أبوظبي في 31 أكتوبر/ وام / انطلقت فعاليات مؤتمر الموانئ العالمي للاتحاد الدولي للموانئ والمرافئ – أبوظبي 2023 الذي تستضيفه مجموعة موانئ أبوظبي ويقام في مركز أبوظبي الوطني للمعارض خلال الفترة من 31 أكتوبر إلى 2 نوفمبر تحت شعار “إعادة تصور الموانئ”.
وشهدت فعاليات اليوم الأول من المؤتمر تقديم منصة متخصصة جمعت عدداً من الشخصيات المؤثرة على مستوى القطاع، إلى جانب مشغلي الموانئ الرائدين من جميع أنحاء العالم.
وأتيح للحضور والمشاركين فرصة الاطلاع على أبرز التوجهات والنقاشات التي قدمها نخبة من الخبراء، الذين سلطوا الضوء على مجموعة واسعة من المواضيع.
وافتتحت مجموعة موانئ أبوظبي جلسات المؤتمر، مؤكدة أهمية هذه النسخة من الحدث.
وقال سعادة سيف المزروعي، الرئيس التنفيذي لقطاع الموانئ – مجموعة موانئ أبوظبي في تصريحات لوكالة أنباء الإمارات “وام”.. ” يعكس انعقاد المؤتمر في أبوظبي الإنجازات والنجاحات التي قدمتها الدولة في القطاع البحري، حيث يرسخ الحدث مكانة الإمارات كرائدة في هذا القطاع الحيوي وأن تصبح دولة مسؤولة ومساهمة في تطويره محليا وإقليميا وعالميا”.
وأضاف أن القطاع البحري في الدولة يشهد نموا ملحوظا وتواصل الإمارات ترك بصمة عالمية لها في هذا القطاع.
وأكد سعادته تطلع المجموعة لإطلاق عدة مشاريع خلال الفترة القادمة تساهم في تطوير وترسيخ قطاع الموانئ بالإضافة إلى تبني مواضيع الاستدامة في المشاريع الجديدة، لافتا إلى حرص موانئ أبوظبي على تبني التقنيات المستدامة والتكنولوجيات الحديثة في أعمالها كالمباني والمستودعات التي تتوافق مع معايير الاستدامة.
من جانبه قال الكابتن محمد جمعة الشامسي العضو المنتدب والرئيس التنفيذي لمجموعة موانئ أبوظبي في كلمته الافتتاحية في المؤتمر ” نفخر باستضافتنا لهذا المؤتمر الريادي، والذي يقام في أبوظبي لأول مرة في خطوة تعزز مكانة الإمارة على خارطة هذا القطاع الاستراتيجي، وذلك لاستقطابها قيادات وخبراء ومتحدثين عالميين، بالتعاون مع الاتحاد الدولي للموانئ والمرافئ”.
وأضاف أن استضافة هذا الحدث يرسخ موقع أبوظبي ودولة الإمارات المحوري في قطاع الموانئ والقطاع البحري، بما ينسجم مع التوجهات الاستراتيجية لمجموعة موانئ أبوظبي وفي الوقت الذي يواجه القطاع خلاله مجموعة من التحديات مثل التضخم، وارتفاع تكاليف الطاقة والوقود، فضلاً عن ضغوطات مرتبطة باحتمالات الركود الاقتصادي في مختلف أنحاء العالم، يأتي هذا المؤتمر ليعزز الدعم للقطاع لمواجهة هذه التحديات وتجاوزها.
وقال ” يهدف شعار المؤتمر لهذا العام “إعادة تصور الموانئ”، إلى تطوير إطار عمل يمكننا من التخطيط بشكل جماعي، بما يسهم في تشكيل قطاع مستدام، إذ ستتاح أمامنا الفرصة لتحديد أساليب حديثة والاستفادة منها في العديد من المجالات الرئيسية، بما في ذلك الاستثمار والابتكار والتكنولوجيا، بالإضافة إلى الطاقة المتجددة والتحول الرقمي وتطوير المهارات وتعزيز الخبرات لدى العاملين في القطاع”.
