ارتفعت أسعار الغذاء والوقود والأسمدة العالمية خلال النصف الأول من عام 2022، مدفوعة إلى حد كبير بتداعيات الحرب في أوكرانيا والعقوبات المفروضة على روسيا.
وأثارت الأزمة العالمية التي تلت ذلك مخاوف بشأن آثار ارتفاع أسعار السلع الأساسية العالمية على البلدان النامية، وخاصة في ظل انتشار الفقر وانعدام الأمن الغذائي في العالم، فهل ما زال تأثير الحرب مستمر حتى الآن على السلع الزراعية؟ هذا ما سنعرفه من خلال السطور التالية لخبراء تحليل أكسيا.
أسعار السلع الزراعية تنخفض إلى ما دون مستويات حرب روسيا وأوكرانيا
في حين أن الهجوم الذي وقع في 24 فبراير من العام الماضي أدى في البداية إلى ارتفاع أسعار السلع الأساسية مثل النفط الخام والغاز الطبيعي المسال والفحم، إلا أنها عادت جميعها إلى مستويات ما قبل الغزو أو انخفضت إلى ما دونها.
كان من المتوقع في البداية حدوث انخفاضات كبيرة في الصادرات تتراوح ما بين النصف إلى الثلثين تقريبًا، لكن مخاوف فقدان الإمدادات الزراعية الأوكرانية لم تتحقق. وبعد ارتفاعها الكبير في الأشهر التي أعقبت بداية الحرب، تراجعت أسعار السلع الأساسية إلى مستويات ما قبل الحرب والتي لا تزال مرتفعة من الناحية التاريخية.
ورغم أن أسعار الطاقة انخفضت بسبب وجود بدائل إلا أنه في حالة الذرة والقمح فلا يوجد دولة يمكنها تصدير تلك الحبوب بنفس التكلفة بسبب انخفاض تكاليف زراعة تلك الحبوب في أوكرانيا نظرا لملائمة الظروف المناخية، ولهذا السبب لاحظنا أن أسعار القمح ظلت حتى مايو الماضي في نفس مستويات أسعار الحرب.
ما السبب وراء تراجع أسعار بعض السلع دون الأخرى؟
ومنذ ربيع عام 2022، اعتدلت الأسعار مع اقتراب أسعار العقود الآجلة الحالية للمحاصيل القديمة من تلك المستويات التي لوحظت قبل بدء الحرب. وقد أدى الجمع بين تحسن آفاق الصادرات الأوكرانية واستجابات الإنتاج في أماكن أخرى إلى تهدئة السوق، على الرغم من أن مستويات الأسعار الحالية لا تزال مرتفعة بالقيمة التاريخية. وبشكل عام، يبدو أن مبادرة حبوب البحر الأسود كان لها تأثير كبير على تصورات السوق لتوازن العرض والطلب العالمي.
لقد اعتمد انخفاض أسعار الذرة على موقع إنتاج المحاصيل داخل أوكرانيا؛ يتركز إنتاج القمح في الجزء الجنوبي الشرقي من أوكرانيا الذي تأثر بشدة بالقتال. بينما يتركز إنتاج الذرة بشكل أكبر في وسط الشمال والتي كانت محور الغزو الروسي الأولي ولكنها أقل تأثراً بشكل مباشر بالصراع منذ ذلك الحين. ولذا تعافت توقعات صادرات الذرة لاحقًا بشكل طفيف، لكن صادرات القمح لم تتحسن.
هل انتهي تأثير الحرب الروسية على السلع؟
إن اعتدال الأسعار وزيادة الصادرات الأوكرانية لا يعني أن تأثير الحرب الروسية الأوكرانية قد انتهى. أولاً، لا يزال الوضع مستقرا بعد. إن قدرة الصادرات الأوكرانية على التدفق من موانئ البحر الأسود الأوكرانية محدودة بسبب استمرار الحفاظ على اتفاق بين الدول المتحاربة. وقد استمرت مبادرة حبوب البحر الأسود على فترات مدتها 120 يومًا، ولكن ليس هناك ما يضمن أن روسيا ستوافق على السماح بمزيد من الصادرات في المرات القادمة.
ومن المهم معرفة أنه قد تمت زراعة محصول القمح في أوكرانيا لعام 2022 بالفعل قبل بدء الحرب. لكن الآن قد تكون الخدمات اللوجستية المطلوبة للحصول على المدخلات الزراعية الضرورية مثل البذور والأسمدة للمزارع الأوكرانية أكثر صعوبة مما كانت عليه في عام 2022 عندما كانت بعض المدخلات موجودة بالفعل في المزارع قبل الغزو.
ويشكل ارتفاع أسعار الطاقة والسلع الزراعية أيضا أحد عوامل موجة التضخم الحالية وما يرتبط بها من تشديد السياسة النقدية. حيث جاء هذا الصراع في أوقات صعبة بالنسبة للاقتصاد العالمي، عندما كانت الدول القومية لا تزال تتعامل مع عواقب جائحة كوفيد-19
هل الاستثمار في السلع الزراعية الآن مربحا؟
عندما يكون الاقتصاد في حالة ركود، يفقد المال قيمته نتيجة للتضخم ويكون الاستثمار في السلع هو الملاذ.
ويمكنك بدء التداول على السلع بالعقود مقابل الفروقات من خلال شركات الوساطة المالية الموثوقة كشركة Axia Trade، وهي استراتيجية تمكنك من الاستفادة من تقلبات أسعار السلع بدون الحاجة لشرائها بشكل فعلي.
كما تقوم الشركة بإتاحة عدد واسع من الحسابات بحيث تتلائم مع الاحتياجات المختلفة للمستثمرين. كما تقوم بتقديم خيار حساب التداول الإسلامي والذي يطلبه الكثير.