أكد عقاريون أن التنافسية في دبي انتقلت إلى مستوى جديد، في وقت تحطم فيه الصفقات العقارية الأرقام القياسية، لتواصل عقارات الإمارة جاذبيتها، وتنافس دبي نفسها فقط.
وأرجعوا لـ«الإمارات اليوم» تحقيق صفقات ومبيعات عقارية قياسية بشكل متواصل، إلى الجاذبية الاستثمارية، وتوافر الأمن والأمان، متوقعين استمرار هذا الأداء الاستثنائي لسوق العقارات.
وكانت السوق العقارية في دبي، شهدت أخيراً، صفقتين مميزتين، تمثلتا في بيع برج سكني بـ1.4 مليار درهم، خلال فترة وجيزة، وبيع فيلا فاخرة على جزيرة «لاناي» بقيمة 200 مليون درهم، في مؤشر يعكس قوة الطلب داخل السوق العقارية.
ويأتي ارتفاع الطلب على العقارات السكنية والفاخرة في دبي، في وقت تصدرت فيه دبي مدن العالم في المؤشر الدولي للمساكن الفاخرة في عام 2023، وللعام الثاني على التوالي، وفقاً لتقرير الثروات 2023، الصادر عن «مؤسسة نايت فرانك العالمية للاستشارات العقارية».
برج سكني
والصفقة الأولى كانت لبرج سكني كامل مملوك لـ«شركة شوبا العقارية»، مقابل 1.4 مليار درهم، إذ تم بيعه خلال فترة وجيزة.
وأعلنت «شوبا» بيع جميع الوحدات السكنية في مشروعها «ذا إس»، مؤكدة أن ذلك يظهر الأداء القوي للسوق العقارية في إمارة دبي، التي رسَّخت مكانتها في مصاف أكثر أسواق العقارات الفاخرة ربحاً على مستوى العالم.
ويتكون برج «ذا إس» من 62 طابقاً، 43 طابقاً منها مخصصة للوحدات السكنية الفاخرة.
واستكملت الشركة بيع كامل الوحدات السكنية في المشروع، البالغ عددها 84 وحدة سكنية، وتشمل شققاً مكوَّنة من أربع وخمس غرف نوم، بأسعار تبدأ من 15.5 مليون درهم، و34 مليون درهم على التوالي.
فيلا فاخرة
بدورها، تمكّنت «شركة ماجد الفطيم العقارية» من بيع فيلا «مانشن» فاخرة في «جزيرة لاناي»، أخيراً، مقابل 200 مليون درهم، في صفقة هي الأعلى على الإطلاق في مشروع «تلال الغاف»، المجتمع السكني الفاخر في قلب دبي.
وتتضمن الفيلا التي حطمت الرقم القياسي، من حيث مساحتها الإجمالية التي تربو على 30 ألف قدم مربعة، ثماني غرف نوم، وصالة عائمة مطلة على المياه مباشرة، وشرفة على السطح، مع إطلالات بانورامية خلابة على البحيرة، وفناء داخلي يمتد من الطابق السفلي إلى السطح.
زيادة الطلب
وقال الخبير في إدارة المحافظ الاستثمارية الرئيس التنفيذي لـ«شركة الأندلس كورت يارد» للتطوير العقاري، صالح طباخ، إن «التنافسية في دبي انتقلت إلى مستوى جديد، حيث إن الصفقات العقارية تحطم الأرقام القياسية وأصبحت دبي تنافس نفسها فقط».
وأضاف: «أصبحت دبي واجهة للأثرياء الذين يبحثون عن الأمان الاقتصادي والشخصي لتفتح المجال لمزيد من المشروعات».
وأشار إلى أن زيادة الطلب أكبر من العرض الحالي بمراحل كبيرة، وهي السبب الأساسي لتحطيم المعدلات القياسية في أسعار البيع، وإلى مزيد من الفرص للمطورين لطرح مشروعات جديدة لتلبية الحجم الكبير على الطلب، خصوصاً العقارات الفاخرة».
