من / رامي سميح ..
أبوظبي في 16 أكتوبر / وام / أكد الدكتور أجاي ماثور، المدير العام للتحالف الدولي للطاقة الشمسية، أن التزام دولة الإمارات بالاستثمار في الطاقة النظيفة والمتجددة يعزز جهودها العالمية من أجل عالم أكثر استدامة وحفاظاً على البيئة.
وقال ماثور، في تصريحات لوكالة أنباء الإمارات “وام”، إن التزام الإمارات بمشاريع الطاقة النظيمة والمتجددة يعزز ريادتها على الساحة العالمية وشراكتها الدولية ويدعم موقعها الريادي ودورها الحيوي والبارز في قيادة اعتماد حلول الطاقة المتجددة والشمسية، في ظل التزامها بممارسات الطاقة النظيفة والمستدامة، مشيراً إلى أن تفاعل الإمارات النشط في قطاع الطاقة المتجددة والشمسية ضروري لأمنها الطاقي وازدهارها الاقتصادي، فضلا عن دوره العالمي في مواجهة التحديات المتعلقة بتغير المناخ والتنمية المستدامة.
وأضاف ماثور، أن الإمارات لديها مشروعات ومبادرات رائدة في مجال توليد الطاقة الشمسية بما يعكس ريادتها في هذا المجال والتزامها بالطاقة النظيفة، مع خطط طموحة للتوسع والنمو، مشيراً إلى أن هذه المشروعات تشمل محطة نور أبوظبي الشمسية وهي مشروع ضخم لاستخدام الطاقة الشمسية على نطاق كبير، بالإضافة إلى مجمع محمد بن راشد آل مكتوم للطاقة الشمسية في دبي.
وأوضح أن الإمارات نفذت مبادرات مبتكرة مثل برنامج الطاقة الشمسية على أسطح المباني في دبي، الذي يشجع على تركيب الألواح الكهروضوئية فوق أسطح المباني السكنية والتجارية، وهو ما يمكن المستهلكين من توليد الكهرباء من مصادر شمسية وحتى بيع الكهرباء الزائدة إلى الشبكة، مشيراً إلى أن تلك المبادرات تعكس التزام الإمارات الثابت بتنويع مصادر الطاقة وتقليل اعتمادها على الوقود الأحفوري.
وأشار إلى أن استثمارات الإمارات الضخمة في توليد الطاقة الشمسية يسهم في تلبية احتياجاتها المتزايدة من الطاقة المحلية، مما يضمن مستقبل طاقة مستدام، بالإضافة إلى المساهمة بشكل كبير في جهود العالم لمكافحة تغير المناخ من خلال تقليل انبعاثات الكربون.
وقال أجاي ماثور، إن التحالف الدولي للطاقة الشمسية يلعب دورا بارزا في دعم رئاسة الإمارات لمؤتمر الأطراف “COP28” وتسريع الانتقال نحو الطاقة المستدامة بشكل عادل ومنصف، لافتاً إلى أن مهمة التحالف الدولي للطاقة الشمسية تتمحور حول تعزيز الوصول إلى تعزيز أمن الطاقة والانتقال إلى مصادر طاقة نظيفة، مشيراً إلى انه من أجل تحقيق هذه الأهداف، يعتمد التحالف نهجا متعدد الأوجه يشمل فئات رئيسية وهي ودعم وتنفيذ البرامج والمشاريع، وبناء القدرات.
وأضاف المدير العام للتحالف الدولي للطاقة الشمسية، أن دولة الإمارات شاركت بنشاط في تقديم مبادرات للطاقة الشمسية باعتبارها عضو ملتزم في التحالف، مشيراً إلى أن العاصمة الإماراتية أبوظبي استضافت في يوليو الماضي الاجتماع الإقليمي الخامس للتحالف الدولي للطاقة الشمسية لمنطقة آسيا والمحيط الهادئ بهدف تعزيز انتشار حلول الطاقة الشمسية، بالتزامن مع استضافة الدولة لمؤتمر “COP 28”.
وأشار ماثور إلى أن المشاركين في الاجتماع الإقليمي أكدوا الحاجة الملحّة لتطوير حلول الطاقة الشمسية المتقدمة ونشرها على نطاق واسع، فضلاً عن تحديث البنية التحتية والشبكات، ومضاعفة قدرات توليد الطاقة المتجددة ثلاث مرات بحلول عام 2030، إلى جانب الإجراءات التحويلية اللازمة للحفاظ على مسار ارتفاع درجة حرارة العالم عند 1.5 درجة مئوية، والتصدي للتحديات التي يفرضها التغير المناخي.
