أكد مسؤولون في قطاع السياحة والسفر، شاركوا في «معرض سوق السفر العربي 2023»، الذي اختتم فعاليات في دبي، أمس، أهمية الالتزام بالاستثمار في تعزيز مبادئ السفر المستدام، مشيرين إلى أن إنفاق القطاع على تطبيق معايير الاستدامة، يُعدّ استثماراً مهماً يحقق مكاسب مباشرة، وليس مجرد إنفاق للالتزام بخطة تنظيمية.
كما أكدوا لـ«الإمارات اليوم»، على هامش المعرض، أن عدم اتباع معايير الاستدامة يقلل القدرة التنافسية للفنادق خلال سنوات عدة.
وذكروا أن دولة الإمارات تقود مستقبل السفر المستدام، لافتين إلى أن قطاع السياحة والسفر في الدولة، اتخذ خطوات ملموسة في هذا المجال.
وأشاروا إلى أن أحد مؤشرات نجاح الإمارات في تحقيق أهدافها المناخية والبيئة، هو استضافتها لمؤتمر «كوب 28» في نوفمبر المقبل.
صفر كربون
وتفصيلاً، قال مدير مجموعة فنادق «راديسون» لمنطقة السعودية والكويت ولبنان، باسل طلال، إن «قطاع السفر في عدد من دول الشرق الأوسط، عمل على تطبيق مفاهيم الاستدامة منذ فترة طويلة»، لكن أشار إلى أن النتائج لم تكن لافتة في البداية، إلا أنها تتغير الآن.
وأضاف طلال: «نحن كمجموعة قررنا أن تحقق فنادقنا (صفر كربون) بحلول عام 2050»، مشيراً إلى أن المجموعة اتخذت خطوات كبيرة في التحوّل نحو الطاقة المتجددة.
وأوضح أنه «تم إجراء تغيير كبير في بعض الفنادق التي تديرها المجموعة من تقليل الصرف الصحي وإجراء معالجة بيئة له، فضلاً عن تقليل الاعتماد على الكهرباء واستبدالها بمصادر من الطاقة الشمسية».
استثمار مهم
وأكد طلال أن «إنفاق قطاع السفر على تطبيق معايير الاستدامة، يُعدّ استثماراً مهماً له عائد ملموس، وليس مجرد إنفاق للالتزام بخطة تنظيمية».
ولفت إلى أن عائدات التحوّل نحو الطاقة النظيفة، واتباع معايير الاستدامة تظهر على المنشآت الفندقية خلال عامين إلى ثلاثة أعوام، حيث تؤدي إلى زيادة الإيرادات، مشيداً باستضافة الإمارات لحدث مهم مثل مؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغيّر المناخ «كوب28» خلال نوفمبر المقبل، والذي سيعمل على ترسيخ فكرة أن المستقبل هو الأعمال المستدامة، وأن تحقيق الإيرادات يجب أن يكون من خلال تنفيذ الالتزامات التي تضمن الاستمرارية.
ركن أساسي
من جهته، قال الرئيس والمدير التنفيذي لمجموعة «فنادق روتانا»، غاي هاتشينسون: «شكلت الاستدامة ركناً أساسياً في أي مشروع من مشروعاتنا»، مضيفاً أنه «مع استمرار التوسع في المنطقة، نسعى إلى ضمان استمتاع ضيوفنا بمنتجات مستدامة وعالية الجودة تمنحهم تجربة لا تُضاهى».
وأكد هاتشينسون أنه «تماشياً مع مساعي (كوب 28) لمناقشة الحلول العملية والطموحة للتغيّر المناخي، تسعى (روتانا) للقيام بدورها وتواصل العمل على تقليل استهلاك الطاقة والمياه، واعتماد التقنيات النظيفة وتحسين الكفاءة التشغيلية».
وبيّن أنه «كجزء من أهداف منصة (روتانا إيرث) المعنية بكل ما يخص استدامة المجموعة، رفعت (روتانا) نسبة استخدامها للمواد القابلة لإعادة التدوير بمعدل 8%، فيما خفضت نسبة تخلصها من النفايات في المكبّات إلى 17%، فضلاً عن تقليلها نسبة استهلاكها للطاقة الكهربائية بمعدل 8%».
ولفت هاتشينسون إلى أنه في إطار مبادراتها المتعدّدة، كانت «روتانا» بدأت بتقديم عروض وجبات مستدامة ومحضّرة من منتجات محلية في جميع فنادقها بالإمارات.
وأكد أن «عدم اتباع معايير الاستدامة يقلل القدرة التنافسية في قطاع السفر والسياحة، لاسيما للفنادق».
أمر ضروري
بدروه، قال المدير الدولي في شركة «ماينور للفنادق»، أحمد عادل منصور، إن «قطاع السفر والفنادق مؤهل تماماً لدعم البيئة والمناخ»، مشيراً إلى أن الشركة قررت تعيين إدارة كاملة لدعم الاستدامة في كل فنادقها، والتي تسعى إلى تحقيق أرقى المعايير في هذال المجال، وتنافس للحصول على جوائز مرموقة لوصولها إلى درجات متقدمة من مبادئ الاستدامة.
وأضاف أن «حكومة الإمارات تقدم جميع أشكال الدعم والمساعدة للقطاع، من أجل تحقيق رؤيته في الاستدامة».
وأكد أن القطاع يحقق مكاسب مباشرة عندما تكون البيئة نظيفة، لافتاً إلى أن «السفر هو البحث عن الراحة والاستمتاع بالوقت في الطبيعة».
وتابع منصور: «لذا، فإن استدامة المنشآت السياحية هو أمر ضروري لتحقيق أهدافها الاقتصادية»، معتبراً أن «الفنادق التي لن تتبع معايير الاستدامة ستكون غير قادرة على المنافسة خلال سنوات عدة».
وذكر أن «دولة الإمارات تقود مستقبل السفر المستدام، حيث إن قطاع السياحة والسفر في الدولة، اتخذ خطوات جريئة وملموسة في هذا المجال»، مشيراً إلى أن أحد مؤشرات نجاح الإمارات في تحقيق أهدافها المناخية والبيئة، هو استضافتها لمؤتمر «كوب 28».