قال سموّ الشيخ أحمد بن سعيد آل مكتوم، الرئيس الأعلى الرئيس التنفيذي لـ«طيران الإمارات» والمجموعة، إن «الطلبية الجديدة التي أعلنت عنها (الناقلة)، خلال معرض دبي للطيران بقيمة 52 مليار دولار لشراء 95 طائرة إضافية، ستمكّن الشركة من مواصلة خطط التوسعة وربط دبي بمزيد من الوجهات حول العالم، انطلاقاً من استراتيجية (طيران الإمارات)، التي تتمثل في تشغيل أسطول حديث من الطائرات (عريضة البدن)»، مشيراً إلى أن «فلاي دبي» أيضاً وقعت اتفاقية لشراء طائرات «بوينغ 787 دريملاينر»، ذات (البدن العريض)، التي من شأنها تنويع الأسطول وتعزيز خدمة دبي وربطها بمزيد من الأسواق.
وأضاف سموّه، خلال لقاء مع وسائل الإعلام العربية، أن «اتفاقيات الشراء التي وقعتها كل من (طيران الإمارات)، و(فلاي دبي)، تُعدّ جزءاً مهماً لتحقيق أهداف أجندة دبي الاقتصادية، ووضع دبي وشركات الطيران في المقدمة عالمياً». وعن قرار شراء طائرة «إيرباص إيه 350» خلال معرض دبي للطيران، قال سموّه: «إن (طيران الإمارات) في اجتماعات متواصلة مع شركات تصنيع الطائرات»، مضيفاً أن «(الناقلة) طلبت شراء طائرات (777 إكس) خلال دورة هذا العام من المعرض، وذلك على الرغم من أنها لم تتسلم أي طائرة من طلبياتها السابقة من الطراز نفسه، في ظل التأخيرات والظروف السابقة التي مر بها القطاع».
وأضاف سموّه أنه «في ظل المناقشات بين (طيران الإمارات) ومصنّعي الطائرات، فإن الناقلة لن توقع اتفاقيات شراء أي طائرة، في حال عدم حصولها على الشروط الجيدة». وتابع: «لن نوقع إلا في حال حصولنا على شروط مناسبة».
وأشار سموّه إلى أن الطلبيات الجديدة من الطائرات، ستدعم خطط التوسعة التي تنتهجها الناقلة، ونتوقع مع مطلع 2030 أن يضم أسطول «طيران الإمارات» نحو 350 طائرة، لافتاً إلى أن «طيران الإمارات» ستواصل خدمة الأسواق القائمة وافتتاح وجهات جديدة خلال الفترة المقبلة، والعمل على تطوير الخدمات والمنتجات، وتوفير تجربة سفر لا تضاهى للمتعاملين، وكذلك مواصلة الريادة والسبق في تبني أحدث التطوّرات التكنولوجية في قطاع النقل الجوي.
وذكر سموّه أن «أسطول (طيران الإمارات) يُعدّ من بين الأحدث والأكثر تطوّراً في العالم، ويتكون حالياً من 260 طائرة جميعها من طائرات الجسم العريض (إيرباص A380) و(بوينغ 777)»، مضيفاً أن «الناقلة ستبدأ استلام طائرات (إيرباص A350)، اعتباراً من منتصف عام 2024، وطائرات (بوينغ 777-9) في عام 2025».
وقال سموّ الشيخ أحمد بن سعيد آل مكتوم، إن «(طيران الإمارات) رصدت نحو 735 مليون درهم في برامج الأبحاث والتطوير في ما يخص الاستدامة، فضلاً عن تطبيقها لبرامج تجريبية لاستخدام وقود الطيران المستدام على طائرة (بوينغ 777). وتعتزم (طيران الإمارات) تشغيل أول رحلة تجريبية بطائرة (A380)، سيعمل أحد محركيها بوقود طيران مستدام بنسبة 100%»، مشيراً إلى أن «طيران الإمارات» تعمل على مواكبة الجهود العالمية واستراتيجية دولة الإمارات للوصول إلى الحياد الكربوني في 2050، من خلال اعتماد سياسات وبرامج مختلفة لاستخدام الوقود المستدام في طائراتها.
وبخصوص تأخر تسلم «فلاي دبي» لطائرات «737 ماكس»، قال سموّه: «إنه من المهم أن تتسلم الناقلة طائراتها الجديدة في إطار زمني محدد، لخدمة الأسطول والعمليات، لاسيما أن التأخير يؤثر في خطط الناقلة».
وأوضح سموّه أن «الطائرة الجديدة من طراز (بوينغ 777 إكس) ستكون جزءاً من عملية الإحلال للأسطول القديم ودخول طائرات جديدة للأسطول، وننظر إلى بقاء طائرات (إيرباص إيه 380) في الخدمة لعدم توافر البديل لها»، لافتاً إلى أن الناقلة رصدت ملياري دولار، لتحديث وتجديد طائراتها من طرازي «بوينغ 777»، و«إيرباص إيه 380».
