أكد سمو الشيخ أحمد بن محمد بن راشد آل مكتوم، النائب الثاني لحاكم دبي، ضرورة الاستمرار في رقمنة مختلف مناحي الحياة في دبي، وخلق بيئة مواتية توفر أعلى مستويات جودة الحياة، وتمكين الاقتصاد من مواصلة النمو بما يحقق أهداف أجندة دبي الاقتصادية D33، كي تظل دبي نموذجاً عالمياً متقدماً للعيش والتنمية الاقتصادية المبنية على الابتكار والاستثمار في تقنيات المستقبل.
وقال سموه في تغريدة على موقع «إكس»، أمس: «خلال زيارتي لمقر (هيئة دبي الرقمية)، اطلعت على جانب من مشروعات الهيئة وسير العمل فيها واستراتيجيتها بالتعاون مع مختلف الجهات الحكومية لتقديم أرقى الخدمات الرقمية للمواطنين والمقيمين والزوار. فخور بكوادرنا الوطنية والشابة، التي تمثل الركيزة لتحقيق مستهدفات أجندة دبي الاقتصادية بأن تكون دبي عاصمةً للاقتصاد الرقمي، ولاعباً مهماً في تشكيل المنظومة الرقمية العالمية».
وتفصيلاً، زار سمو الشيخ أحمد بن محمد بن راشد آل مكتوم، النائب الثاني لحاكم دبي، مقر «هيئة دبي الرقمية»، وكان في استقبال سموه مدير عام جهاز أمن الدولة بدبي، الفريق طلال بالهول الفلاسي، ومدير عام هيئة دبي الرقمية، حمد عبيد المنصوري، والرئيس التنفيذي لمركز دبي للأمن الإلكتروني بهيئة دبي الرقمية، يوسف حمد الشيباني، والرئيس التنفيذي لمؤسسة دبي للبيانات والإحصاء بهيئة دبي الرقمية، يونس آل ناصر.
وتأتي الزيارة في إطار حرص سموه على متابعة سير العمل، وكيفية تحقيق مستهدفات استراتيجية دبي الرقمية، وآلية تنفيذ المشروعات والبرامج والخدمات والمنتجات الرقمية المقدمة والجهود المندرجة ضمن الاستراتيجية وفق خريطة طريق شاملة، بالتعاون مع جميع الدوائر والهيئات والمؤسسات الحكومية في الإمارة، بهدف رقمنة الحياة في دبي لتكون عاصمة رقمية عالمية.
وأثنى سموّه على التقدّم المتحقق في تنفيذ مستهدفات المشروعات المندرجة ضمن الخطة الاستراتيجية، وأشاد بجهود الفرق المختلفة، وما تتميز به من فكر ابتكاري، وبمستوى رفيع من التنسيق والتكامل مع مختلف الجهات الحكومية، ما يسهم في تعزيز المكانة الرائدة لدبي كمدينة نموذجية في قيادة التحوّلات الرقمية وتطبيقها في شتى مجالات الحياة من اقتصاد وصحة وتعليم ومنظومة عمل حكومي، وغيرها من القطاعات الحيوية.
وأكد سمو الشيخ أحمد بن محمد بن راشد آل مكتوم «ضرورة تعزيز الجهود بشكل مستمر لتطوير الحلول الرقمية التي تلبّي احتياجات مختلف فئات المتعاملين وتتجاوز توقعاتهم، وتعزز البيئة الجاذبة للاستثمارات، سواء المحلية أو الأجنبية»، لافتاً إلى أهمية الترابط والشمولية في تأمين البيئة الداعمة للاقتصاد الرقمي وللمجتمع الرقمي، انسجاماً مع توجيهات القيادة وأجندة دبي الاقتصادية D33 الهادفة لكي تكون دبي المدينة الأسرع نمواً والأكثر أماناً وازدهاراً».
وشدّد سموه على «ضرورة الانتقال بمستوى الخدمات إلى أعلى درجات الاستباقية، عبر الاستثمار في تقنيات البيانات وحلول الذكاء الاصطناعي، للتعرف إلى الاحتياجات الفعلية لفئات المتعاملين، وتصميم تجربة المتعامل بفكر الخدمة الاستباقية».
واستمع سمو الشيخ أحمد بن محمد بن راشد آل مكتوم إلى شرح من فريق العمل حول مشروعات الهيئة، ومنها مشروع لوحة دبي التي تعرض مختلف البيانات ومؤشرات دبي في مكان واحد، لوضعها بين يدي المسؤولين وصناع القرار والجهات ذات الصلة. كما اطلع سموه على مشروع «فال دبي» المبتكر، الذي يرصد بالأرقام والبيانات الدقيقة مستوى رضا الجمهور عن مختلف المرافق والخدمات المقدمة في كل قطاعات إمارة دبي.
