نظَّم مكتب الشارقة للاستثمار الأجنبي المباشر (استثمر في الشارقة) بالتعاون مع مجلس الأعمال الروسي، في “بيت الحكمة” اليوم (الأربعاء)، “ملتقى الأعمال بين الشارقة وروسيا”، بحضور أحمد عبيد القصير، المدير التنفيذي لهيئة الشارقة للاستثمار والتطوير (شروق) وأوليغ فومين، القنصل العام لجمهورية روسيا الاتحادية في دبي والمناطق الشمالية، وبمشاركة مجموعة من رؤساء الهيئات والمؤسسات الحكومية بالشارقة وقادة الأعمال والمستثمرين الروسيين في الإمارة، في إطار تعزيز العلاقات التجارية والاستثمارية بين الشارقة وروسيا.
ونظمت “استثمر في الشارقة” جلسة حوارية بعنوان “الفرص الاستثمارية في الشارقة”، بمشاركة محمد جمعة المشرخ، المدير التنفيذي لمكتب الشارقة للاستثمار الأجنبي المباشر (استثمر في الشارقة)، والدكتور خالد عمر المدفع، رئيس مدينة الشارقة للإعلام (شمس)، وأحمد محمد النقبي، الرئيس التنفيذي لمصرف الإمارات للتنمية، ونجلاء المدفع، المدير التنفيذي لمركز الشارقة لريادة الأعمال (شراع) ومريم بن الشيخ، مديرة مجلس سيدات أعمال الشارقة، وسلطت الجلسة الضوء على بيئة الشارقة الاستثمارية الملائمة للأعمال وخدمات الدعم المتاحة للمستثمرين، كما وسهولة ممارسة الأعمال التجارية في الشارقة.
ترتكز العلاقات الاستثمارية بين الشارقة وروسيا على العلاقات الدبلوماسية الراسخة التي تأسست بين الإمارات وروسيا عام 1971، ومنذ ذلك الحين، شهدت هذه العلاقات تطوراً مستمراً في مختلف المجالات، خاصة في المجال الاقتصادي.
وتعكس البيانات قوة وديناميكية العلاقات الاستثمارية بين الشارقة وروسيا، حيث تعد الإمارة من أهم الوجهات الاستثمارية للشركات الروسية في دولة الإمارات، إذ تضم 777 شركة روسية، تعمل في قطاعات متنوعة مثل الصناعة والخدمات والتجارة، كما تفتح هذه العلاقات آفاقاً جديدة للتعاون والتطوير المستقبلي بين الجانبين.
وقال أحمد عبيد القصير، المدير التنفيذي لهيئة الشارقة للاستثمار والتطوير (شروق): “لطالما كانت دولة الإمارات العربية المتحدة إحدى الوجهات الرئيسة للمستثمرين الروس، وشهدت السنوات القليلة الماضية زيادة في اهتمامهم بالاستثمار فيها، حيث استضافت الدولة مجموعة من الشركات الروسية في العام الماضي، وارتفع هذا العدد خلال العام الجاري، كما استضافت الدولة عدداً كبيراً من الزوار الروس في عام 2021، وارتفع عددهم في عام 2022، علماً أن هؤلاء الزوار ليسوا سياحاً فقط، وإنما سياح ومستثمرون ورواد أعمال”.
وأضاف: “إن توجه المواطنين الروس للانتقال إلى الشارقة بشركاتهم وأصولهم الاستثمارية هو المحور الذي يركز عليه الملتقى استجابة لاهتمامهم بالمشهد الاقتصادي المتنوع للإمارة، التي تحتضن مجموعة من الشركات الروسية سواءً على أراضيها أو في مناطقها الحرة الست، حيث تستثمر هذه الشركات في منظومة الأعمال الحيوية للشارقة في مختلف القطاعات الاستثمارية كالعقارات والتكنولوجيا والزراعة والضيافة، وأسهمت نقاشاتنا اليوم بتعريف المستثمرين على الفرص الواعدة في تلك القطاعات، والصناعات التي تتميز بها الإمارة وتجعل منها مركزاً إقليمياً رائداً على صعيد المنطقة، كما أن التسهيلات والخدمات الاستثنائية التي نقدمها تسهم بتعزيز مكانة الإمارة كوجهة استثمارية عالمية رائدة”.
وفي تعليقه على تنظيم الملتقى، قال محمد جمعة المشرخ، المدير التنفيذي لمكتب الشارقة للاستثمار الأجنبي المباشر (استثمر في الشارقة): “تعد الشارقة قاعدة مثالية للشركات الروسية التي ترغب في التوسع إلى أسواق المنطقة والعالم وذلك بفضل موقعها الجغرافي المتميز وبنيتها التحتية المتطورة وبيئتها الاستثمارية المحفزة، ، إلى جانب حزمة التسهيلات والمحفزات التي تقدمها الإمارة مما أسهم في نمو التجارة والصادرات بين البلدين، حيث بلغت قيمة صادراتها إلى روسيا أكثر من 40 مليون درهم في عام 2023”.
