دبي في 11 أكتوبر /وام/ أجمع خبراء ومختصون وقادة شركات عالمية وتكنولوجية في اليوم الأول من “ملتقى دبي للذكاء الاصطناعي” أن الوصول لتطبيقات الذكاء الاصطناعي التوليدي ذات المنافع الكبيرة التي لا تمس بالخصوصية أو حقوق الملكية الفكرية هي حق للجميع، مؤكدين أنه سيضاعف نمو قطاعات تنموية حيوية لاقتصادات المستقبل الرقمية كالأعمال والطيران خلال سنوات قليلة.
جاء ذلك خلال الكلمات والجلسات الختامية لفعاليات اليوم الأول من “ملتقى دبي للذكاء الاصطناعي”، أكبر تجمّع عالمي لاستشراف مستقبل وفرص الذكاء الاصطناعي التوليدي، الذي تنظمه مؤسسة دبي للمستقبل بحضور أكثر من 1,800 مشارك من مختلف التخصصات والقطاعات بمشاركة أكثر من 70 متحدثاً من الخبراء والمختصين وقيادات شركات عالمية.
وأكد عادل الرضا، الرئيس التنفيذي للعمليات في “طيران الإمارات” أن الناقلة الجوية العالمية، التي كانت دائماً سبّاقة في تبني التكنولوجيا المتقدمة وأحدث تطبيقاتها وبنت سمعتها المرموقة على هذا التوجه الاستباقي في استشراف تقنيات المستقبل، تختبر الحلول المبتكرة للذكاء الاصطناعي التوليدي في تدريب الكوادر والارتقاء بالتجربة الغامرة للمسافرين على متن أسطولها وفي مختلف عملياتها الأرضية.
وقال عادل الرضا، أثناء مشاركته في جلسة رئيسية في الملتقى بعنوان “كيف يعزز الذكاء الاصطناعي نمو قطاع الطيران؟” إن المستقبل للشركات التي تحرص على استدامة النمو والتطور المستمر من خلال توظيف أحدث الابتكارات التكنولوجية، وفي مقدمتها الذكاء الاصطناعي، لتعزيز نموها وتنافسيتها في القطاع.
وأشار الرضا إلى أن طيران الإمارات ستعرض في شهر نوفمبر المقبل التحول النوعي الذي حققته في تدريب كوادرها باستخدام الذكاء الاصطناعي ومقاربة الاحتياجات المختلفة لكل منهم بالاستفادة من تطبيقاته.
وأوضح الرئيس التنفيذي للعمليات في “طيران الإمارات” أن الذكاء الاصطناعي التوليدي يساعد الناقلة العملاقة في توفير حلول نوعية لترشيد استهلاك الوقود واختيار أفضل مسارات الطيران التي تخفض فترات التحليق فوق المدن وتتجنب مزيداً من الانبعاثات، بما يعزز استدامة قطاع الطيران.
وأكد الرضا على أهمية تطوير القدرات لكوادر قطاع الطيران باستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي التوليدي، والاستفادة منه في تعزيز نمو القطاع وكفاءته.
من جهته، قال توم إيشروود، شريك البيانات والتحول الرقمي لدى كوانتوم بلاك ماكنزي، إن الجديد اليوم هو تسارع انتشار الذكاء الاصطناعي التوليدي الذي يمكّن مسارات الإبداع وتحسين مستويات الأداء والإنتاجية، ويرتقي بالرحلة بأكملها، من حجز الرحلات الجوية إلى التعامل مع تأخيرات الرحلات أو أي شكاوى أخرى، جنباً إلى جنب مع تدريب الموظفين والطيارين وأعمال الصيانة وعمليات إدارة مهام الطيران.
واعتبر إيشروود أن هناك فرص لا حد لها في قطاع الطيران، مؤكداً ضرورة التحلي بالجرأة في تجريب واختبار واستكشاف فرص الذكاء الاصطناعي التوليدي في مختلف قطاعات الأعمال، فنحن تطورنا من برامج “دوس” إلى “ويندوز” وقد نصبح قريباً قابلين للتواصل باللغة المحكية مع أجهزتنا الرقمية.