وقدم الفريق عرضاً عن مشروع «المها»، وهو نظام مسح متطور، يكتشف جميع الأصول الرقمية لجهات دبي الحكومية في الشبكة المعلوماتية، سواء داخل دولة الإمارات أو خارجها، ويمكنه الكشف عن الثغرات الموجودة في هذه الأصول الرقمية، مع تصنيف خطورة تلك الثغرات بدقة عالية، وتوفير السبل المُثلى لمعالجتها.
كذلك تم عرض لمحة عن نظام «مرقاب» الذي يتابع شبكات المؤسسات، ويكشف الأنشطة المشبوهة والحوادث الأمنية عند وقوعها، فضلاً عن تنبيه المؤسسات حول كيفية معالجة الحوادث المشبوهة أو العمليات الخبيثة.
ومن المشروعات المركزية المهمة التي اطلع عليها سموه، المشروع الوطني «الهوية الرقمية»، التي زاد عدد المشتركين المسجلين فيها على ستة ملايين شخص على مستوى الدولة.
واطلع سموه على آخر تحديثات تطبيق «دبي الآن»، الموحّد لخدمات المدينة، الذي يهدف إلى تسهيل حياة الناس، ويضمن وصولاً سهلاً لأكثر من 170 خدمة من الخدمات التي تقدمها 35 جهة من القطاعين الحكومي والخاص. وعرض فريق دبي الرقمية ملامح التقدم المتحقق في مسار استراتيجية دبي الرقمية نحو تعزيز البيئة الرقمية الموثوقة والقوية، بما يشكل أرضية داعمة للاقتصاد الرقمي والمجتمع الرقمي، من خلال المحاور السبعة التي تقوم عليها الاستراتيجية، وهي: المدينة الرقمية، والاقتصاد الرقمي، والبيانات والإحصاء، والمواهب الرقمية، والبنية التحتية الرقمية، والأمن السيبراني، والتنافسية الرقمية.
وتسعى الاستراتيجية إلى مضاعفة الاقتصاد الرقمي، وتحقيق 90% في نسبة جودة الحياة الرقمية، وتقديم 50 تجربة رقمية سلسة ومتصلة واستباقية وتنبؤية ذات أثر إيجابي على المجتمع، فيما تشمل المستهدفات أيضاً تأهيل 50 ألفاً من الكوادر الوطنية، وتزويدهم بالمهارات الرقمية اللازمة لقيادة التحوّل الرقمي في المرحلة المقبلة.
كما اطلع سمو الشيخ أحمد بن محمد بن راشد آل مكتوم على استعدادات دبي الرقمية، ومختلف الجهات الحكومية المشاركة في معرض «جيتكس غلوبال 2023»، إذ تستضيف المنصة الرئيسة لحكومة دبي أكثر من 40 جهة حكومية وخاصة في مكان واحد، لعرض آخر ما توصلت إليه دبي في مسيرة التحول الرقمي بمختلف أبعادها ومجالاتها.
كما التقى سموه بالكوادر الشابة العاملة في الهيئة، وحثها على مواكبة التقدم التكنولوجي الذي يشهده العالم، والإلمام بتقنيات المستقبل، وكيفية توظيفها بأسلوب يخدم الأهداف الاستراتيجية لدبي، ودعاهم ليكونوا أصحاب إسهامات واضحة في بناء نموذج عالمي لمدينة رقمية مستدامة ومتطورة.
تحقيق المستهدفات الاستراتيجية
قال مدير عام هيئة دبي الرقمية، حمد عبيد المنصوري، إن «متابعة القيادة لبرامج الهيئة، والدعم اللامحدود الذي تقدمه في هذا السياق، يشكل حافزاً قوياً لمسارعة الخطى في تحقيق المستهدفات الاستراتيجية، باستلهام رؤى قادتنا وتوجيهاتهم، وفي إطار كامل من الالتزام التام بمستهدفات أجندة دبي D33، لتظل دبي في صدارة الاقتصاد الرقمي ومركز جذب عالمياً للاستثمارات».
وأضاف: «نحن ماضون في تحقيق مستهدفات استراتيجية دبي الرقمية، مستندين إلى روح التعاون والتفاعل الإيجابي بين الجهات الحكومية، ومعتمدين على مواهب كوادرنا الوطنية التي لا تدخر جهداً في إنجاز المهام الموكلة بها، انطلاقاً من عمق انتمائها لوطنها وولائها لقيادتها».