هل يجوز التهنئة بالسنة الهجرية الجديدة هو واحد من أهم الأحكام الشرعية التي يجب على كل مسلم أن يعرفها ويعرف الرأي الشرعي السليم فيها، وذلك حتَّى لا يقع في الخطأ، أو في المحظور جهلًا منه بالحكم الشرعي الصحيح، وفي هذا المقال سوف نتحدَّث بالتفصيل عن رأي الشرع في التهنئة بالسنة الهجرية الجديدة، كما سنسلط الضوء عبر موقع محتويات على حكم قول كل عام وأنتم بخير بمناسبة رأس السنة الهجرية.
هل يجوز التهنئة بالسنة الهجرية الجديدة
لقد ذهب أهل العلم في حكم التهنئة بالسنة الهجرية الجديدة إلى قولين اثنين، سوف نفصل فيما يأتي بكل قول من هذين القولين مع الأدلة من كل طرف:
القول الأول
أباح بعض أهل العلم التهنئة بالنسبة الهجرية الجديدة، منهم الشيخ ابن عثيمين -رحمه الله تعالى- الذي رأى أنه لا حرج أن يهنئ المسلمون بعضهم بالسنة الجديدة وشدَّد على ضرورة ألَّا يظن المسلم أنَّ هذا من الشريعة الإسلامية ويجب عليه أن يهنئ أو أن التهنئة من السنة، وذلك حين قال: “أرى أن بداية التهنئة في قدوم العام الجديد لا بأس بها ولكنها ليست مشروعة بمعنى: أننا لا نقول للناس: إنه يسن لكم أن يهنئ بعضكم بعضًا، لكن لو فعلوه فلا بأس، وإنما ينبغي له أيضاً إذا هنأه في العام الجديد أن يسأل الله له أن يكون عام خيرٍ وبركة فالإنسان يرد التهنئة”، وورد هذا القول عند بعض الشافعية المتأخرين وعند المقدسي وهو حنبلي مشهور.[1]
القول الثاني
رأى آخرون من أهل العلم أنَّ التهنئة محرَّمة فمنعوها بالمطلق، وهذا هو القول الراجح من القولين، فعن الشيخ الجليل صالح الفوزان أنَّه قال عندما سُئل عن حكم التهنئة بقدوم السنة الهجرية الجديدة: “لا نعرف لهذا أصلًا، والتاريخ الهجري ليس المقصود منه هذا أن يجعل رأس السنة مناسبة وتُحيا ويصير فيها كلام وعيد وتهاني، و إنما جعل التاريخ الهجري من أجل تمييز العقود فقط، كما فعل عمر رضي الله عنه- لما توسعت الخلافة في عهده، صارت تأتيه كتب غير مؤرخة، احتاج إلى أنه يضع تاريخا تعرف به الرسائل و كتابتها، استشار الصحابة، فأشاروا عليه أن يجعل الهجرة مبدأ التأريخ الهجرة، وعدلوا عن التاريخ الميلادي، مع أنه كان موجودًا في وقتهم، و أخذوا الهجرة وجعلوها مبدأ تاريخ المسلمين لأجل معرفة الوثائق والكتابة فقط، ليس من أجل أن تتخذ مناسبة ويتكلم فيها، هذا يتدرج إلى البدع”.[1]
قد يهمك أيضًا: حكم صيام رأس السنة الهجرية
حكم قول كل عام وأنتم بخير
إنَّ حكم قول كل عام وأنتم بخير جائز في الإسلام إذا كان المقصود من هذا القول هو الدعاء للمسلم بالخير، أمَّا إذا كان المقصود اتباع تهنئة المشركين فهو غير جائز، فمن المعروف أنَّ النصارى يهنئون بعضهم بعضًا في أعياد الميلاد بقولهم: كل عام وأنت بخير، أي أنَّ صيغة التهنئة لم ترد عن السلف الصالح بل هي واردة من المشركين وهنا سبب التحريم إذا كان القصد غير الدعاء، وقد أجاب الشيخ ابن باز -رحمه الله تعالى- عندما سُئل عن صيغ التهنئة المستحبة في الإسلام: “ما من صيغة معروفة لهذا ، فإن دعا إليه يقول: تقبل الله منا ومنك، أو بارك الله في عيدك أو عيدك مبارك، أو جعل الله عيدكم مباركا سواء كان عيد الأضحى أو عيد الفطر معا وهكذا في الحج يكون حجك مقبولاً تقبل الله منك عمرة مقبولة تقبل الله منك كل هذا. وما شابه ذلك يكفي”، والله تعالى أعلم.[2]
صيغ التهنئة بالسنة الهجرية الجديدة
توجد الكثير من الصيغ المشروعة في الإسلام للتهنئة بالسنة الهجرية الجديدة على أن يكون القصد من التهنئة بأيَّة صيغة من هذه الصيغ هو الدعاء، وهذه الصيغ هي:
- كل عام وأنت بسلام وحب وخير.
- أبارك لك بمناسبة العام الهجري الجديد.
- أبارك لك قدوم العام الهجري.
- أبارك لك السنة الهجرية الجديدة، أسأل الله أن تكون سنة خير عليك.
- كل عام وأنتم بألف خير.
- كل عام وأنتم بألف صحة.
- أرجو الله لك عامًا هجريًا سعيدًا.
- كل عام وأنتم إلى الله أقرب وإلى عباداته أرغب
بهذه الصيغ نصل إلى ختام هذا المقال الذي سلَّطنا فيه الضوء على هل يجوز التهنئة بالسنة الهجرية الجديدة ووضعنا فيه أيضا حكم قول كل عام وانت بخير، بالإضافة إلى ذكر الصيغ المشروعة للتهنئة بالسنة الهجرية الجديدة.