وأوضح إيشروود أن بعض التحديات لتسريع تبنّي تطبيقات الذكاء الاصطناعي التوليدي ليست تكنولوجية بل بشرية، داعياً إلى التحلي بالجرأة والإقدام لاستطلاع آفاقه وفرصه.
بدروه، أكد أيسر يوسف، رئيس الذكاء الاصطناعي والبيانات بدولة الإمارات لدى “مايكروسوفت”، أيضاً أن المنافع لتوظيف الذكاء الاصطناعي في قطاع الطيران هائلة.
ولفت يوسف إلى أن وجود تحديات ومخاطر يجب أن لا يعيق الاطلاع على كل جديد في تطبيقات الذكاء الاصطناعي التوليدي في القطاع ودراسة الجدوى للاستفادة منها على نطاق موسع، مشدداً على أهمية اللحاق بالركب ومواكبة التطورات المتسارعة في قطاع الذكاء الاصطناعي.
من جانبه، قال مصطفى ظافر، نائب الرئيس للبيانات والذكاء الاصطناعي والأتمتة لدى شركة “آي بي أم” في كلمة رئيسية أمام الملتقى بعنوان “ماذا يخبئ الذكاء الاصطناعي لمستقبل الأعمال؟” إن الذكاء الاصطناعي المفتوح الذي انطلق العام الماضي كان الشرارة التي فتحت آفاقاً جديدة في مجال الذكاء الاصطناعي التوليدي.
وأكد ظافر أن قطاعات الأعمال في المنطقة متحمسة لاستخدامات الذكاء الاصطناعي و25 بالمائة منها بدأت بذلك بالفعل، لكنها تعمل على تقييم كلفة رأس المال والعائد على الاستثمار في تبني مختلف تطبيقات الذكاء الاصطناعي التوليدي.
وشدد ظافر على أن الحوكمة يجب ألا تكون للذكاء الاصطناعي التوليدي بحدّ ذاته بل لاستخداماته، بما يمكّن الشركات وقطاعات الأعمال من استخدام أفضل نماذج استخدامه وفق لأطر نظامية.
وتوقع نائب الرئيس للبيانات والذكاء الاصطناعي والأتمتة في شركة التكنولوجيا العملاقة أن يكون مسار المستقبل هو تمكين الشركات من بناء نماذجها الخاصة ببرمجة وهندسة الذكاء الاصطناعي، وإتاحة المجال للوصول إلى البيانات مع حماية الخصوصية، وتوفير منظومة حوكمة مدروسة تحقق الفوائد المنشودة.
بدوره أكد جوليان سيمون، رئيس الابتكار في شركة “هاجنج فيس” على أحقية كل فرد بالوصول إلى تطبيقات الذكاء الاصطناعي التوليدي والاستفادة منها في مختلف مناحي الحياة اليومية، والعمل، والابتكار والإبداع، لتعزيز إنتاجيته والارتقاء بجودة حياته.
وقال سيمون إن التعاون بين المنصات الرقمية والمشاريع الابتكارية وشركات التكنولوجيا العملاقة يسهم في توفير مكتبات بيانات مفتوحة المصدر، والتركيز على ابتكار حلول للمشاكل بناء على ابتكارات الذكاء الاصطناعي التوليدي.
وأضاف أن تسريع البرمجة وتوليد النماذج الداعمة للشركات والأعمال أساسي لتمكينها من الاستفادة من الذكاء الاصطناعي التوليدي مؤكداً على أهمية توفير الدعم التقني للمشاريع الناشئة ورواد الأعمال داعياً إياهم للاستفادة من خدمات منصات ومكتبات البيانات المفتوحة ولغات البرمجة لتطوير أعمالهم.
وختم رئيس الابتكار في شركة “هاجنج فيس” بالإشارة إلى أن هذه المرحلة هي نقطة البداية فقط أمام مسار يمتد طويلاً.
عماد العلي/ جورج إبراهيم