وأضاف المشرخ: “تستند العلاقات الاستثمارية بين الشارقة وروسيا إلى التعاون والتكامل في مختلف المجالات الاقتصادية والتجارية، حيث تشهد تطوراً كبيراً في السنوات الأخيرة، بفضل الجهود المشتركة لتعزيز الشراكة والتبادل بين الجانبين، وهذا يمثل امتداداً للعلاقات التاريخية بين جمهورية روسيا الاتحادية ودولة الإمارات العربية المتحدة، التي تعد الشريك الأول لروسيا بين دول العالم العربي؛ إذ وصل التبادل التجاري بين البلدين إلى 10 مليارات دولار، وبلغ عدد الشركات الروسية العاملة في الدولة حوالي 4000 شركة في 2023.
وخلال مشاركته في الملتقى، أكد الدكتور خالد عمر المدفع، رئيس مدينة الشارقة للإعلام “شمس”، أن قطاع الإعلام في الشارقة يتمتع ببيئة ومزايا استثمارية متعددة؛ نظراً لما تزخر به الإمارة من انتعاش اقتصادي وتوفّر الموارد التجارية المتنوعة والجاذبة.
ودعا المدفع، المستثمرين الروس، إلى الاستثمار في مدينة الشارقة للإعلام “شمس”، لافتاً إلى ما تحظى به من بنية تحتية تتمتع بأعلى المعايير، إضافة إلى مجموعة من الحوافز والخدمات للمستثمرين الأجانب، أبرزها السماح للمستثمرين الروس بتملّك مشاريعهم بنسبة 100%، وأضاف المدفع تقدم “شمس” مجموعة من الخدمات الداعمة للمستثمرين، مثل تسجيل الشركات والتراخيص والحصول على التأشيرات، وغيرها من الخدمات الرائدة.
وقال أحمد محمد النقبي، الرئيس التنفيذي لمصرف الإمارات للتنمية: “يواصل مصرف الإمارات للتنمية، المحرّك المالي الرئيسي لأجندة التنويع الاقتصادي والتحول الصناعي في دولة الإمارات، التزامه بتعزيز الاستثمارات في القطاعات ذات الأولوية الوطنية ودعمها في إمارات الدولة السبع. ولا شك أن إمارة الشارقة تمثل مركزاً هاماً للاستثمار في عدد من القطاعات الرئيسية غير النفطية، ـوالتي تنسجم مع القطاعات ذات الأولوية في التمويل لدى مصرف الإمارات للتنمية، ومنها على سبيل المثال قطاعات الرعاية الصحية، والطاقة المتجددة، والصناعات المتقدمة، والتكنولوجيا الزراعية والغذائية. ومن هذا المنطلق، شكّلت هذه الجلسة منصة هامة أتاحت للمستثمرين الروس تبادل الآراء وبحث فرص تعزيز الاستثمارات المستقبلية في إمارة الشارقة. ونتطلّع قدماً إلى التعاون مع مختلف المستثمرين من جمهورية روسيا الاتحادية والشركات الراغبة في الاستفادة من الحلول التمويلية المبتكرة التي يقدمها مصرف الإمارات للتنمية للمساهمة في تعزيز النمو الاقتصادي المستدام لدولة الإمارات”.
من جهتها، قالت نجلاء المدفع، المدير التنفيذي لمركز الشارقة لريادة الأعمال (شراع): “نسعى من خلال حضورنا ملتقى الأعمال بين الشارقة وروسيا، إلى تعزيز تبادل الخبرات بين الجانبين، وتشجيع جيل الشباب على استغلال الفرص في عالم ريادة الأعمال، من خلال وصلهم بالتجارب العالمية الرائدة التي اختارت الشارقة مقراً لتطوير أعمالها؛ فالإمارة تثبت يوماً بعد يوم أنها مركز عالمي للابتكار والإبداع، وأن ريادة الأعمال هي أساس التنمية والازدهار، وأنها ليست مجرد ممارسة اقتصادية، بمقدار ما هي طريقة تفكير وعمل وتفاعل مع مجتمعات الأعمال العالمية، تمكّننا بمجملها من خلق مستقبل أفضل لبلادنا”.
بدورها، قالت مريم راشد بن الشيخ، مديرة مجلس سيدات أعمال الشارقة: “في سياق النقاشات التي أجريناها خلال الملتقى الذي نظمه مكتب الشارقة للاستثمار الأجنبي المباشر (استثمر في الشارقة)، نؤكد أن المجلس يوفر لسيدات الأعمال، ومن بينهن سيدات الأعمال الروسيات، فرصة فريدة للنمو والتقدم في مشهد الأعمال الحيوي لإمارة الشارقة، فنحن نؤمن بأهمية تمكين السيدات في عالم الأعمال، ومن خلال أكثر من عقدين بذلنا خلالهما جهوداً حثيثة، وبعضوية أكثر من 2200 سيدة من مختلف الجنسيات في عدة قطاعات وصناعات متنوعة، يهدف المجلس إلى ترسيخ النجاح وتعزيز ريادة الأعمال في الإمارة”.