من جانبه، قال الكابتن سوبرامانيام كاروبياه، رئيس الرابطة الدولية للموانئ والمرافئ “IAPH”لـ “وام”.. ” يجمع المؤتمر حوالي 600 إلى 700 شخص من جميع أنحاء الموانئ وكذلك من الصناعات البحرية، ويخلق هذا الحدث فرصة لعقد الشراكات والتفاعل مع الصناعات البحرية في أبوظبي والشرق الأوسط، وسنركز في الحدث على العديد من القضايا شاملة تحول الطاقة والرقمنة والتحديات والفرص في هذا القطاع”.
وأضاف ” من أحد أهم المجالات التي سنناقشها هي أدوار الموانئ في تحول الطاقة، وهناك العديد من الأهداف التي يتعين علينا تحقيقها كالحاجة إلى تقليل 30٪ من الوقود الأحفوري من الحجم الحالي الذي يتم استخدامه”.
وقال ” هذه النسخة من المؤتمر لها أهمية كبيرة كونه يعقد قبل شهر من انعقاد مؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة بشأن التغير المناخي “COP28″، حيث يرسم هذا الحدث الخريطة التمهيدية لكيفية تحقيق السيناريوهات المختلفة حول تحول الطاقة في القطاع البحري ومناقشتها في مؤتمر الأطراف”.
يذكر، أن أجندة اليوم الأول تضمنت اجتماع الطاولة المستديرة، حيث تم تسليط الضوء على العديد من المواضيع من بينها دمج الابتكار في قطاع الموانئ، وتطرق ديفيد جاتوارد، الرئيس التنفيذي للخدمات الهندسية والفنية – في مجموعة موانئ أبوظبي، إلى أهمية اعتماد نهج جديد لتعزيز دور المقاولين والوسطاء البحريين وتمكينهم من أن يصبحوا مطورين مشاركين في قطاع الموانئ والمحطات، وذلك بما يسهم في إحداث أثر إيجابي على الصناعة البحرية، بالإضافة إلى تحقيق العديد من الفوائد من بينها تعزيز الكفاءة، وتطوير بنية تحتية مبتكرة، واتباع ممارسات أكثر استدامة.
وشارك بابلو بريزيو، مدير إدارة الابتكار المؤسسي في مجموعة موانئ أبوظبي، في جلسة حوارية تناولت العديد من المواضيع من بينها كيفية قيام الموانئ بدمج الابتكار في العمليات التشغيلية لمؤسساتها، بالإضافة إلى تبني ثقافة التجديد والتحسين.
وتضمن اليوم الأول أيضاً حلقات حوارية حول تأثير الوقود الخالي من الكربون على طرق التجارة العالمية وتدفق البضائع، وتقليل مخاطر الاستثمار في مجال انتقال الطاقة، ودمج ثقافة السلامة المستدامة في الموانئ، فضلاً عن دور الموانئ باعتبارها مراكز بحرية للطاقة النظيفة.
وفي ضوء التوقعات التي تشير إلى أن احتجاز الكربون وتخزينه سيصبح جزءاً أساسياً من عملية إزالة الكربون، ركزت إحدى الجلسات بشكل حصري على سبل استعداد الموانئ للقيام بدورها فيما يتعلق بسلاسل التوريد في المستقبل.
واستعرض ممثلو الاتحاد الدولي للموانئ والمرافئ والمنظمة العالمية للجمارك أمام الحاضرين السبل والعمليات التي تقوم بها سلطات الموانئ وهيئاتها الإدارية بالشراكة مع السلطات الجمركية لتسهيل تدفق التجارة والبضائع بشكل أكثر سلاسة ضمن سلاسل التوريد البحرية الخاصة بها.
واختتم المؤتمر فعاليات اليوم الأول بجلسة تفاعلية عرضت خدمات الدعم التي تقدمها الموانئ للشحن البحري في المواقع الأساسية والناشئة، وذلك بالتركيز على خفض الانبعاثات، والصحة والسلامة، والوصول إلى المجتمع المحلي، والتحول الرقمي.
تجدر الإشارة إلى أن مؤتمر الموانئ العالمي يعد منصة عالمية لاستعراض الدور الرئيسي والفاعل الذي تلعبه الموانئ البحرية في رفد قطاع التجارة العالمية، حيث تكمن أهمية الدورة الحالية باعتبارها المرة الأولى التي تستضيف فيها منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا فعاليات هذا الحدث العالمي المرموق على مستوى القطاع البحري.