قال مسؤولون ومديرون عاملون في قطاع الأغذية، إن القطاع يشهد توسعاً لافتاً من قبل الشركات المنتجة بالاعتماد على تقنيات الذكاء الاصطناعي، ما يعزز سرعة تحقيق مستهدفات الاستدامة.
وذكروا لـ«الإمارات اليوم»، على هامش معرض «غلفود للتصنيع 2023»، الذي اختتم فعالياته في دبي أخيراً، أن الشركات المحلية كانت لها مبادرات سباقة في تبنى تلك التقنيات، والتي تدعم كفاءة وسرعة الإنتاج، مشيرين إلى أن استخدام أنظمة الذكاء الاصطناعي يغيّر معادلة الإنتاج السابقة، من حيث تقليل الهدر في المواد المستخدمة بنسب كبيرة، فضلاً عن تقليل الانبعاثات، الأمر الذي يدعم الاستدامة في القطاع.
وتفصيلاً، قال الرئيس التنفيذي بدول مجلس التعاون الخليجي والمشرق العربي لإدارة الزيوت والدهون في مجموعة «إفكو» العالمية للصناعات الغذائية، محمد عيتاني، إن الفترة الأخيرة شهدت توسعاً لافتاً في توجه شركات تصنيع الأغذية نحو تبني أنظمة الذكاء الاصطناعي في عمليات التصنيع والاتجاه بشكل أكبر لعمليات الأتمتة في الإنتاج.
وأضاف أن الاعتماد على تقنيات الذكاء الاصطناعي يدعم مستهدفات الاستدامة في القطاع، مع قدرة تلك التقنيات على الحد من الهدر في عمليات الإنتاج للمواد المستخدمة، إضافة إلى الاعتماد عليها في ترشيد استخدامات الطاقة بمعدلات أكبر.
وأشار عيتاني إلى أن الذكاء الاصطناعي سيغير معادلة صناعة الأغذية بشكل كبير، موضحاً أنه لن يقلل من وجود الكوادر البشرية، بل سيغير الحاجة إلى وجود كوادر ذات مهارات مختلفة بسلاسل الإنتاج والتوريد.
وذكر أن الاستدامة ورفع الكفاءة وسرعة الإنتاج والتوريد، تعد من أبرز مستهدفات قطاع صناعة المواد الغذائية، وهو ما يوفره الاعتماد على تقنيات الذكاء الاصطناعي.
من جهته، قال المدير التجاري لفعاليات قطاع الأغذية في مركز دبي التجاري العالمي، جعفر شبر، إن الإمارات من الدول السبّاقة في تبني تقنيات الذكاء الاصطناعي بمختلف المجالات، منها القطاع الصناعي، مشيراً إلى أن شركات صناعة الأغذية المحلية والإقليمية، تشهد توسعاً ملحوظاً في الاعتماد على الذكاء الاصطناعي في سلاسل الإنتاج.
وأفاد بأن التوجه للذكاء الاصطناعي والأتمتة في قطاع صناعة الأغذية كان من أبرز ملامح فعاليات وأجنحة معرض «غلفود للتصنيع» في دورته الأخيرة، الأمر الذي يؤكد مدى أهمية استخدام الذكاء الاصطناعي في القطاع على المستوى العالمي حالياً، إضافة إلى توجهات الاستدامة.
وأضاف شبر أن الاعتماد على تقنيات الذكاء الاصطناعي في إنتاج المواد الغذائية يدعم تحقيق مستهدفات الاستدامة، بقدر ما يدعم تحسين الإنتاج، ويوفر قيمة مضافة مادية للشركات التي تعتمد في إنتاجها على تلك التقنيات.
بدوره، أكد المدير العام لشركة «سويس لوج ميدل إيست» العاملة في قطاع الأغذية، رامي يونس، أن الأتمتة والاعتماد على تقنيات الذكاء الاصطناعي، يساعدان الشركات على مواجهة تحديات سلاسل التوريد للمواد الغذائية ويمكنانها من مواجهة المتغيرات المختلفة أثناء الإنتاج والتوزيع واجتيازها بشكل أكبر.
وأوضح أن الأنظمة «الروبوتية» تعزز زيادة الإنتاجية في الصناعات الغذائية، وتقلل وقت دورة الإنتاج، كما تستجيب بسريعة لأي تغييرات تطرأ على عملية الإنتاج، إضافة إلى الفوائد البيئية في تقليل الانبعاثات الكربونية، خصوصاً في ظل التزام الدولة بالوصول إلى صافي انبعاثات صفرية بحلول عام 2050.
وأضاف أن الاعتماد على تلك الأنظمة يدعم أيضاً ارتفاع معدلات الربحية للشركات وإدارة عمليات الإنتاج والتوريد والتخزين بشكل أسهل.
وذكر يونس أنه مع وجود توقعات بنمو عدد سكان العالم بمقدار ثلاثة مليارات نسمة خلال عام 2050، فإن شركات صناعة الأغذية والمشروبات ستزيد إنتاجها، لكن بالاعتماد على الأنظمة الذكية في عملياتها، فإنها ستحد من الانبعاثات والهدر.
• الشركات المحلية لديها مبادرات سبّاقة في تبنّي تقنيات الذكاء الاصطناعي.