نهيان، أن نموذج تمكين الشباب، الذي انتهجته دولة الإمارات بفضل الرؤية الاستشرافية للقيادة الرشيدة، أسهم في إيجاد أجيال واعية، وحفز قدرات الشباب على المساهمة بفاعلية في رسم وبناء المستقبل.
وقالت: «هذا النموذج الرائد للتمكين عزّز من دور الشباب في التعامل مع كل التحديات التي تواجه مسيرتنا نحو بناء مستقبل أفضل مستدام، وفي مقدمتها تحدي التغير المناخي، إذ باتت دولة الإمارات بفضل دعم القيادة الرشيدة ومشاركة مجموعة واسعة من القيادات الشابة نموذجاً عالمياً رائداً في جهود العمل المناخي». وأضافت: «في هذا الإطار، أطلقنا تحالفاً من أجل الاستدامة العالمية، يعمل بالشراكة مع كل مؤسسات القطاعين الحكومي والخاص والمجتمع المدني لتعزيز ممارسات وتطبيقات الاستدامة في مختلف المجالات، كما تم إطلاق مسرعات الإمارات المستقلة لتغير المناخ لتحفيز وتعزيز مشاركة الشباب في تحقيق مستهدفات خفض الكربون، والوصول للحياد المناخي وأهداف التنمية المستدامة».
الاستثمار في الإنسان
وخلال كلمته في الجلسة، أكد عمر سلطان العلماء أن قيادة دولة الإمارات تركز في المقام الأول على الاستثمار في الإنسان، ما يعد أحد أهم مميزات نموذج الإمارات في مسيرتها نحو المستقبل، مشيراً إلى أن التوسع في الاستثمار في الأدوات والممكنات والتقنيات يأتي في المقام الثاني، بعد الاستثمار في الكوادر والقيادات الشابة القادرة على توليد وتصميم الأفكار، ووضع التصورات والاستراتيجيات واستشراف المستقبل، وإدارة جميع الأدوات والممكنات بشكل فاعل، يضمن بناء مستقبل أكثر استدامة.
وقال إن «قمة القيادات العالمية الشابة تتشارك مع دولة الإمارات في الكثير من الملامح، حيث يجتمع الشباب الطموح والمؤثر وأصحاب الأفكار الإبداعية معاً في أرض اللا مستحيل والتسامح، التي تجمع ما يزيد على 200 جنسية، تعمل معاً في تناغم للإسهام في خدمة تحقيق هدف واحد، يتمثل في ضمان غد أفضل ومستقبل واعد ومزدهر للأجيال القادمة».
وأضاف أن «الإمارات تعد دولةً شابةً قياساً بأعمار الأمم، وشابة بتركيبتها السكانية، إذ يمثل الشباب الجزء الأكبر منها، ورائدة باستهدافها لقطاعات واعدة وغير مسبوقة كالذكاء الاصطناعي، وعالمية بقيمها وانفتاحها على الشراكات الدولية المثمرة».
رؤية القيادة
من جهتها، قالت إلهام القاسم، إن رؤية القيادة الرشيدة تمثل كلمة السر في النمو والتطور والنجاح والتوجه نحو المستقبل، الذي رسّخته دولة الإمارات، وأصبحت من خلاله نموذجاً يحتذى عالمياً.
وأشارت إلى أن هذه الرؤية المستقبلية الواضحة، وضعت تمكين الشباب والثقة بقدرتهم على القيادة أولوية استراتيجية، عملت الدولة على تحقيقها وإرساء أسسها والبناء عليها طوال عقود، واليوم أصبح الشباب ركيزة رئيسة وقادة في مختلف القطاعات والمجالات.
توظيف التكنولوجيا
وحول الاستفادة من التكنولوجيا الحديثة في تعزيز قدرات الشباب ومساهماتهم في بناء المستقبل وتحقيق الاستدامة، قال يوسف يوسف، إن ما يحتاجه العالم في المقام الأول ليس تطوير التكنولوجيا في حد ذاتها فحسب، وإنما تعزيز مرونة توظيف التكنولوجيا، ودعم ريادة الأعمال القائمة عليها، لضمان مواكبة متطلبات بناء مستقبل أفضل للجميع.
حضور عالمي
قال مدير مؤسسة شواب لريادة الأعمال الاجتماعية رئيس مؤسسة المنتدى الاقتصادي العالمي، فرانسوا بونيتري، في كلمة له، إن القمة السنوية للقيادات الشابة العالمية تركز في دورة العام الحالي على إعادة تعريف مفهوم القيادة المستقبلية، من خلال تصميم نموذج يرتكز على دور القيادات الشابة في قيادة جهود استشراف مستقبل التحديات العالمية، وأهمية دورهم في رفع سقف الطموحات المستقبلية.
كما تحدث المدير العام للمنتدى الاقتصادي العالمي، أوليفييه شواب، عن القمة السنوية للقيادات الشابة العالمية، وما تسعى إلى تحقيقه في دورتها الـ19، مؤكداً أن مجتمع القيادات الشابة العالمية يمثل نخبة شابة متميزة شغوفة بالتعلم المستمر وإحداث الأثر الإيجابي، وينتظر منها الإسهام الفاعل في تشكيل مسارات وتوجهات المستقبل العالمي.
وشهدت أعمال القمة التي تُنظم أعمالها في الفترة من 19 إلى 21 أكتوبر الجاري، مشاركة مجموعة واسعة من قادة القطاع الخاص والخبراء والقيادات الشابة العالمية، من أبرزهم رئيس مجلس إدارة مؤسسة «كريديت إكسيبرت» في الولايات المتحدة الأميركية، نيريسا نايدو، والرئيسة التنفيذية لمؤسسة «بروسيبرا جلوبال» بالمملكة المتحدة، إليشا لندن، والرئيس التنفيذي لتحالف المبتكرين في كندا، مايا روي، ورئيس علم البيانات والأستاذ المشارك في علوم الحاسب بجامعة بريتوريا في جنوب إفريقيا، وفوكوسي مارافيت، وشريك ممارسات التجارة الدولية في مؤسسة «بيكر ماكنزل» بألمانيا، واناهيتا تومس، إضافة إلى أوليفييه شواب.
النائب الأول لحاكم دبي:
• تعلمنا في مدرسة محمد بن راشد أن الشباب هم أساس صناعة المستقبل.
• محمد بن راشد صنع نموذجاً استثنائياً ملهماً للقيادات الشابة.
• القيادات الشابة هي العامل الأهم في تحقيق الإنجازات وكتابة قصص النجاح.