وأوضح ماثور، أن الوكالة الدولية للطاقة المتجددة “آيرينا”، التي تتخذ من أبوظبي مقراً لها، تعد شريكًا حيويًا في مساعيها لإيجاد حلولا للطاقة المتجددة، مشيراً إلى أن القرب الجغرافي بين “آيرينا” والتحالف الدولي للطاقة الشمسية أسهم في تأسيس شراكة قوية بين الجهتين مع تأكيدهما على أهمية التعاون الدولي في مواجهة تحديات الطاقة العالمية.
وقال إن رئاسة “COP28” في الإمارات ركزت على ضرورة مضاعفة سعة الطاقة المتجددة بمقدار ثلاث مرات بحلول عام 2030، ولتحقيق ذلك، ستلعب الطاقة الشمسية دورا حاسما، مشيراً إلى أن الاستثمار في الطاقة النظيفة يتزايد، بمعدل نمو سنوي بلغ 12% منذ عام 2020، وذلك بفضل مشاريع الطاقة الشمسية والرياح.
وأكد المدير العام للتحالف الدولي للطاقة الشمسية، أن هناك حاجة إلى اتخاذ العديد من الإجراءات الحاسمة لمكافحة تغير المناخ والحد من ارتفاع درجة حرارة العالم إلى 1.5 درجة مئوية، مع تحقيق أهداف التنمية المستدامة للأمم المتحدة، مشدداً على أهمية الطاقة الشمسية كحل جذري لتوفير طاقة ميسورة التكلفة وموثوقة ومستدامة للمناطق التي في حاجة ماسة إليها، مثل إفريقيا والمحيط الهادئ وجنوب آسيا وأمريكا اللاتينية، حيث يمكن للطاقة الشمسية تقليل انبعاثات الغازات الدفيئة والحد من الاعتماد على واردات الوقود الأحفوري.
وذكر أن الاستثمار المقدر المطلوب في حلول الطاقة المتجددة للحفاظ على ارتفاع درجة حرارة العالم دون 1.5 درجة مئوية بحلول عام 2050 يتفاوت حسب الافتراضات المعتمدة في التحليل، ولكن بشكل عام سيتطلب هذا الهدف زيادة كبيرة في الاستثمارات في تكنولوجيا الطاقة المتجددة وتدابير كفاءة الطاقة والتقاط الكربون وتخزينه، مشيراً إلى انه وفق تقرير لجنة الحكومات بشأن تغير المناخ، ستحتاج الاستثمارات العالمية في الطاقة المتجددة وكفاءة الطاقة إلى زيادة بنحو 2.4 تريليون دولار سنويا من عام 2016 إلى عام 2035.
وأوضح انه وفق تقرير صادر عن “آيرينا” في 2019، فإن تحقيق الهدف البالغ 1.5 درجة مئوية سيتطلب استثمارا سنويا بنحو 750 مليار دولار إلى 880 مليار دولار من عام 2018 إلى عام 2050، بينما أكدت لجنة انتقال الطاقة، التي تضم مجموعة من خبراء الطاقة ورواد الأعمال، أن الاستثمارات السنوية في تكنولوجيات الطاقة النظيفة يجب أن تصل إلى 1 – 2 تريليون دولار بحلول عام 2050 للحد من ارتفاع درجة حرارة العالم.
وسلط المدير العام للتحالف الدولي للطاقة الشمسية، الضوء على أهمية تنويع استثمارات الطاقة المتجددة بما يعود بالنفع على جميع مناطق العالم، حيث تتركز الاستثمارات حالياً بشكل غير متناسب في عدد قليل من الدول، بينما تحصل الدول الأقل نمواً على أقل من 1 % من الإجمالي، مشيراً إلى أنه في ظل تجاوز السعة العالمية التراكمية للطاقة الشمسية الكهروضوئية المركبة 1 تيراواط، وفي حين أصبحت الطاقة الشمسية الكهروضوئية أرخص مصدر للكهرباء الجديدة في العديد من المناطق، فمن الممكن زيادة نشر الطاقة الشمسية لتحقيق انخفاض أكبر في التكاليف.
جدير بالذكر أن دولة الإمارات عضو مؤسس في التحالف الدولي للطاقة الشمسية الذي تأسس بموجب إعلان باريس في مؤتمر الأمم المتحدة للتغير المناخي في العاصمة الفرنسية عام 2015، حيث انضمت دولة الإمارات إلى التحالف في أواخر شهر أكتوبر من عام 2017 وأقرت عضويتها رسميا في شهر فبراير عام 2018.
ويضم التحالف أكثر من 121 دولة ويهدف إلى مساعدة الدول النامية في توليد طاقة شمسية قدرها 1000 غيغاواط بحلول عام 2030 من خلال جمع 1 تريليون دولار وتوفير المساعدة التقنية اللازمة لتحقيق هذا الهدف.