أنهى الذهب عام 2025 على أعتاب تسجيل أداء تاريخي، حيث استقر سعره اليوم ولكن مع حفاظه على مكاسبه القياسية. شهد هذا العام ارتفاعًا ملحوظًا في سعر الذهب، مدفوعًا بمجموعة من العوامل الاقتصادية والجيوسياسية العالميّة. بينما استقر الذهب، شهدت المعادن النفيسة الأخرى تراجعًا ملحوظًا مع تحرك المستثمرين نحو جني الأرباح بعد ارتفاعات غير مسبوقة. هذا التقرير يقدم نظرة مفصلة على أداء الذهب والمعادن الأخرى في نهاية العام، وتحليلًا لأسباب هذا التحرك.
أداء الذهب خلال عام 2025: نحو مكاسب تاريخية
حقّق سعر الذهب ارتفاعًا بنسبة 66% خلال عام 2025، وهو ما يجعله على وشك تسجيل أكبر مكسب سنوي له منذ عام 1979. استقر الذهب الفوري عند 4345.75 دولار للأوقية، بعد أن سجل مستوى قياسيًا مرتفعًا عند 4549.71 دولار يوم الجمعة الماضي. أما العقود الأمريكية الآجلة للذهب لتسليم فبراير فقد انخفضت بنسبة 0.5% لتصل إلى 4365 دولارًا للأوقية.
هذا الارتفاع الكبير يعكس عدة عوامل، منها:
التوترات الجيوسياسية والسياسية
شهد العالم خلال عام 2025 تصاعدًا في التوترات الجيوسياسية في مناطق مختلفة، مما دفع المستثمرين إلى البحث عن ملاذات آمنة لحماية ثرواتهم. يعتبر الذهب تقليديًا أصلًا ملجأً آمنًا في أوقات الأزمات وعدم اليقين، وبالتالي زاد الطلب عليه بشكل كبير.
تراجع قيمة الدولار
يشهد الدولار الأمريكي تراجعًا تدريجيًا في قيمته، مما يجعل الذهب أكثر جاذبية للمستثمرين الذين يبحثون عن بديل للعملة الأمريكية. عادةً ما يتحرك سعر الذهب عكس حركة الدولار، حيث أن ضعف الدولار يزيد من قدرة الشراء للذهب بالنسبة للمستثمرين الذين يحملون عملات أخرى.
ارتفاع التضخم
لا يزال التضخم يشكل تحديًا عالميًا، مما يدفع المستثمرين إلى البحث عن أصول قادرة على الحفاظ على قيمة أموالهم على المدى الطويل. يعتبر الذهب تحوطًا فعالاً ضد التضخم، حيث أن قيمته تميل إلى الارتفاع مع ارتفاع الأسعار.
تراجع أسعار المعادن النفيسة الأخرى: جني الأرباح
بينما حافظ الذهب على زخمه، شهدت المعادن النفيسة الأخرى تراجعًا ملحوظًا مع لجوء المستثمرين إلى جني الأرباح بعد فترة من الارتفاعات الحادة.
الفضة: تراجع بعد صعود قياسي
انخفضت أسعار الفضة في المعاملات الفورية بنسبة 4.5% لتصل إلى 73.06 دولار للأوقية، بعد أن سجلت أعلى مستوى لها على الإطلاق عند 83.62 دولار يوم الاثنين الماضي. شهدت الفضة ارتفاعًا بأكثر من 150% منذ بداية العام، متجاوزةً أداء الذهب بشكل كبير، لكن هذا الارتفاع لم يستمر، وظهرت علامات التصحيح.
البلاتين والبلاديوم: أيضًا في اتجاه هبوطي
تراجع البلاتين في المعاملات الفورية بنسبة 12% إلى 1932.55 دولار للأوقية بعد أن لامس أعلى مستوى له على الإطلاق عند 2478.50 دولار يوم الاثنين الماضي. كما انخفض البلاديوم بنسبة 7.1% إلى 1496.75 دولار للأوقية، لكنه يظل على وشك إنهاء العام مرتفعًا بنسبة 65%، وهو أفضل أداء له منذ 15 عامًا.
هذا التراجع في أسعار الفضة والبلاتين والبلاديوم يرجع بشكل رئيسي إلى جني الأرباح، حيث قام المستثمرون بتحويل جزء من مكاسبهم القياسية إلى أصول أخرى أو إلى النقد. بالإضافة إلى ذلك، قد يكون هناك بعض القلق بشأن الطلب المستقبلي على هذه المعادن، خاصة مع تباطؤ النمو الاقتصادي العالمي.
توقعات مستقبلية لأسعار المعادن النفيسة
من الصعب التنبؤ بدقة بمسار أسعار المعادن النفيسة في المستقبل القريب. ومع ذلك، هناك العديد من العوامل التي قد تؤثر على هذه الأسعار، مثل:
- استمرار التوترات الجيوسياسية والسياسية.
- معدلات التضخم وموقف البنوك المركزية من السياسة النقدية.
- قوة الدولار الأمريكي.
- الطلب الصناعي على المعادن النفيسة، خاصة الفضة والبلاتين والبلاديوم.
يعتقد بعض المحللين أن سعر الذهب قد يستمر في الارتفاع في عام 2026، مدفوعًا باستمرار العوامل التي ساهمت في ارتفاعه في عام 2025. ويرون أن الذهب لا يزال يوفر ملاذًا آمنًا جذابًا للمستثمرين في ظل حالة عدم اليقين الاقتصادي والسياسي السائدة. و بالمقابل، يعتقد آخرون أن الذهب قد يشهد بعض التصحيح في الأسعار، خاصة بعد الارتفاعات الكبيرة التي شهدها في العام الماضي.
الخلاصة
شهد عام 2025 أداءً استثنائيًا لأسعار الذهب والمعادن النفيسة الأخرى، مدفوعًا بمجموعة من العوامل العالمية. بينما حافظ الذهب على مكاسبه القياسية، شهدت المعادن الأخرى تراجعًا بسبب جني الأرباح. من المهم للمستثمرين متابعة هذه التطورات عن كثب وتقييم المخاطر والفرص المتاحة قبل اتخاذ أي قرارات استثمارية. إذا كنت مهتمًا بمعرفة المزيد عن الاستثمار في الذهب أو المعادن النفيسة الأخرى، يمكنك زيارة قسم الاستثمار في موقعنا للحصول على تحليلات وخبرات متخصصة.
