دبي في 31 مارس / وام / استعرض معالي سعيد محمد الطاير، العضو المنتدب والرئيس التنفيذي لهيئة كهرباء ومياه دبي “ديوا”، أمام بعثة غرفة التجارة الأمريكية “جرين تك” – التي تضم 75 من كبرى المؤسسات والشركات الأمريكية العاملة في قطاع الطاقة المتجددة والنظيفة والبنية التحتية والنفط والغاز والمياه والاقتصاد والزراعة والنقل وغيرها – أبرز إنجازات هيئة كهرباء ومياه دبي والبرامج والمشاريع والمبادرات ذات الصلة بالاقتصاد الأخضر والاستدامة.
جاء ذلك ضمن استعدادات دولة الإمارات لاستضافة الدورة الثامنة والعشرين لمؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ (COP28).
وخلال اللقاء، الذي عقد في فندق “ويستن” دبي الميناء السياحي، قدم معالي الطاير عرضًا تقديميًا حول جهود تعزيز العمل المناخي، والإجراءات الاقتصادية والهيكلية التي تنفذها الهيئة في مجالات التحول الفعال إلى الاقتصاد الأخضر، وذلك بحضور سعادة السفير ديفيد ثورن، كبير مستشاري المبعوث الرئاسي الخاص لشؤون المناخ بالولايات المتحدة الأمريكية، وكوش تشوكسي، النائب الأول لرئيس غرفة التجارة الأمريكية لشؤون الشرق الأوسط، وستيف لوتس، نائب رئيس غرفة التجارة الأمريكية لشؤون الشرق الأوسط، ومارتي دربن، النائب الأول للرئيس للسياسات ورئيس المعهد الدولي للطاقة، وأندرو موفات – مستشار أول، في وزارة الخارجية الأمريكية.
وقال معاليه: يأتي لقاؤنا هذا تماشيًا مع رؤية القيادة الرشيدة لدولة الإمارات وجهودها الحثيثة لتحقيق تنمية خضراء شاملة ومستدامة لضمان التوازن بين النمو الاقتصادي واستدامة الموارد الطبيعية والبيئية إذ أثمرت هذه الجهود عن تبوّء الإمارات مكانةً عالميةً رائدةً في العمل المناخي وتنويع مصادر الطاقة، من خلال إطلاق مشاريع ضخمة للطاقة النظيفة، وتشييد أكبر محطات للطاقة الشمسية فائقة الكفاءة، إضافةً إلى إطلاق المبادرة الاستراتيجية لتحقيق الحياد المناخي بحلول 2050، مما يجعل الإمارات أول دولة في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا تعلن عن هدفها لتحقيق صفرية النبعاثات بحلول عام 2050.
وأضاف معاليه: استثمرت دولة الإمارات أكثر من 50 مليار دولار أمريكي في مشاريع الطاقة النظيفة في 70 دولة حول العالم، منها 40 دولةً ناميةً، كما أعلَنَت عن الشراكة الإماراتية الأمريكية لتسريع التحول إلى الطاقة النظيفة من خلال استثمار 100 مليار دولار في تنفيذ مشروعات للطاقة النظيفة تبلغ طاقتها الإنتاجية 100 جيجاوات في كل من دولة الإمارات والولايات المتحدة ومختلف أنحاء العالم، وسوف تستضيف دولة الإمارات في شهر نوفمبر من العام الجاري الدورة الثامنة والعشرين لمؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ (COP28) في مدينة إكسبو دبي، وتحرص قيادتنا الرشيدة على أن تكون هذه الدورة من المؤتمر هي الأهم والأنجح بيئيًا على الصعيد العالمي، حيث ستركز على دعم تنفيذ مخرجات المؤتمرات السابقة وكذلك على إنجاز أول تقييم عالمي للتقدم في اتفاق باريس للمناخ.
وقال معاليه: في هيئة كهرباء ومياه دبي قمنا منذ عدة أعوام بإيقاف إطلاق أي مشاريع جديدة لإنتاج الطاقة من الوقود الأحفوري، ونركز في الوقت الراهن على إنشاء مشاريع طاقة نظيفة ومتجددة بالشراكة مع القطاع الخاص باستخدام نموذج المُنتِج المستقل للطاقة والمياه (IPWP)، كما قمنا بحصر المشاريع الجديدة لتحلية المياه على تقنية التناضح العكسي الأعلى كفاءة باستخدام الطاقة النظيفة.
ونوه إلى نجاح الهيئة، لمرات عديدة، في تسجيل أقل سعر تَعرِفة في أسعار الطاقة الشمسية والمياه المحلاة في العالم، مشيرا إلى أن مجمع محمد بن راشد آل مكتوم للطاقة الشمسية يعد أبرز مشاريع الطاقة النظيفة لـ “ديوا”، وهو أكبر مجمع لإنتاج الطاقة المتجددة في موقع واحد في العالم، وفق نظام المنتج المستقل، وستبلغ قدرته الإنتاجية 5,000 ميجاوات بحلول عام 2030، وحاليا، تبلغ القدرة الإنتاجية للمجمع 2,327 ميجاوات، أي 15.7% من إجمالي القدرة الإنتاجية للطاقة الكهربائية للهيئة، ويضم المجمع أكبر قدرة تخزينية للطاقة الشمسية المركزة في العالم بقدرة 700 ميجاوات لمدة 15 ساعة.
وقال معاليه : حققت الهيئة نتائج تنافسية على مستوى عالمي تتجاوز نخبة الشركات الأوروبية والأمريكية في الكفاءة والاعتمادية، ففي عام 2022، بلغت نسبة الفاقد في شبكات نقل وتوزيع الكهرباء في دبي 2.2% مقارنة مع 6-7% في أوروبا والولايات المتحدة، وانخفضت نسبة الفاقد في شبكات المياه 4.5% مقارنة مع 15% في أمريكا الشمالية، كما حققت الهيئة رقماً عالمياً جديداً في متوسط انقطاع الكهرباء لكل مشترك، حيث سجلت دبي متوسط 1.19 دقيقة انقطاع لكل مشترك في العام، مقارنة مع 15 دقيقة لدى نخبة من شركات الكهرباء في دول الاتحاد الأوروبي، كما نجحت الهيئة في رفع كفاءة استهلاك الوقود في وحدات الإنتاج إلى نحو 90% لتنافس أفضل المستويات العالمية.
واختتم معاليه بالقول: نرحب بكم للمشاركة في مشاريعنا ومبادراتنا المستقبلية، إذ تتمتع دبي بإطار تنظيمي ملائم وبيئة أعمال آمنة وجاذبة للاستثمار، وإننا دومًا حريصون وعلى أهبة الاستعداد لاستكشاف وتطبيق أحدث التقنيات العالمية والانفتاح على الآفاق العالمية وتعزيز التعاون الهادف المثمر مع شركاء عالميين في مجال الطاقة، وتسخير ما لدينا من خبرات لتطوير تقنياتٍ مبتكرة وتحسين الخدمات المقدَّمة.
وعلى هامش اللقاء، التقى معالي الطاير بممثلي كبرى المؤسسات والشركات الأمريكية العاملة في قطاع الطاقة المتجددة والنظيفة والبنية التحتية والنفط والغاز والمياه والاقتصاد والزراعة والنقل، حيث جرى بحث التعاون المشترك والفرص الاستثمارية وتعزيز أجندة المناخ وتحقيق أهداف التنمية المستدامة 2030.
مصطفى بدر الدين/ سالمة الشامسي