علي عبدالرحمن – محلل مالي معتمد ومؤسس استراتيجية AB7
في 19 يونيو 2025، تستمر الأسواق العالمية في التفاعل بقوة مع مستجدات الساحة الجيوسياسية وقرارات السياسة النقدية للبنوك المركزية الكبرى، في وقت يشهد فيه المستثمرون حالة من الترقب وتزايد الإقبال على أدوات التحوط والملاذات الآمنة.
ارتفعت أسعار النفط بشكل حاد خلال تداولات اليوم، متجاوزة مستوى 78 دولارًا لخام برنت، وذلك بفعل تصاعد التوتر بين إيران وإسرائيل واحتمالات تدخل عسكري أمريكي. هذه المستجدات الجيوسياسية ساهمت في خلق ضغوط بيعية على مؤشرات الأسهم، حيث تراجعت المؤشرات الأوروبية والآسيوية، وسجل مؤشر “ستوكس 600” الأوروبي خسائر تجاوزت 0.6%.
في أسواق العملات، شهد الدولار الأمريكي ارتفاعًا ملحوظًا مقابل أغلب العملات، مع ازدياد الإقبال عليه كملاذ آمن. وتراجع كل من اليورو والجنيه الإسترليني، بينما استقر الفرنك السويسري والين الياباني بدعم من تدفقات الأمان.
من جهة السياسة النقدية، قام البنك الفيدرالي الأمريكي بتثبيت أسعار الفائدة كما هو متوقع، مع تلميحات إلى احتمال بدء دورة خفض لاحقة خلال العام، في حال تباطؤ التضخم. أما بنك إنجلترا فقد أبقى على سعر الفائدة دون تغيير عند 4.25%، لكنه أشار إلى وجود مجال لتيسير السياسة النقدية في الأشهر المقبلة، خصوصًا إذا استمرت الضغوط الاقتصادية المرتبطة بالطاقة.
كما فاجأ كل من البنك الوطني السويسري وبنك النرويج الأسواق بتخفيض أسعار الفائدة، وهو ما يعكس اتجاهًا عالميًا متزايدًا نحو التيسير النقدي في ظل تباطؤ النمو العالمي وارتفاع المخاطر.
أسعار الذهب ارتفعت بدورها إلى مستويات تقارب 2,380 دولارًا للأونصة، بدعم من حالة القلق العام وتزايد الطلب على الأصول الآمنة. وتزامن ذلك مع ارتفاع مؤشر التقلب (VIX)، مما يعكس تنامي القلق لدى المتداولين، بالرغم من إغلاق الأسواق الأمريكية اليوم بمناسبة عطلة Juneteenth.
في ظل هذه التطورات، أصبح من الضروري على المستثمرين إعادة تقييم استراتيجياتهم الاستثمارية، مع التركيز على أدوات التحوط وتوزيع الأصول بطريقة توازن بين المخاطر والعائد. فالمشهد الحالي يتطلب قرارات محسوبة، وقراءة دقيقة للعوامل المؤثرة، سواء السياسية أو النقدية أو الاقتصادية.
⸻
علي عبدالرحمن
محلل مالي معتمد ومؤسس استراتيجية
Instagram:
https://www.instagram.com/ali.islam96/?igsh=djlicXlpdXJteHQy
