من هو صفوان بن المعطل ؟ الذي ذُكرت براءته في حادثة الإفك، حيث حاول المنافقون الطعن في عرض النبي محمد صلّى الله عليه وسلم بالافتراء على عائشة (رضي الله عنها)، والذي كان القصد منها النيل من النبي صلى الله عليه وسلم ومن أهل بيته الأطهار؛ لإحداث الاضطراب والخلل في المجتمع الإسلامي، بعد أن فشلوا في إثارة النعرة الجاهلية لإيقاع الخلاف والفرقة بين المسلمين، وقد وقع صفوان بن المعطل في افتراءات وأكاذيب المنافقين فيما قالوه عنه في حادثة الإفك، ولهذا دعونا نُجيبكم على تساؤل من هو صفوان بن المعطل.
من هو صفوان بن المعطل
صفوان بن المعطل هُوَ صَفْوَانُ بْنُ الْمُعَطَّلِ بْنِ رَحَضَةَ بْنِ الْمُؤَملِ بن خزاعِيِّ بنِ هلَال بنِ ذكوان بْنِ ثعلبة بْنِ بَهْثَةَ بْنِ سُلَيْمٍ، يُكْنَى: أَبَا عمرو الذّكوانيّ، مَاتَ بِشَمْشَاطَ، وهو أحد الصحابة الأفاضل، المذكور بالبراءة من الإفك في قصة الإفك، وهو الذي قال فيه أهل الإفك ما قالوا؛ فبرأه الله جل في علاه، ورسوله صلى الله عليه وسلم، وقال عنه النبي صلى الله عليه وسلم: «ما علمت عليه إلا خيراً»، ويُذكر أنَّه أسلم قبل غزوة المريسيع، وكان على ساقة النبي صلّى الله عليه وسلّم، وشهد مع الحبيب صلّى الله عليه وسلّم غزوة الخندق وما بعدها من الغزوات، وقد روي له حديثان، وحدث عنه كلّ من سعيد بن المسيب، وأبو بكر بن عبد الرحمن، وسعيد المقبري، وسلام أبو عيسى، وروايتهم عنه مرسلة.[1]
شاهد أيضًا: من هو الصحابي الذي امره الرسول بتعلم لغة اليهود
صفوان بن المعطل وحادثة الإفك
يُروى في حادثة الإفك أنَّ المنافقين استغلوها للإيقاع بأم المؤمنين عائشة رضي الله عنها وأرضاها، حيث وقعت حادثة الإفك لأم المؤمنين عائشة رضي الله عنها وهي في طريق العودة من غزوة بني المصطلق؛ حين نزلت من هودجها لبعض شأنها، فلمَّا عادت افتقدت عقدًا لها، فرجعت تبحث عنه، وحمل الرجال الهودج ووضعوه على البعير وهم يحسبون أنَّها فيه، وحينما عادت لم تجد الرَّكْب، فمكثت مكانها تنتظر أن يعودوا إليها بعد أن يكتشفوا غيابها، وصادف أن مرَّ بها أحد أفاضل أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وهو صفوان بن المعطل السلمي رضي الله عنه، فحملها على بعيره، وأوصلها إلى المدينة، فاستغلَّ المنافقون هذا الحادث، ونسجوا حوله الإشاعات الباطلة، وتولَّى ذلك عبد الله بن أُبَي بن سلول، وأوقع في الكلام معه ثلاثة من المسلمين: هم مسطح بن أثاثة، وحسان بن ثابت، وحمنة بنت جحش.. فاتُّهِمت أم المؤمنين عائشة بالإفك والبهتان.
وقد أوذي النبيُّ صلّى الله عليه وسلّم بما كان يُقال إيذاءً شديدًا، وصرَّح بذلك للمسلمين في المسجد؛ حيث أعلن ثقته التامَّة بزوجته وبالصحابي ابن المعطل السلمي، وحين أبدى سعد بن معاذ استعداده لقتل من تسبَّب في ذلك إن كان من الأوس، أظهر سعد بن عبادة معارضته؛ بسبب كون عبد الله بن أبي بن سلول من قبيلته، ولولا تدخل النبيِّ صلّى الله عليه وسلم وتهدئته للصحابة من الفريقين، لوقعت الفتنة بين الأوس والخزرج، ومرضت عائشة رضي الله عنها بتأثير تلك الإشاعة الكاذبة، فاستأذنت النبيَّ صلى الله عليه وسلم في الانتقال إلى بيت أبيها، وانقطع الوحي شهرًا، وعانى الرسول صلى الله عليه وسلم خلاله كثيرًا، حيث طعنه المنافقون في عِرضه وآذوه في زوجته، وشاءت حكمة الله أنْ يُنزل الآيات التي تُبرئ السيدة عائشة رضي الله عنها، وتفضح المنافقين وتكشف مواقفهم وتُبين عقابهم.
وفاة صفوان بن المعطل
توفي صفوان بن المعطل رضي الله عنه سنة (60هـ) وهو ابن بضع وستين عامًا في بلدة سميساط، وقيل إنَّه مات بالجزيرة وقبره هناك، وقال ابن إسحاق عنه: قُتل في خلافة عمر -رضي الله عنه-، في غزوة أرمينية، سنة (19هـ). وجاء أنه كان أحد الأمراء يومئذ، كما قيل: إنه غزا الروم في خلافة معاوية – رضي الله عنه – فقاتل حتى استشهد، وكان ذلك سنة (58هـ) والله تعالى أعلى وأعلم.
إلى هنا نصل بكم لنهاية هذا المقال الذي تعرّفنا من خلاله على إجابة تساؤل من هو صفوان بن المعطل، وهو أحد صحابة رسول الله محمد صلّى الله عليه وسلّم، وله ذكر في حديث الإفك، وفيه قوله صلى الله عليه وسلم عنه: (ما علمت عليه إلا خيرًا).