دبي في 11 أكتوبر /وام/ توقّع خبراء من شركة “بي دبليو سي” الاستشارية العالمية خلال مشاركتهم في فعاليات “ملتقى دبي للذكاء الاصطناعي” أن يتطور الذكاء الاصطناعي التوليدي بسرعة كبيرة إلى منظومات ذكاء عالمية أشمل وأوسع، بحيث سيكون قادراً خلال 18 إلى 20 شهراً من الآن على حجز رحلات الطيران وإنجاز التقارير، مؤكدين أن الذكاء الاصطناعي سيغير من طبيعة الوظائف لكن لن يقضي عليها.
جاء ذلك خلال جلسة حوارية بعنوان “من الذكاء الاصطناعي التوليدي إلى الذكاء الاصطناعي العام.. تطور طبيعي أم خيال علمي؟ ضمن فعاليات اليوم الأول للملتقى الذي تنظمه مؤسسة دبي للمستقبل بحضور أكثر من 1,800 مشارك من المسؤولين والخبراء وصنّاع القرار في قطاعات التكنولوجيا والابتكار والذكاء الاصطناعي والاقتصاد الرقمي.
وقال ستيفن أندرسون، شريك أول، “بي دبليو سي”، “إن الذكاء الاصطناعي التوليدي اليوم سيتطور بسرعة لينتقل إلى مرحلة الذكاء الاصطناعي العام الذي ستكون تطبيقاته واستخداماته أوسع وأكثر شمولاً على مستوى المجتمعات والحكومات والدول.
وعن التخوف من استبدال الذكاء الاصطناعي بالبشر، قال: “هذا لن يحدث، فالبشر ومن خلال الذكاء الاصطناعي هم الذين سيحلون محل أقرانهم ممن لا يتبنون هذه التقنية “.
وأشار الشريك الأول لدى شركة “بي دبليو سي” إلى أهمية الذكاء الاصطناعي في معالجة التحديات التي تواجه العالم على صعيد تحقيق الاستدامة.
بدوره أكد علي حسيني، الرئيس التنفيذي للتحول الرقمي، “بي دبليو سي”، أن “حداثة بيانات الذكاء الاصطناعي التوليدي في تطبيقات حديثة مثل تطبيق “تشات جي بي تي” مهمة للغاية مؤكداً أهمية تخيّل وتصميم وبناء منتجات رقمية مستقبلية باستخدام الذكاء الاصطناعي التوليدي.
وأوضح أننا الآن في مرحلة يمكن فيها استخدام الذكاء الاصطناعي في الاقتصاد الرقمي لتقييم أداء الأسواق، والأسعار ومسارات المنافسة، وأتمتة العمليات الفردية التي كانت عادة ما تستغرق أسابيع.
وأضاف: يمكن حالياً إنشاء عروض جاذبة للتمويلات والمستثمرين من خلال الذكاء الاصطناعي، بالاستفادة من قدرة الآلات على التخاطب مع بعضها باستخدام تعلّم الآلة للحصول على نتائج أفضل بكثير. ويمكننا أن نختار أن نكون مصمم غرافيك، أو نعمل في استراتيجيات التسويق، وأن نختصر الوقت والجهد في المهام اليومية، وتشكل هذه نقطة البداية، وقريباً سنكون قادرين على التحدث إلى الآلات والأجهزة.
وأوضح ان القدرة على تنفيذ المهام، وإرسال الرسائل النصية، وحجز الرحلات الجوية، وإنشاء التقارير وقيادة الأعمال مستقل سيكون لهم التأثير الكبير، وسيحصل هذا هنا في غضون 18-20 شهرًا بدلاً من السنوات القادمة. عندما يتم بناء النماذج الكاملة سنرى أنها مستقلة.
وأقامت “بي دبليو سي” أيضاً ضمن الملتقى معرضاً حول التطبيق العملي لاستخدامات الذكاء الاصطناعي التوليدي ضمن فعاليات ملتقى دبي للذكاء الاصطناعي، كما عقدت جلسة خاصة كذلك في الملتقى بعنوان “الإقبال على المصادر المفتوحة للبيانات: نظرة متعمقة في نماذج اللغات الكبيرة وأطر العمل مفتوحة المصدر.
و في سياق متصل أكد كوستي بيريكوس، الشريك ومسؤول الذكاء الاصطناعي والبيانات في شركة الاستشارات العالمية “ديلويت” أن على الشركات الاستفادة من التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي لتبقى قادرة على المنافسة في السوق، فحجم التحول الاقتصادي العالمي على المدى القريب هائل بسبب الابتكار المتسارع، داعياً إلى وضع الحلول الشاملة للصناعات لتمكين العمليات المستقلة، وتعزيز إنتاجية القوى العاملة.
وأفاد أن سوق الذكاء الاصطناعي ينمو بشكل متسارع، حيث يشمل العديد من التقنيات والميزات، ويقدم حلولاً مبتكرة لتحويل المجتمع والأعمال بما فيها الأتمتة الذكية، والتعرف على الكلام، والتحليل والتنبؤ، والمساعدة الافتراضية، والتعلم الآلي، ورؤية الذكاء الاصطناعي، والتعلم العميق والشامل، ومحاكاة الذكاء الاصطناعي، والأنظمة الذاتية، والكمية، والذكاء الاصطناعي العام.
جاء ذلك خلال مشاركته في جلسة بعنوان “الذكاء الاصطناعي التوليدي وأبرز القطاعات المتأثرة” ضمن فعاليات اليوم الأول من “ملتقى دبي للذكاء الاصطناعي”.
وأوضح مسؤول الذكاء الاصطناعي والبيانات في شركة الاستشارات العالمية، أن الذكاء الاصطناعي التوليدي يعد واحداً من التقنيات العديدة التي يمكن أن تحدث تغييراً جذرياً وكبيراً في مسارات تفاعل المجتمع وإدارة الأعمال، حيث يمتلك الذكاء الاصطناعي التوليدي قدرات كبيرة في إنتاج مجموعة واسعة من المخرجات بالاستناد إلى التطبيق المحدد ونوع البيانات المطلوبة، بما فيها النصوص والصور، والبرمجيات، والصوت المدعوم بالذكاء الاصطناعي.
وركزت الكلمة على التغيير الذي تسجله التقنيات الناشئة في هيكلية الشركات ونماذج عملها والطرق التي يتفاعل بها عملاؤها معها، مشددة على أهمية تبني مزيج من نماذج الأعمال والتكنولوجيا المتطورة الذكية للحفاظ على الميزة التنافسية للشركات وقطاعات الأعمال مستقبلاً.
واستعرضت الكلمة القطاعات التي تشهد تحولات بسبب اعتماد تطبيقات الذكاء الاصطناعي التوليدي من قبل المستخدمين أو مزودي الخدمات أو منتجي المنتجات على حد سواء.
وضمن الملتقى، عرضت “ديلويت” كذلك في أبراج الإمارات بدبي عدداً من التطبيقات العملية للذكاء الاصطناعي التوليدي من معهد “ديلويت” للذكاء الاصطناعي، حيث اطلع الزوار والمشاركون في الملتقى على الآفاق المستقبلية لهذه التطبيقات في قطاعات العمل الحكومي والقطاع الخاص.
عماد العلي/ جورج إبراهيم