قال مستهلكون إن عدداً كبيراً من برامج بطاقات الولاء التي تتنافس المحال التجارية في قطاع البيع بالتجزئة على طرحها، تشترط الشراء بمبالغ كبيرة مقابل الحصول على عائدات اعتبروها قليلة.
واقترحوا توحيد أنظمة تلك البرامج، ووضع آليات عمل لها دون الحاجة إلى حمل البطاقات مادياً، أو تحميلها عبر التطبيقات الذكية، ما يسبب لهم إرباكاً.
من جانبهم قال مسؤولون في قطاع البيع بالتجزئة، إن بطاقات الولاء تتيح للمستهلكين فوائد متعددة وقيمة مضافة، لافتين إلى صعوبة توحيد أنظمة تلك البرامج، نظراً لتباين السياسات التسويقية الخاصة بكل منفذ بيع.
آراء مستهلكين
وتفصيلاً، قال المستهلك أحمد عبدالغني، إن عدداً كبيراً من منافذ البيع، خصوصاً المتوسطة العاملة في قطاع البيع بالتجزئة، أصبحت تتوسع في طرح بطاقات ولاء تبدو في ظاهرها «اختيارية»، لكنها تضطر المستهلكين إلى الاشتراك فيها، نظراً لحصر النسب الكبرى من العروض والتخفيضات في حامليها.
ولفت عبدالغني إلى أن الزيادة في أعداد بطاقات الولاء، واختلاف أنظمتها، أصبحت تسبب إرباكاً كبيراً لدى المستهلكين، لذلك فإنه من المهم العمل على توحيد أنظمتها.
من جانبه قال المستهلك حسن حماد، إن منافذ البيع بالتجزئة تحفّز على الاشتراك في بطاقات الولاء العائدة إليها، في وقت يحصل فيه المستهلكون على عائدات ضعيفة للغاية، مقابل ما ينفقونه من أموال.
وأوضح أن بعض منافذ البيع تمنح المستهلك عبر بطاقة الولاء 12 درهماً فقط، مقابل إنفاق مبلغ 5000 درهم مشتريات.
وفي السياق نفسه، أكد المستهلك يوسف إبراهيم، أنه يحمل العديد من بطاقات الولاء ويحرص على الشراء من منافذ البيع التي تتبع لها لتجميع أكبر عدد من النقاط، والاستفادة من عروضها.
وقال: «رغم ذلك فإنني لم أحصل إلا على عائدات قليلة للغاية، وبعد فترة طويلة من الإنفاق»، مؤكداً أنه يجد نفسه مضطراً إلى الاشتراك في تلك البطاقات، نظراً لأن عدداً من منافذ البيع تطرح نسب التخفيضات الكبرى لحاملي بطاقات الولاء فقط، وهو ما يجعل العديد من المستهلكين ملزمين بالاشتراك فيها، وإن لم تناسبهم أنظمتها.
إلى ذلك، اعتبر المستهلك يحيى رضا أن «بطاقات الولاء تسبب إرباكاً كبيراً، نظراً لاختلاف أنظمة عملها، وحملها عند التسوق، أو حتى في حال تحميلها على الهواتف عبر تطبيقات ذكية»، مقترحاً توحيد أنظمة تلك البرامج بين منافذ البيع، مع وضع آليات عمل لها دون الحاجة إلى حملها مادياً، أو تحميلها عبر تطبيقات الهواتف، وذلك من خلال تقديم أرقام الهواتف فقط، كما تعمل بعض منافذ البيع.
أما المستهلك محمد سمير، فلفت إلى أن «معظم بطاقات الولاء تفرض التزاماً غير مباشر على المستهلكين، وتقدّم لهم عائدات ضعيفة مقابل إنفاق مبالغ كبيرة»، مشيراً إلى منفذ بيع يمنح درهماً واحداً مقابل إنفاق 400 درهم على المشتريات.
قيمة إضافية
إلى ذلك قال مدير إدارة التسويق والسعادة في «تعاونية الاتحاد»، الدكتور سهيل البستكي، إن «أنظمة برامج الولاء تمنح المتعاملين قيمة إضافية عند التعامل بها، سواء عند الاستفادة من العروض الممنوحة لحامليها، أو حتى عند تحصيل عائد على النقاط التي يتم جمعها».
وأضاف: «من المهم للمستهلكين عند تعاملهم بالبطاقات، أن يعرفوا كيفية استخدامها وإدراك أنظمتها بشكل واضح، للاستفادة من جدوى تلك البطاقات»، لافتاً إلى أن أنظمة بطاقات الولاء تتيح لمنافذ البيع معرفة أنماط الاستهلاك، لدعم تطوير أنظمة عملها بشكل مستمر.
وأشار إلى أن «تعاونية الاتحاد» تمنح عبر أنظمتها مبلغ 50 درهماً عند تحصيل 3000 نقطة للمساهمين من حاملي البطاقة، كما تمنح المتعاملين من غير المساهمين 50 درهماً عند تحصيل كل 4000 نقطة من الشراء.
فوائد متعددة
بدوره قال مدير التسويق والعلاقات المجتمعية في «تعاونية الشارقة»، فيصل خالد النابودة، إن «بطاقات الولاء تتيح فوائد متعددة عند معرفة آلية استخدامها»، مبيناً أن «التعاونية» لم تقصر بطاقات الولاء لديها على تحصيل النقاط والعائدات من المشتريات فقط، بل طوّرتها لتشمل منح حاملي تلك البطاقات مزايا حسومات على بعض الخدمات في جهات مختلفة في الإمارة.
وأضاف أن «عدد المشتركين في أنظمة الولاء في التعاونية سجل زيادة لافتة أخيراً، إذ جاوز 200 ألف عضو، مقارنة بـ160 ألف عضو خلال العام الماضي، مع تقديرات بتسجيل نمو كبير قبل نهاية العام الجاري».
سياسات تسويقية
في السياق نفسه، قال مدير المبيعات في إحدى سلاسل التجزئة، محمد بشير، إن «بطاقات الولاء تعتمد أنظمة مختلفة لعملها، مع كونها تتباين وفقاً للسياسات التسويقية لكل منفذ بيع، وبالتالي فإنه من الصعب توحيد أنظمة عملها».
وأضاف أن العديد من منافذ البيع تساعد المتسوقين من خلال منح نقاط أكثر عند شراء سلع معينة ضمن العروض، وهو ما يعوّض فترات الانتظار الطويلة لتحصيل العائدات عند الاعتماد على الشراء العادي فقط.
استقطاب للمستهلكين
قال خبير شؤون تجارة التجزئة، ومدير «شركة البحر للاستشارات»، إبراهيم البحر، إن «برامج الولاء تعتمد في عملها بشكل أساسي على أنظمة استقطاب للمستهلكين، للالتزام بالشراء من منافذ البيع لتحصيل النقاط، وهو ما يدفع عدداً من المستهلكين إلى مواصلة الشراء من منافذ معينة، أملاً في الحصول على عائد من النقاط الممنوحة على المشتريات، حتى لو طرحت تلك المنافذ أسعاراً مرتفعة على منتجاتها، مقارنة بمثيلاتها من منافذ بيع أخرى».
وتابع: «لو اعتمد بعض المستهلكين على الشراء من منافذ بيع تتيح أسعاراً مخفضة، لحصل على عائدات أكبر من تلك التي ينتظرها خلال فترات طويلة من الشراء، بالاعتماد على برامج الولاء فقط».