هل يجوز صيام ذي الحجة بنية القضاء ؟ هذا السؤال يعدُّ من الأسئلة التي تهمُّ كلَّ مسلمةٍ، وسيكون هو عنوان هذا المقال، والذي ستتمُّ فيه الإجابة على السؤال المطروح في بداية المقدمة، كما سيتمُّ ذكر بعض الأحكام الخاصةِ في صيامِ هذه الأيام الفضيلة، ثمَّ سيتمُّ بيان فضلِ صيام عشرَ ذي الحجةِ الفضيلة عبر موقع محتويات.
هل يجوز صيام ذي الحجة بنية القضاء
لا حرج على المسلمة في صيام القضاء في العشر الأوائل من ذي الحجة، بل يُرجى أن يكون ثوابها أعظم في هذه الأيام المباركة الفضيلة من غيرها، مع ضرورة التنبيه إلى أنَّ بعض الفقهاء قالوا بكراهة ذلك، إلَّا أن الراجح عدم الكراهة، والله تعالى أعلى وأعلم.[1]
شاهد أيضًا: فضل لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير
هل يجوز صيام ذي الحجة قبل القضاء
يجوز صيام أيام ذي الحجة لمن عليه صيام قبل قضاء رمضان، بشرط أن يكون معه متسعٌ من الوقتِ للقضاء، وألَّا يكون الوقت قد ضاق به، لكن الأولى أن يصوم من عليه القضاء في هذه الأيام؛ راجيًا من الله أن يكتب له أجر صيام هذه الأيام.[2]
شاهد أيضًا: أذكار عشر ذي الحجة وفضلها
هل يجوز صيام ذي الحجة بنية القضاء والتطوع معًا
لا يجوز للمسلم تشريك نيته بين عبادتين مستقلتين، ومن المعلوم أنَّ صيامَ ذي الحجةِ عبادةٌ مقصودةٌ لذاتها، وكذلكَ صيامَ القضاءِ يعدُّ عبادة مقصودةً لذاتها، وبناءً على ذلك فإنَّه لا يجوز صيام ذي الحجةِ بنيةِ القضاءِ والتطوعِ معًا،[3]
شاهد أيضًا: حكم صيام العشر من ذي الحجة
حكم صيام قضاء رمضان
يجب على المسلم الذي أفطر في شهر رمضان الفضيلِ بعذرٍ أم بغيرِ عذرٍ قضاء هذه الأيام التي أفطرها، ودليل ذلك ما رُوي عن السيدة عائشة -رضي الله عنها وأرضاها- حيث قالت: “كانَ يُصِيبُنَا ذلكَ، فَنُؤْمَرُ بقَضَاءِ الصَّوْمِ، ولَا نُؤْمَرُ بقَضَاءِ الصَّلَاةِ”.[4]
شاهد أيضًا: فضل الليالي العشر من ذي الحجة
فضل صيام عشر ذي الحجة
تُعَدّ العَشر الأوائل من ذي الحجّة من الأيّام الفضيلة في الشرع الحنيف، وقد حثّ رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- على استغلالها بالأعمال الصالحة وبجهاد النفس، ووصف العمل فيها بأنّه أفضل من الجهاد في سبيل الله فقال: “ما العَمَلُ في أيَّامٍ أفْضَلَ منها في هذِه؟ قالوا: ولَا الجِهَادُ؟ قَالَ: ولَا الجِهَادُ، إلَّا رَجُلٌ خَرَجَ يُخَاطِرُ بنَفْسِهِ ومَالِهِ، فَلَمْ يَرْجِعْ بشيءٍ”، ولم يُقيّد النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- الأعمال الصالحة في هذه الأيّام بعمل مُعيَّن، وجعل الأمر مُطلَقاً؛ فالعمل الصالح أنواعه كثيرة، ويشمل ذلك ذِكر الله -تعالى-، والصيام، وصِلة الرَّحِم، وتلاوة القرآن، والحجّ؛ ممّا يعني اجتماع أجلّ العبادات في الإسلام وأفضلها في هذه الأيّام، ولفظ الأيّام الوارد في الحديث المذكور يدلّ على أنّ العمل الصالح يستغرق اليوم كلّه، واليوم في الشرع يبدأ منذ طلوع الفجر وحتى غروب الشمس، وأفضل عمل يستغلّ به المسلم نهار هذه الأيّام هو الصيام، كما أنّ أفضل ما يُستغَلّ فيه الليل صلاة القيام، أمّا حُكم صيام العشر الأوائل من ذي الحجّة فهو مندوب، بينما حُكم قيام الليل أنّه سُنّة.[5]
وبذلك تمَّ الوصول إلى ختام هذا المقال والذي تمَّت فيه الإجابة على سؤال هل يجوز صيام ذي الحجة بنية القضاء ؟ كما تمَّ فيه بيان بعض الأحكام الخاصة بالصيامِ في ذي الحجةِ، وفي ختام المقال تمَّ بيان فضل صيامِ هذه الأيام الفضيلة.