جاذبية استثمارية
من جهته، اعتبر رئيس مجلس إدارة «شركة دبليو كابيتال للوساطة العقارية»، وليد الزرعوني، الصفقات الأخيرة في القطاع العقاري في دبي، مؤشرات إيجابية على استمرار الزخم الذي بدأ في أواخر عام 2021، ودليلاً قوياً على الجاذبية الاستثمارية المتزايدة التي يتمتع بها القطاع.
وتوقع الزرعوني استمرار هذا الأداء الاستثنائي لسوق العقارات خلال الفترة المتبقية من العام الجاري، بدعم من مواصلة تدفق المستثمرين الأجانب، وارتفاع أسعار العقارات، والعائد على الاستثمار بنسبة كبيرة.
وتابع: «تبدو آفاق سوق العقارات في دبي مبشرة وواعدة للغاية خلال 2023، وستكون مسألة وقت لمعرفة أن العام سيكون قادراً على تحطيم هذا الرقم القياسي المسجل في العام الماضي، إذ من المنتظر أن يستمر الطلب في النمو، والأسعار في ارتفاع، ما يجعل سوق دبي العقارية أرضاً خصبة للاستثمار».
رواج كبير
إلى ذلك، قال رئيس قسم المبيعات في «شركة ليوس الدولية للتطوير العقاري»، علاء مسعود، إن السوق العقارية في دبي تشهد رواجاً كبيراً، وسط إقبال من جميع المستثمرين حول العالم.
وأضاف: «يتطلع المستثمرون من أوروبا إلى التسهيلات الموجودة في دبي، والإقبال شديد على العقارات، خصوصاً المشروعات تحت الإنشاء التي تشهد رواجاً كبيراً في دبي حالياً».
صفقات قياسية
في السياق نفسه، أرجع مؤسس ومدير «شركة الليوان الملكي للعقارات»، محمد بوحارب، تحقيق صفقات ومبيعات عقارية قياسية متواصلة، إلى الجاذبية الاستثمارية، وتوافر الأمن والأمان، لافتاً إلى وجود شريحة كبيرة من المستثمرين الكبار الذين فضلوا أن تكون دبي وجهتهم الاستثمارية والسكنية.
بدوره، قال المستشار العقاري محمد الحفيتي، إن استمرار أداء السوق العقارية بشكل قوي بعد التعافي من أزمة «كوفيد-19»، والأزمات الاقتصادية العالمية المختلفة، يؤكد أن السوق العقارية في دبي تحظى باهتمام العديد من رجال الأعمال والعائلات، لافتاً إلى أن أصحاب الثروات يرون أن دبي من أفضل الأماكن لحفظ الثروات واستقطاب الأموال.
وأشار الحفيتي إلى استمرارية الطلب نتيجة توافر الأمن والأمان، والدعم الكبير الذي تقدمه حكومة دبي، والدعم اللامحدود للقطاع العقاري الذي أسهم في جذب المستثمرين. وقال: «المستوى المعيشي مرتفع، واستقطب الكثير من العائلات الأجنبية، وهناك إقبال من جميع الجنسيات على شراء مختلف الوحدات السكنية، كما أن هناك عمليات شراء كبيرة، سواء كانت لأراض أو عقارات أو مبان بشكل كامل ومباشر من المطورين العقاريين»، متوقعاً استمرار الأداء الإيجابي للسوق العقارية في دبي خلال الفترة المقبلة.
زخم الطلب
من جانبه، أشار المدير العام لـ«مجموعة الحبتور»، غالب بن خرباش، إلى تزايد زخم الطلب الكبير على العقارات، بعد أن أصبحت سوق دبي العقارية تحظى بثقة عالية من قبل جميع شرائح المستثمرين، والمحافظ الاستثمارية.
وأضاف أن سوق دبي العقارية شهدت طلباً كبيراً على جميع العقارات الجاهزة، والتي «قيد الإنشاء»، في وقت يتوقع فيه أن تستمر هذه الوتيرة في الطلب.
وتابع بن خرباش: «جميع المعارض والفعاليات المنعقدة في مدينة دبي شهدت ازدحاماً، ما يعكس ثقة جميع الزائرين والمقيمين بأن أسواق دبي هي المحرك الرئيس في المنطقة، وشعلة مضيئة ترشدهم إلى طريق النجاح، لتثبت دبي يومياً أنها هي التي تقود اقتصاد المنطقة».