دبي تواصل تألقها السياحي بتحقيق رقم قياسي في أعداد الزوار
تشهد دبي ازدهارًا غير مسبوق في قطاع السياحة، حيث كشفت دائرة الاقتصاد والسياحة في دبي عن أحدث الإحصائيات التي تؤكد مكانة المدينة كوجهة عالمية رائدة. فقد استقطبت دبي 17.55 مليون سائح دولي خلال الأشهر الـ 11 الأولى من عام 2025، وهو رقم قياسي يتجاوز أعداد الزوار في الفترة نفسها من العام الماضي بنسبة تقارب 5%. يعكس هذا النمو القوي استراتيجية دبي الناجحة في تنويع مصادر السياحة وتعزيز جاذبيتها للزوار من مختلف أنحاء العالم.
أداء قطاع السياحة في دبي: نظرة عامة
أظهرت البيانات الصادرة عن الدائرة أن شهر نوفمبر وحده شهد استقبال نحو 1.85 مليون سائح، بمتوسط يومي يتجاوز 61.6 ألف زائر. هذا المعدل المرتفع يؤكد استمرار الطلب على دبي كوجهة مفضلة للترفيه والأعمال. يعزى هذا النجاح إلى مجموعة من العوامل، بما في ذلك الفعاليات العالمية التي تستضيفها المدينة، والبنية التحتية المتطورة، والخيارات المتنوعة للإقامة والترفيه. بالإضافة إلى ذلك، ساهمت جهود الترويج السياحي المكثفة في زيادة الوعي بدبي كوجهة سياحية متميزة.
توزيع الزوار حسب المنطقة الجغرافية
تحليل بيانات الزوار يكشف عن تنوع في الأسواق المصدرة للسياحة في دبي. تتصدر أوروبا الغربية قائمة المناطق الجغرافية الأكثر تصديرًا للسياح إلى دبي، حيث تمثل 21% من إجمالي عدد الزوار، أي أكثر من 3.65 مليون سائح دولي.
تليها منطقة دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية بنسبة 16%، مسجلة حوالي 2.75 مليون سائح. هذا يعكس العلاقات القوية والروابط الثقافية والاقتصادية بين دول الخليج ودبي.
- جنوب آسيا: ساهمت بنسبة 15%، أي حوالي 2.6 مليون سائح.
- روسيا ودول الكومنولث: استحوذت على 15% من إجمالي الزوار، مسجلة أكثر من 2.58 مليون سائح.
- الشرق الأوسط وشمال إفريقيا: وصل عدد السياح من هذه المنطقة إلى 1.95 مليون، بنسبة 11% من الإجمالي.
- شمال وشرق آسيا: شكلت حصة قدرها 9%، أي حوالي 1.64 مليون سائح.
- الأمريكتين: استقبلت دبي حوالي 1.23 مليون سائح من الأمريكتين، بنسبة 7%.
- إفريقيا: وصل عدد السياح من إفريقيا إلى 774 ألف زائر، بنسبة 4%.
- أسترالاسيا: استحوذت على نسبة 2%، مسجلة 357 ألف سائح دولي.
تطور قطاع الفنادق في دبي
بالتزامن مع النمو في أعداد السياح، يشهد قطاع الفنادق في دبي تطورًا ملحوظًا. بلغ عدد الغرف الفندقية في دبي بنهاية نوفمبر 2025 أكثر من 153.2 ألف غرفة، موزعة على 825 منشأة فندقية. على الرغم من زيادة طاقة الإيواء بشكل طفيف مقارنة بنهاية نوفمبر 2024، إلا أن الأداء التشغيلي للفنادق تحسن بشكل ملحوظ.
سجل متوسط الإشغال الفندقي في جميع المنشآت العاملة في دبي نسبة 80.4% خلال الفترة من يناير إلى نوفمبر 2025، مقارنة بنسبة 78% في الفترة نفسها من عام 2024. هذا يشير إلى زيادة الطلب على الغرف الفندقية وتحسن الأداء المالي للفنادق.
فئات الفنادق الأكثر انتشارًا
تتصدر الفنادق الفاخرة من فئة “خمس نجوم” حجم السوق الفندقية في دبي، حيث تمثل 36% من إجمالي الغرف، مسجلة حوالي 55.2 ألف غرفة ضمن 173 منشأة. تليها الفنادق من فئة “أربع نجوم” بنسبة 28%، مسجلة حوالي 43.3 ألف غرفة ضمن 194 منشأة. تساهم الفنادق من فئة “ثلاث نجوم” وما دون بنسبة 19%، بينما تستحوذ الشقق الفندقية على حصة قدرها 17% من إجمالي السوق. هذا التنوع في فئات الإقامة يلبي احتياجات مختلف شرائح السياح والميزانيات.
مؤشرات الأداء الرئيسية
تشير المؤشرات الرئيسية إلى تحسن في الأداء العام لقطاع الفنادق. بلغت مدة إقامة النزلاء في فنادق دبي 3.7 ليالٍ فندقية بنهاية نوفمبر الماضي، مقارنة بـ 3.6 ليلة في الفترة نفسها من عام 2024. كما ارتفع عدد الليالي (الغرف المحجوزة) بنسبة 4% ليصل إلى حوالي 40.85 مليون ليلة.
بالإضافة إلى ذلك، ارتفع معدل السعر اليومي للغرفة الفندقية بنسبة 7% ليصل إلى 557 درهمًا، بينما زاد متوسط العائدات من الغرف المتوافرة بنسبة 10% ليصل إلى 448 درهمًا. هذه الزيادات في الأسعار والعائدات تعكس القوة الشرائية للسياح وثقة المستثمرين في قطاع السياحة في دبي. السياحة في دبي تشهد تطورًا مستمرًا.
مستقبل السياحة في دبي
تؤكد هذه الإحصائيات على نجاح دبي في ترسيخ مكانتها كوجهة سياحية عالمية رائدة. من المتوقع أن يستمر قطاع السياحة في النمو في السنوات القادمة، مدفوعًا بالاستثمارات المستمرة في البنية التحتية، وتنويع المنتجات السياحية، وجهود الترويج السياحي. الاستثمار العقاري في دبي يلعب دورًا هامًا في دعم هذا النمو. كما أن استضافة دبي للعديد من الفعاليات العالمية الكبرى ستساهم في جذب المزيد من الزوار وتعزيز مكانتها على الخريطة السياحية العالمية. الفعاليات السياحية في دبي هي محرك رئيسي للنمو.
ختامًا، تواصل دبي تحقيق إنجازات مذهلة في قطاع السياحة، مما يعزز اقتصادها ويساهم في تحقيق رؤيتها بأن تصبح المدينة الأكثر زيارة في العالم. هذه الأرقام القياسية ليست مجرد مؤشرات نجاح، بل هي دليل على الثقة التي يوليها العالم لدبي كوجهة آمنة ومرحبة ومبتكرة.
