هل يجوز المباهلة بين المسلمين؟ المباهلة تعني الملاعنة، وهي من الأمور التي لا تخص النبي -صلى الله عليه وسلم- وحده كما يعتقد بعض الناس، ولكنها خاصة بجميع لمسلمين عند الحاجة لها، وفي مقالنا التالي عبر موقع محتويات سوف نتعرف فيما إذا كانت المباهلة جائزة بين المسلمين أم لا؟
هل يجوز المباهلة بين المسلمين
المباهلة: تعني الملاعنة، حيث يجتمع مجموعة من الأشخاص إذا اختلفوا في أمر معين، فيقولوا: لعنة الله على الكاذب منا، والمباهلة جائزة ومشروعة في حق المسلمين جميعهم لإحقاق الحق، وإبطال الباطل، ومن أعرض عن المجاهلة وتركها، فعليه الحجّة، وآية المباهلة في القرآن الكريم هي قوله تعالى: {فَمَنْ حَاجَّكَ فِيهِ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ فَقُلْ تَعَالَوْا نَدْعُ أَبْنَاءَنَا وَأَبْنَاءَكُمْ وَنِسَاءَنَا وَنِسَاءَكُمْ وَأَنْفُسَنَا وَأَنْفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَلْ لَعْنَةَ اللَّهِ عَلَى الْكَاذِبِينَ}[1]، ومن السنّة عند مجادلة أهل الباطل وإصرارهم على العناد وتمسكهم بالباطل، القيام بدعوتهم إلى المباهلة، وقد أمر الله تعالى رسوله -صلى الله عليه وسلم- للقيام بذلك، فالمباهلة لا تخص النبي -صلى الله عليه وسلم- ووفد النصارى الذين جاءوا له، بل هي عامة لجميع المسلمين لإظهار الحق، وما وقع من مباهلة النبي -صلى الله عليه وسلم- لوفد نجران هو تطبيق عملي لمعنى آية المباهلة.[2]
شاهد أيضًا: هل الشيعة يدخلون الجنة
حكم المباهلة
المباهلة هي سنّة عن النبي صلى الله عليه وسلم، وهي خاصة بحق من أصرّ على الكفر والعناد من أهل الباطل، فالسنة مجادلة أهل الباطل بالحجج والبراهين إن لم يرجعوا وأصروا على العناد، ومن الآيات الدالة على مشروعية المباهلة هي قوله تعالى: {قُلْ إِنْ كَانَتْ لَكُمُ الدَّارُ الْآخِرَةُ عِنْدَ اللَّهِ خَالِصَةً مِنْ دُونِ النَّاسِ فَتَمَنَّوُا الْمَوْتَ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ * وَلَنْ يَتَمَنَّوْهُ أَبَدًا بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِالظَّالِمِينَ}[3]، والممتنع عن المباهلة يعتبر مغلوبًا مهزومًا يعلم أنه ليس على الحق بشيء، فقد امتنع النصارى عن مباهلة النبي -صلى الله عليه وسلم- لأنهم يعرفون في قرارة أنفسهم أنهم ليسوا على حق، وأما عاقبة المباهلة، فإنها تقع آجلاً أم عاجلاً بأحد الطرفين من المتباهلين في مدة لا تتجاوز الشهرين.[4]
شاهد أيضًا: متى يوم المباهلة عند الشيعة
شروط المباهلة
هناك عدد من الشروط التي يجب توافرها في من يريدون المباهلة، فالمباهلة لا تكون عشوائيّة بأي حال من الأحوال، بل لها هدف معيّن يتم الوصول له بعد الانتهاء من المباهلة، ومن أبرز الشروط التي يجب التزامها في المباهلة هي الآتي:[5]
- إخلاص النية لله تعالى، فيتوجب على من أراد المباهلة أن تكون نيّته خالصة لله تعالى، وأن يكون هدفه الأساسي والرئيس هو إعلاء كلمة الله تعالى وإحقاق الحق، فلا يكون الهدف منها حب الظهور والاستعراض والانتصار للهوى.
- أن تتم المباهلة بعد إقامة الحجة على المخالف، بعد إظهار الدلائل والبراهين الواضحة القاطعة التي لا مجال فيها للشكّ.
- أن يكون المخالف مصرًا على الباطل، متمسكًا به، متشددًا لهواه، ولا يجوز أن يُدعى إلى النباهلة سوى المعاندين المتمسكين بآرائهم الباطلة.
- أن تكون المباهلة في أمر مهم من أمور الدّين، ويرجى عند إقامتها أن تكون في نتيجتها مصلحة للمسلمين، أو دفع شر وأذى عنهم، ولا يجوز أن تكون في الأمور الاجتهادية التي فيها مجال للاختلاف.
في نهاية مقالنا تعرفنا على هل يجوز المباهلة بين المسلمين نعم، يجوز المباهلة بين المسلمين، لأن المباهلة لا تقتصر على النبي صلى الله عليه وسلم، بل هي عامة لجميع المسلمين، ويجب أن يلتزم المتباهلين بعدد من الشروط ومنها النية الخالصة لله تعالى، وأن يكون الهدف من المباهلة إعلاء كلمة الله تعالى، كذلك تعرفنا على حكم المباهلة وعاقبة المتباهلين.