أبوظبي في 3 مايو/ وام/ أكد معالي أحمد جاسم الزعابي، رئيس دائرة التنمية الاقتصادية أن أبوظبي استطاعت على مدار الأعوام الماضية تعزيز موقعها قوة اقتصادية عالمية، وواحدة من أسرع مراكز المال نمواً على مستوى العالم كونها قادرة على جذب الشركات ورواد الأعمال من مختلف أنحاء العالم، ومواصلة نهجها في الابتكار والاستفادة من أحدث التقنيات.
جاء ذلك خلال كلمته ضمن فعاليات جولة Oracle كلاود وورلد أبوظبي التي انطلقت في أبوظبي اليوم .
وقال معاليه إن أبوظبي تعزو نجاحها إلى قدرتها الدائمة على التطوير والتنويع وعلى تحقيق النمو المستدام مع التركيز على المعرفة، والابتكار، والاستدامة طويلة المدى، وهي الركائز التي يقوم عليها “اقتصاد الصقر”.
وأضاف أن رؤية أبوظبي المتجددة لمستقبل النمو الاقتصادي يستند إلى تطوير أحدث التقنيات، وإلى تصدر دول العالم في مجال الابتكار، مشيرا إلى منصة “Hub71” أبو ظبي، والتركيز بشكل رئيسي على “الحوسبة السحابية”، التي تعد عاملاً مساعداً جوهرياً للشركات الناشئة في العصر الرقمي.
وأوضح أنه من خلال شراكتها مع أفضل مزودي الخدمات السحابية، تقدم “Hub71” للشركات الناشئة إمكانية الوصول إلى مصادر الحوسبة السحابية الأكثر تطوراً، بما في ذلك البنية التحتية، والمنصات، والبرمجيات إذ يمثل هذا الدعم المقدم للشركات الناشئة عنصراً أساسياً في مهمة أكبر تهدف إلى تشجيع منظومة تقنية قائمة على الابتكار، إضافة إلى ترسيخ مكانة الإمارة كمركز للأعمال وللابتكار في المنطقة.
وقال معاليه إن الحوسبة السحابية تعد أحد التقنيات الرئيسية للابتكار في المدن الذكية حول العالم، وكذلك في الاقتصادات القائمة على الابتكار. فمن خلالها، يمكن لأبوظبي مواصلة النمو والابتكار ودفع عجلة الاقتصاد وتحسين جودة حياة سكانها.
وأشار إلى أن أحدث البيانات كشفت عن أن اقتصاد أبوظبي حقق نمواً ملحوظاً وصلت نسبته إلى 10.5 %، علماً بأن أكثر من نصف “الناتج المحلي الإجمالي” جاء من القطاع غير النفطي، ما يمثل أقوى معدل نمو في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا حيث يشكل ذلك مؤشراً واضحاً على جهود أبوظبي في تنويع مصادر اقتصادها، وانتقالها بنجاح إلى مرحلة الاقتصاد القائم على المعرفة.
وتابع معاليه :” تعمل دائرة التنمية الاقتصادية – أبوظبي عن كثب مع جميع الشركاء وأصحاب المصلحة، في البر الرئيسي وخارجه، لتسهيل عملية التحول تلك. كما يعد نموذج الشراكة الخاص بنا بين القطاعين العام والخاص، الداعم للمنظومة البيئية، حجر الزاوية في هذا السياق”.
وأضاف أن أبوظبي شهدت في الآونة الأخيرة نمواً هائلاً في توظيف التكنولوجيا لصالح بنيتها التحتية وزيادة جودة حياة سكانها، ما جعلها تحصد المركز الأول كأذكى مدينة على مستوى المنطقة خلال عام 2023.
وقال إن المشهد الاقتصادي في العاصمة أبوظبي يتسم بسياسات وأنظمة مرنة، كما يتميز بالسلامة، والتمكين والدعم، وتوفير الفرص لتحقيق الازدهار، وينطوي على مواهب ومهارات عالية. وتعد أبوظبي مركزاً إقليمياً للشركات العالمية الطامحة للوصول إلى أسواق رأس المال. فأبوظبي جاذبة لرؤوس المال وقادرة على ضخ السيولة اللازمة إلى المنطقة بأكملها.
وأضاف أن أبوظبي حققت بالفعل إنجازات مهمة، بما في ذلك حصولها على الترتيب التاسع في مؤشر “سهولة ممارسة الأعمال لعام 2022” الصادر عن البنك الدولي، بالإضافة إلى خفض بنسبة 71 % في متطلبات بدء الأعمال .. مشيرا إلى أن تلك الإنجازات التي حققتها أبوظبي في مجال التحول التكنولوجي هي ما وضعت دولة الإمارات في مصاف الدول على الخريطة الاقتصادية، باعتبارها الأكثر ابتكاراً في المنطقة خلال عام 2022. كما أن التطور التكنولوجي هو العمود الفقري لرؤية أبوظبي الاقتصادية المتجددة، كما أنه ركيزة تطوير الاقتصاد الرقمي لمستقبل الإمارات، جنباً إلى جنب مع شركائنا.
وقال معاليه إن رحلةُ نجاح أبوظبي بدأت ومستمرة في الازدهار، فهي المركز الصناعي والتجاري والمالي الأكثر تنافسية في المنطقة وبالمضي قدماً، تخطط عاصمة دولة الإمارات لدعم لامركزية الأعمال من خلال التعامل مع Web3 وتقنية بلوكتشين blockchain واقتصاد العملات الرقمية token economy. كما تعمل على توفير بيئة مواتية لتأسيس شركات الأصول الرقمية في أبوظبي. هناك أيضا خطط للتعامل مع العملات الرقمية مع التركيز على عنصر الأمان، وتأثيره على منظومة الاستثمار، لاسيما فئات الأصول البديلة غير السائلة.
وتابع أنه إلى جانب الحوسبة السحابية، تتبنى أبو ظبي أيضاً الحوسبة الكمية “Quantum” وحوسبة الحافة “Edge”، مع ضمان تحقيق السلاسة في مختلف القطاعات والصناعات. على مدار السنوات العشر الماضية، ما بدأ كمجرد رؤية، تحول إلى إنجازنا المشترك.