هل يجوز الحج للمديون من الأحكام الشرعية التي يرغب المسلمون في التعرف عليها، فإن النّفوس البشريّة وخاصّةً المسلمين تشتاق إلى زيارة أطهر بقاع الأطهر، والتمتّع بأداء فريضة من أعظم الفرائض عند الله -تعالى-، والتي من خلالها يتقرّب العبد من ربّه، وينال الثواب الجزيل من ربّ العالمين، وفيما يلي سنتعرّف على تعريف الحج، وما هو حكم الحج للمدين.
هل يجوز الحج للمديون
يجُوز للمُسلم أن يحجّ إلى بيت الله الحرام؛ حتى وإن كان مدينًا، فمن حجّ وهو عليه دين حتّآ وإن كان حالًا؛ فحجّه صحيح، ولم يقُل أحد من العلماء، ولم يُسمع أن أحدًا قد أفتى ببطلانه، وقد سُئل الإمام ابن عُثيمين-رحمه الله تعالى- عن صحّة الحجّ والمسلم عليه دين؟، فأفتى بأنّه يجوز للمدين أن يحجّ، ولكنّه آثمٌ، وقد استدلّ على ذلك: إنّ الدّين واجبٌ على المرء وواجبٌ عليه ردّه، وأمّا الحجّ فليس بواجبٍ، فالله -تعالى- لم يفرض الحجّ على المُسلم مُطلقًا، وإنّما على المُسلم المُستطيع، فإن لم يستطع المُسلم مادّيًا أو بدنيًّا؛ فلا إثم عليه إن لم يحجّ.، فالإسلام دين الرحمة والسماحة واليسر.[2]
شاهد أيضًا: هل يسقط الحج عن المرأة بدون محرم
فضل الحج
ثبت فضل الحجّ بالكثير من النُّصُوص الشرعيّة، فهو من أفضل العبادات وأعظمها ثوابًا عند الله، وبها يتقرّب العبد من ربّه، ومن ما قيل في أفضلية الحج:
- تُعتبر من أحبّ العبادات وأعظم العبادات عند الله -تعالى-، وممّا يدُل على ذلك، ما رُوي عن ابي هُريرة-رضي الله عنه- أنّ رسول الله -صلى الله عليه وسلّم-:سُئِلَ: أيُّ العَمَلِ أفْضَلُ؟ فَقالَ: إيمَانٌ باللَّهِ ورَسولِهِ. قيلَ: ثُمَّ مَاذَا؟ قالَ: الجِهَادُ في سَبيلِ اللَّهِ قيلَ: ثُمَّ مَاذَا؟ قالَ: حَجٌّ مَبْرُورٌ”.
- يُعدّ من الأسباب التي تُنال بها الأُجور وتُزاد بها الحسنات، ومما يدُل على ذلك ما روي في صحيح البخاري عن النبي أنّه قال:”العُمْرَةُ إلى العُمْرَةِ كَفَّارَةٌ لِما بيْنَهُمَا، والحَجُّ المَبْرُورُ ليسَ له جَزَاءٌ إلَّا الجَنَّةُ”.[3]
شاهد أيضًا: من هو المحرم في الحج
حكم الحج
الحجّ شعيرة من الشّعائر الإسلاميّة التي فُرضت على المُسلم المُستطيع مرّةً واحدةً في العام، وما بعدها فليس بحجّ الفريضة، وقد ثبتت مشروعيّة الحجّ في القُرآن الكريم، والسُّنّة النبويّة المُطهّرة، وبالإجماع من لدُن محمّدٍ-صلى الله عليه وسلّم- إلى يومنا هذا، فمن القُرآن الكريم، قوله -تعالى-:”وَأَتِمُّوا الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ لِلَّـهِ”، وأمّا من السّنة النبويّ’ المطهرة، ما روي عن ابي هُريرة -رضي الله عنه- :”خَطَبَنَا رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ، فَقالَ: أَيُّهَا النَّاسُ قدْ فَرَضَ اللَّهُ عَلَيْكُمُ الحَجَّ، فَحُجُّوا، فَقالَ رَجُلٌ: أَكُلَّ عَامٍ يا رَسولَ اللهِ؟ فَسَكَتَ حتَّى قالَهَا ثَلَاثًا، فَقالَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ: لو قُلتُ: نَعَمْ لَوَجَبَتْ، وَلَما اسْتَطَعْتُمْ، ثُمَّ قالَ: ذَرُونِي ما تَرَكْتُكُمْ، فإنَّما هَلَكَ مَن كانَ قَبْلَكُمْ بكَثْرَةِ سُؤَالِهِمْ وَاخْتِلَافِهِمْ علَى أَنْبِيَائِهِمْ، فَإِذَا أَمَرْتُكُمْ بشيءٍ فَأْتُوا منه ما اسْتَطَعْتُمْ، وإذَا نَهَيْتُكُمْ عن شيءٍ فَدَعُوه”، كما ثبتت فرضية الحجّ بإجماع الأمّة على المسلم البالغ العاقل الحرّ مرة واحدة إذا كان مُستطيعًا على أداء تلك الفريضة.
ومن خلال هذا المقال يُمكننا التعرُّف على هل يجوز الحج للمديون ، وتعريف الحجّ في معاجم اللغة العربيّة، وفي اصطلاح علماء الشّريعة الإسلاميّة، وما هو حكم الحجّ، وما الحكم إذا ما ترك المُسلم شعيرة الحج، وما الأحاديث النبويّة الواردة في فضل الحجّ، وةبعض الأحكام المتعلّقة بالحجّ، وما يجب على الحجّ فعله.