هل يجوز الاحرام من عرفات للحج فالإحرام هو: نيّة الدخول إلى الحج أو العمرة، وتعددت آراء الفقهاء في تعريف الإحرام، فقالوا: أن الإحرام يعني الدخول في حُرمات مخصوصة، والدخول في الحج، ونيّة المسلم الدخول في المناسك على اختلافها، وفي مقالنا التالي سوف نتعرف فيما هل يجوز الإحرام من عرفات للحج؟
هل يجوز الاحرام من عرفات للحج
الواجب على من يريد الحج إذا كان داخل المواقيت أن يُحرم من مكانه الذي عقد فيه النيّة، فإذا أراد الإحرام يُحرم من مكانه لأن النبي صلى الله عليه وسلم لما وقت المواقيت قال: أنهن لأهلهن ولمن أتى عليهنّ من غير أهلهنّ ممن أراد الحج أو العمرة، ثم قال: ومن كان دون ذلك فمن حيث أنشأ، حتى أهل مكة من مكة، فالذين من جدة إذا أرادوا الحج أو العمرة يلزمهم الإحرام من نفس جدة، لأنهم دون المواقيت، فمن أراد الإحرام يُحرم من مكانه، لا يذهب إلى عرفات، والذين ذهبوا من جدة ناوين الحج، ولم يحرموا فإن عليهم دم، لأنهم تركوا الإحرام من ميقاتهم، وهو جدة، فيكون عليهم دم لأنهم فرّطوا في الميقات، والقاعدة الشرعية تنص على أن من ترك نسكًا أو نسيه عليه دم، هذا رأي جمهور أهل العلم، ونص عليه ابن عباس رضي الله عنهما.[1]
شاهد أيضًا: هل يجوز الاستحمام بعد الاحرام
هل يجوز للمكيّ أن يُحرم من عرفات
من السنة أن يُحرم المكيين والمقيمين في مكة للحج منها، وعرفة ليست من الحرم بل من الحلّ، ومن أحرم منها من أهل مكة فإحرامه صحيح ولا يجب عليه الدم، وبعضهم قال يلزمه دم، وقال المرداوي: “يجوز لهم الإحرام من الحرم والحِلّ ولا دم عليهم على الصحيح من المذهب، وعنه إن أحرم من الحِلّ، فعليه دم لإحرامه دون الميقات بخلاف من أحرم من الحَرَم، وقال إن مر في الحَرم قبل ذهابه إلى عرفة فلا دم عليه”، وأما فيما يخص العمرة فإن إحرامها لا يصح من الحلّ، وعرفة من الحلّ فيوز للمعتمر أن يحرم منها، وميقات من كان بمكة من أهلها أو غير أهلها الحلّ في أيّ مكان، ولو كان بعد الحرم، ولو بخطوة واختلفوا في الأفضل منهما، فذهب جمهور العلماء إلى أنه من الجعرانة أفضل، وذهب قسم آخر منهم: أنه من التنعيم أفضل، وقال غالبيّة المالكيّة أنهما متساويان”.[2]
شاهد أيضًا: هل يجوز تعطير الاحرام قبل لبسه
في نهاية مقالنا تعرفنا على هل يجوز الاحرام من عرفات للحج الواجب على من يريد الحج إذا كان داخل المواقيت أن يُحرم من مكانه الذي هو عقد فيه النيّة، وتعرفنا على هل يجوز للمكيّ أن يُحرم من عرفات من السنة أن يُحرم المكيين والمقيمين في مكة للحج منها، لأن عرفات ليست من الحرم بل من الحلّ.