هل يجوز للمضحي مجامعة زوجته في العشر من ذي الحجة ؟ هو سؤال قد يخطر في بال الكثير من الناس ممكن يريدون ذبح الأضاحي في ذي الحجة، فمن نعم الله تعالى على عباده أن جعل لهم مواسم ليقوموا بطاعته، ويستكثروا فيها من الأعمال الصالحة، ومن هذه المواسم العشر الأوائل من شهر ذي الحجة، فهي أفضل أيام الدنيا كما أخبر بذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم، بل وحث المؤمنين على الاستعداد لها، واغتنامها بالقيام بالأعمال الصالحة، التي تقربهم إلى خالقهم، وحثهم على استقبالها بالتوبة الصادقة من الذنوب والمعاصي، وعبر موقع محتويات سيتم التعرف على إجابة السؤال المطروح.
هل يجوز للمضحي مجامعة زوجته في العشر من ذي الحجة
ليس على المضحي أن يمتنع عن مجامعة زوجته إلّا لوجود مانع شرعيّ كالصيام أو الحيض أو الإحرام، أمّا ما هو مكروه فعله للمضحي في هذه أيام ذي الحجة هو قصّ الأظافر أو الشعر، وهو حكم فيه اختلاف بين التحريم والكراهة، قال ابن قدامة في “المغني”: ومن أراد أن يضحي فدخل العشر، فلا يأخذ من شعره ولا بشرته شيئا، ظاهر هذا تحريم قص الشعر، وهو قول بعض أصحابنا، وحكاه ابن المنذر عن أحمد وإسحاق وسعيد بن المسيب، وقال القاضي وجماعة من أصحابنا: هو مكروه غير محرم، وبه قال مالك والشافعي، والله أعلم.[1]
شاهد ايضًا: هل يجوز قص الشعر في ذي الحجة لغير الحاج
حكم حلق الشعر للمضحي
تعدّدت آراء الفقهاء في حكم حلق الشّعر لمن أراد الأضحية تبعاً لتعدّد أفهامهم للروايات الصحيحة الواردة من هدي النبي -عليه الصلاة والسلام- في المسألة؛ ومنها قول رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: “إذا رأيتم هلالَ ذي الحجةِ، وأراد أحدكم أن يُضحِّي، فليُمسك عن شعرِهِ وأظفارِهِ”، حيث نتج عدّة آراء فقهيةٍ، ويمكن إجمال أقوال العلماء على النحو الآتي:[2]
- الرأي الأول: ذهب جمهور الفقهاء إلى استحباب الإمساك عن أخذ شيءٍ من شعر من أراد الأضحية في العشر الأولى من شهر ذي الحجّة حتى يُضحّي، ونقل الإمام السيوطي عن جمهور أهل العلم أنّ النهي الوارد في الحديث إنّما هو نهي تنزيهٍ، لا نهي تحريمٍ، والحكمة التّشريعية من هذا الفعل المأخوذ على وجه الاستحباب أن تبقى كامل أجزاء المضحّي عُرضةً للعتق من النار، وقيل في الحكمة منه استحباب تشبّه المضحّي بحال المحرمين في الحجّ، وبناءً على هذا الفهم؛ فلو قصّ المضحي شعره أو حلَقَه قبل أنّ يضحّي فلا حرج عليه وتصحّ أضحيته، وينالها القبول بإذن الله تعالى.
- الرأي الثاني: ترى طائفةٌ من أهل العلم، ومنهم الإمام ابن باز أنّ من أراد أن يضحي فلا يجوز له أنْ يأخذ من شعره شيئاً، لا من شعر رأسه، ولا من إبطه، ولا من عانته، ولا من شاربه، حتّى يضحي، فإذا دخل شهر ذي الحجّة، وهلّ هلاله حرُم على المضحّي، رجلاً أو امرأةً أخذ شيئاً من الشعر من سائر البدن، أمّا إن كان المضحيّ قد وكّل أحدهم بالذّبح، وأخذ الوكيل من شعره فلا حرج عليه، لأنّه ليس مضحٍّ، ويجري الحكم بمنع الأخذ من الشعر على من وكّله، وهو المضحي الحقيقي، وذهب الشيخ ابن عثيمين، وهو -من أنصار هذا الرأي- إلى عدم الحرج بقصّ الشعر لمن احتاج إلى أخذ شيءٍ منه، كأن يكون أصابه جرحٌ، فاحتاج إلى قصّ الشعر عن موضع الإصابة.
شاهد أيضًا: فضل كل يوم من عشر ذي الحجة
سبب عدم قص الشعر والأظافر للمضحي
ذهب بعض أهل العلم إلى تفسير الهدف والحكمة من عدم قص الشعر أو الأظافر للمُضحي بأنَّها تكون لكي يبقى الإنسان كامل الأجزاء عندما يُضحي ليُعتق من النار، فيكون كاملًا بأظافره وشعره عند الأضحية، حيث يأتي بها وهو يدعو إلى الله تعالى أن تكون هذه الأضحية سبيلًا في عتق نفسه من النار، وقد قال المناوي في فيض القدير: “نهى عن إزالة الشعر والبشر لئلا يفقد من ذلك قسط ما عند تنزل الرحمة وفيضان النور الإلهي لتتم له الفضائل، وينزه عن النقائص والرذائل “، والله أعلم.[3]
وهكذا نكون قد أجبنا عن السؤال هل يجوز للمضحي مجامعة زوجته في العشر من ذي الحجة، ثم تعرفنا على حكم الأخذ من الشعر، والأظافر في ذي الحجة للمضحي، وأخيرا تعرفنا على سبب عدم قص الشعر والأظافر للمضحي في ذي الحجة.