وأكد سموّه أن «معرض دبي للطيران عزز، خلال 18 دورة، مكانته على مدار السنوات الماضية، بعدما انطلق من كونه معرضاً صغيراً في بداياته إلى أحد أهم المعارض المتخصصة في قطاع الطيران على مستوى العالم، حيث جاءت أهمية هذا المعرض بفضل تطوّر قطاع الطيران على مستوى المطارات في الدولة، ونمو شركات الطيران الوطنية».
وتوقع سموّه، أن يتواصل زخم قطاع الطيران في دولة الإمارات خلال السنوات المقبلة، مؤكداً أن هناك نقاشات مع منظمي معرض دبي للطيران، لزيادة مساحة المعرض، لاستيعاب الطلب من العارضين والمشاركين في كل دورة، والمتوقع زيادة مساحته خلال الدورة المقبلة من المعرض.
وقال سموّه: «إن تبني سياسة الأجواء المفتوحة في دبي، مثال ناجح لصناعة الطيران، والتي أوصلت (طيران الإمارات)، و(فلاي دبي) إلى مكانتهما الحالية، وحجم الأسطول». وأضاف سموّه أن «قطاع الطيران في دبي سيواصل نموه وتطوره، ضمن عامل المنافسة وسياسة الأجواء المفتوحة».
وأشار سموّه إلى أن سياسة الأجواء المفتوحة التي اعتمدتها دبي منذ تأسيس «طيران الإمارات» واستمرت حتى الآن، كانت سبباً رئيساً في وصول الناقلة ومعها أيضاً «فلاي دبي» إلى المكانة العالمية الآن، سواء من ناحية الأسطول والنمو والتشغيل، أو من ناحية جودة الخدمات، مؤكداً أن دبي ملتزمة ومستمرة في اتباع هذه السياسة.
وأكد سموّه أن نمو «طيران الإمارات» للسنوات الـ10 المقبلة سيتواصل من مقرها الرئيس في مطار دبي الدولي.
وفي ما يتعلق بالتوطين في «طيران الإمارات» و«فلاي دبي»، نوّه سموّه بالقيادات والكفاءات المواطنة التي تقود العمل في الناقلتين حالياً، مشيراً إلى أن «طيران الإمارات» و«فلاي دبي» تعملان دائماً على زيادة برامج التوطين، وتوظيف الكوادر المواطنة لقيادة هذه الشركات في المستقبل.
وأشار سموّه إلى أن «طيران الإمارات» تعمل على الاستفادة بشكل مدروس من تقنيات الذكاء الاصطناعي، وادخالها في بعض المجالات مثل تدريب الطيارين، وتعزيز تجربة العملاء، لافتاً إلى أنه ستتم زيادة الاعتماد على هذه التقنيات على مراحل في المستقبل.
وأكد سموّه، ثقة «طيران الإمارات» في إمكانات الطائرات الجديدة التي تم التعاقد عليها، لأنها ستشكل مستقبل الأسطول في السنوات المقبلة، مشيراً إلى أن الأسطول الحالي مستمر لسنوات مقبلة، حتى مع بدء استلام الطلبيات الجديدة، وذلك بهدف المحافظة على السعة المقعدية لـ«طيران الإمارات».
وحول إسهام قطاع الطيران في الناتج المحلي لدبي ودوره في تحقيق أجندة دبي الاقتصادية، أشار سموّه إلى أن «قطاع الطيران يسهم بشكل كبير في الناتج المحلي الإجمالي لدبي، سواء بطريقة مباشرة أو غير مباشرة»، منوهاً بدوره كذلك في تحقيق أجندة دبي الاقتصادية (D33)، التي يعتبر إحدى ركائزها الأساسية للوصول إلى الأهداف الطموحة لهذه الأجندة.
وحول عوامل العودة السريعة للربحية، عقب جائحة «كوفيد-19»، أشار سموّه إلى أن «العودة السريعة للتشغيل المدروس بعد الجائحة، شكلت عاملاً مهماً في تعافي الحركة التشغيلية وعودة الشركة للربحية، فضلاً عن الإجراءات الأخرى التي اتخذتها الشركة لإدارة النفقات».
أحمد بن سعيد:
• أسطول «طيران الإمارات» يُعدّ من بين الأحدث والأكثر تطوّراً في العالم.
• «طيران الإمارات» و«فلاي دبي» تعملان على زيادة برامج التوطين، وتوظيف الكوادر المواطنة لقيادة هذه الشركات في المستقبل.
• «طيران الإمارات» لن توقع اتفاقيات شراء أي طائرة، في حال عدم حصولها على الشروط الجيدة.
نتائج مالية
توقع سموّ الشيخ أحمد بن سعيد آل مكتوم، الرئيس الأعلى الرئيس التنفيذي لـ«طيران الإمارات» والمجموعة، أن تسجل «مجموعة الإمارات» نتائج مالية خلال النصف الثاني من السنة المالية الجارية، موازية لتلك التي تم تسجيلها خلال النصف الأول، مضيفاً: «حتى الآن نتوقع نتائج موازية تقريباً للنصف الأول من السنة المالية، في ظل استمرار الظروف المواتية».
وكانت «مجموعة الإمارات» قد أعلنت عن أفضل نتائج مالية نصف سنوية في تاريخها على الإطلاق. وسجلت المجموعة في النصف الأول من السنة المالية 2023-2024 أرباحاً صافية بلغت 10.1 مليارات درهم.