لم يكن يتصور رائد الأعمال ومؤسس شركة «تايبز» لتوريد وتحميص القهوة، راشد عبدالله، عند بداية دراسته لعلوم البرمجة أن يتخذ مساراً مغايراً في حياته المهنية بعيداً عن مجال البرمجة التقنية الذي اختاره منذ بداية اهتمامه وولعه بدراسة أسرار ذلك القطاع، والذي لم يستطع أن يبتعد عنه، وقرّر أن يمزج بينه وبين مجال القهوة.
واعتبر عبدالله، أن المصادفة قادته لشغف جديد في حياته، وهو تحميص وإعداد وتوريد منتجات القهوة، حيث بدأ خطوات تأسيس شركته الناشئة منذ عام 2021، حتى اكتملت وتطوّرت مسيرة انطلاقها بشكل فعلي خلال بداية عام 2022.
وكشف عبدالله، لـ«الإمارات اليوم»، أن ظروف الجائحة وتحدياتها، لم تمنعه من تأسيس مشروعه بل كانت حافزاً ودافعاً قوياً للعمل على المشروع وانطلاقه، مبيناً أنه في البداية لم يكن مهتماً بشكل كبير ومعتاداً على تناول منتجات القهوة بشكل مماثل للعديد من أصدقائه، لكنه كان يمتلك موهبة تذوق أنواعها واكتشاف واختيار الأفضل.
وحدّد عبدالله، بداية التفكير في مشروعه بأن موهبته في تذوق القهوة جعلت أحد أصدقائه يهديه أحد منتجات القهوة التي جلبها من خلال السفر لإحدى دول العالم، ويتحداه لمعرفة مكونات القهوة التي كانت مخلوطة بمكونات عدة، وعندما ارتشف القهوة بالمجلس الذي يضم أصدقاءه، سرد عليهم المكونات بشكل دقيق دون أن يرى غلاف المنتج، ما أثار دهشة أصدقائه الذين اقترحوا عليه إنشاء مشروع لتجارة وتحميص القهوة.
وأضاف أنه في البداية استغرب من الاقتراح، وردّ على أصدقائه بأنه يهتم أكثر بعلوم البرمجة، لكنهم أخبروه بأنه يمكن الاستفادة من معرفته بالبرمجة وموهبته في معرفة مذاق القهوة في برمجة ماكينات التحميص، لتخرج أفضل مذاق وفقاً لكل نوع.
وأشار عبدالله، إلى أنه لم يتردد في البدء، في دراسة خطوات المشروع والاستفادة من ولعه بمجال البرمجة التقنية، في إنشاء تطبيق ذكي لطلب القهوة وتوريدها خصوصاً لأصدقائه وزملائه.
وأوضح أنه اكتشف مع بداية عمله وجود شغف كبير لم يكن يدركه بالقهوة وأسرارها، وهو ما جعله يهتم بجلب العديد من أنواع القهوة من الخارج، والعمل على تحميصها وإعدادها وفقاً لمتطلبات المستهلكين.
وقال إن «القهوة لا تُعد مجرد صناعة أو تجارة، بل تُعد بمثابة علم له أسراره ومبادئه، إذ إن كل نوع من القهوة يعطي مذاقاً معيناً، حتى إذا رأى البعض تشابه الأنواع، إضافة إلى أن سرعة ماكينة التحميص تغير وتحدد من درجة حموضة القهوة، إضافة إلى أن حفظ وتخزين القهوة تحدده معايير، للحصول على المذاق المناسب، وهو ما يتطلب الحفظ والتخزين، بعيداً عن أشعة الشمس أو الرطوبة، ويفضل قدر الإمكان بعيداً عن مواقع الضوء الساطع».
وأضاف أن «التطبيق الخاص به، لاقى إقبالاً كبيراً من المتعاملين، ما جعله يتوسّع في مجال عمله بشكل تدريجي، حتى أصبح يورّد حالياً للعديد من منافذ بيع القهوة والكافيهات في مختلف مناطق الدولة»، لافتاً إلى أنه يتعامل بمنتجات مختلفة ومتعددة من القهوة، أبرزها برازيلية وإثيوبية ومن أميركا اللاتينية».
وأشار عبدالله إلى أنه يخطط لتطوير مشروعه مستقبلاً، ليشمل التوريد لعدد أكبر من منافذ بيع القهوة، وزيادة الكميات والأنواع التي يتولى إعدادها وتوريدها لمختلف مناطق الدولة.
راشد عبدالله:
. القهوة ليست مجرد صناعة أو تجارة، بل تُعد بمثابة علم له أسراره ومبادئه، إذ إن كل نوع من القهوة يعطي مذاقاً معيناً.
. أتعامل بمنتجات مختلفة ومتعددة من القهوة، أبرزها برازيلية وإثيوبية ومن أميركا اللاتينية.