شهد قطاع الأراضي في دبي تسجيل صفقات ضخمة، حيث بلغت قيمة أكبر 10 صفقات لبيع الأراضي في سوق دبي العقارية منذ بداية العام الجاري حتى الآن، نحو تسعة مليارات درهم.
وقال عقاريون في تصريحات لـ«الإمارات اليوم»، إن ارتفاع قيم الصفقات يعكس الزخم المستمر داخل السوق، وسعي المطورين العقاريين لاقتناء أفضل الأراضي في دبي، تمهيداً لإطلاق مشاريع جديدة مستقبلاً.
وتضمنت أبرز صفقات بيع الأراضي، صفقة كبيرة لبيع أرض في منطقة «مقطرة»، وهي أرض للغرض السكني بقيمة 3.87 مليارات درهم، على مساحة 203.1 ملايين قدم مربعة، بواقع 19 درهماً للقدم الواحدة، وذلك بحسب بيانات لدائرة الأراضي والأملاك في دبي. كما جاءت صفقة بيع قطعة أرض للغرض السكني أيضاً في منطقة مقطرة بقيمة 1.834 مليار درهم، مساحتها 2.75 مليون قدم مربعة، بسعر 666.2 درهماً للقدم. وتضمنت قائمة أبرز الصفقات أيضاً صفقة بيع أرض للغرض السكني في منطقة «الصفوح الثانية» بقيمة 630.79 مليون درهم، بمساحة 33.108 مليون قدم مربعة، بسعر 19.05 درهماً للقدم الواحدة.
وتفصيلاً، قال رئيس مجلس إدارة شركة «الوليد الاستثمارية»، محمد المطوع، إنه «في الوقت الحالي هناك زيادة كبيرة في الطلب على الأراضي في دبي، بغرض الاستثمار العقاري، مع زيادة الإقبال الاستثماري في الإمارة، لما تتمتع به من ميزات الأمان والاستقرار والمردود الاستثماري المرتفع، مقارنة بمناطق أخرى في العالم».
وأوضح المطوع، أن «أسعار الأراضي ارتفعت بشكل ملحوظ منذ بداية العام الحالي، ولكن بنسبة أقل من زيادة أسعار المباني الجاهزة، نظراً لحاجة السوق إلى العقارات الجاهزة».
وأشار إلى أن الأراضي المميزة تشهد تناقصاً، لاسيما مع الإقبال المتواصل من جانب المطورين والمستثمرين، لافتاً إلى أن الطلب المتزايد يتركز في مناطق «أرجان» و«ليوان» و«جميرا الدائرية».
ولفت إلى أن أسعار الأراضي سجلت ارتفاعاً لا يقل عن 20% مقارنة بالعام الماضي.
من جانبه، قال الخبير العقاري رئيس مجلس إدارة شركة «دبليو كابيتال» للوساطة العقارية، وليد الزرعوني، إن «ارتفاع قيم الصفقات العقارية، لاسيما الأراضي، يعكس حالة الزخم القوي داخل سوق دبي العقارية».
وأضاف، أن دبي شهدت تدفقاً كبيراً من الأثرياء الأجانب الطامحين إلى الاستقرار والاستثمار في الأنشطة التجارية في الإمارة، لاسيما قطاع العقارات المزدهر الذي يحقق أرباحاً قياسية، وسهولة في البيع والشراء، مع نضج السوق ووصولها إلى أفضل المعايير العالمية.
من جهته، قال مؤسس ومدير شركة «الليوان الملكي» للعقارات، محمد بوحارب، إن «هناك طلباً متزايداً على الأراضي في دبي، سواء للأغراض السكنية أو التجارية، منذ بداية العام الماضي حتى الآن».
إلى ذلك، قال الرئيس التنفيذي لـ«شركة إيليو العقارية»، زاهي قشوع، إن «دبي تشهد إقبالاً كبيراً على شراء الأراضي، بغرض الاستثمار العقاري»، مؤكداً استمرار الطلب على الأراضي، مع تدفق المستثمرين من جميع أنحاء العالم، علاوة على قيام المطورين العقاريين الكبار، بإطلاق مشاريع عقارية جديدة ومميزة.
وأضاف أن المنافسة الكبيرة بين المطورين تسهم في استمرار زخم الطلب على الأراضي وسط محدودية المعروض في بعض المناطق، الأمر الذي من شأنه أن يدعم زيادة الأسعار.
وأضاف أن أسعار الأراضي سجلت زيادة بأكثر من 30% على أساس سنوي، مقارنة بالعام الماضي، فيما تشهد منطقتا «الخليج التجاري» و«جميرا الدائرية» أعلى طلب بين المناطق الأخرى في دبي.
في السياق ذاته، قال المدير الإداري في شركة «هاربور العقارية»، مهند الوادية، إن «نسبة ارتفاع أسعار الأراضي هذا العام، مقارنة بالعام الماضي، تختلف من منطقة لأخرى، وحسب المساحة والموقع، لكن بالفعل هناك ارتفاع يراوح بين 30 و300% في مناطق مثل (دبي هيلز) في غضون عام ونصف العام»، مشيراً إلى أن التوجه الحالي نحو «دبي الجنوب»، وهناك توجهات أيضاً نحو شارع الخيل، وشارع محمد بن زايد، وشارع الإمارات، متوقعاً استمرار هذه الوتيرة مع استمرار الانتعاش العقاري.
ثقافة عقارية
قال خبير التسويق العقاري، علاء مسعود، إن المستثمرين الذين يتطلعون للحضور إلى دبي وتطوير مشاريع عقارية، والدخول إلى السوق العقارية، فإنهم على درجة عالية من الثقافة، ولديهم ثقافة عقارية، وذلك لأنهم يتابعون بشكل دقيق التفاصيل والأخبار على مواقع التواصل الاجتماعي، خاصة حكومة دبي وتوجهاتها، وجميع أخبار هيئة الطرق والمواصلات، ويتابعون كل المشاريع وعمليات تطوير البنية التحتية، حتى يتماشوا مع رؤية دبي 2033. وأوضح أن المستثمر الذكي يتوجه إلى هذه المناطق، ويبحث عن أراضٍ استثمارية لتنفيذ مشاريع عليها.
• أسعار الأراضي ارتفعت بشكل ملحوظ منذ بداية العام الجاري، وهناك زيادة كبيرة في الطلب بغرض الاستثمار العقاري.