متى يتحلل الحاج من إحرامه لقد شرع الله عز وجل لنا في الإسلام خمس أركان الركن الخامس فيهم هو الحج، ومن حج بلا رفث ولا فسوق ولا عدوان فأنه حجه حج مبرور وبالتالي ذنوبه كلها مغفوره حيث قال الله تعالى في كتابة العزيز : (فَمَنْ فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ فَلَا رَفَثَ وَلَا فُسُوقَ وَلَا جِدَالَ فِي الْحَجِّ)، فالحج واجب على كل مسلم ومسلمة.
متى يتحلل الحاج من إحرامه
لا يتحلل الحاج من إحرامه الأول إلا بعد فعل أمرين من ثلاثة أمور، الرمي، والطواف، والحلق (أو التقصير)، ومن رمى الجمرات ولم يفعل مع الرمي أي نسك من المناسك الآتية (طواف الإفاضة أو الحلق أو التقصير) لا يجوز له أن ينزع ملابس إحرامه ويلبس ملابس مخيطة، وإن فعل ذلك فقد وقع في فعل محظوراً من محظورات الإحرام، ولزمته الكفارة (دم).
حيث قال النووي رحمه الله عليه (ويكون التحلل الأول بشيئين من ثلاث أشياء، فأي اثنين منها فعلهما الحاج يكون حصل له التحلل الأول، سواءً كانا رمياً وحلقاً أو رمياً وطوافاً أو طوافاً وحلقاً، ويكون التحلل الثاني بالعمل باقي المناسك)، ومن تحلل قبل فعل ذلك فقد وقع في محظور شرعي وعليه كفارة.
فإذا نزع الحاج لباس الإحرام، ولبس من الملابس المخيطة أثناء إحرامه وكان ناسيًا أو جاهلًا، فلا يوجد إثم عليه ولا فدية ولا كفارة لقوله تعالى: (وَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ فِيمَا أَخْطَأْتُمْ بِهِ وَلَكِنْ مَا تَعَمَّدَتْ قُلُوبُكُمْ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا).
لا يجوز للحاج توكيل غيره من الحجاج أو غيرهم بالرمي نيابة عنه إلا لعذر شرعه الله، كمرض الحاج أو حبسه، أما التوكيل من الحاج بالرمي بدون أي غير عذر شرعي لا يجوز ولا يسقط من عليه الرمي، ويكون بفعله ذلك قد ترك عامدًا واجباً من واجبات الحج، ويترتب عليه الكفارة والدم.
بدليل قوله تعالى في سورة البقرة : (فَإِذَا قَضَيْتُم مَّنَاسِكَكُمْ فَاذْكُرُوا اللَّهَ كَذِكْرِكُمْ آبَاءَكُمْ أَوْ أَشَدَّ ذِكْرًا ۗ فَمِنَ النَّاسِ مَن يَقُولُ رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا وَمَا لَهُ فِي الْآخِرَةِ مِنْ خَلَاقٍ * وَمِنْهُم مَّن يَقُولُ رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ).
معنى التحلل
التحلل لغة إذا حل للحاج ما يُحرم عليه من محظوراتِ الحجِّ كإتيان الزوجة ولبس المخيط وهكذا، ورجل حَلال : أي رجل غير مُحرم ولا يؤدي مناسك وشعائر الحج ولا يلبس لابس الحج ولا يجوز في حقه أسباب الحجّ.
التحلل اصطلاحًا الخروج للحاج من إحرامه، وجعل ما كان محظورًا عليه ومحرم حلال في حقه، بدليل قوله تعالى : (فَإِذَا قَضَيْتُم مَّنَاسِكَكُمْ فَاذْكُرُوا اللَّهَ كَذِكْرِكُمْ آبَاءَكُمْ أَوْ أَشَدَّ ذِكْرًا ۗ فَمِنَ النَّاسِ مَن يَقُولُ رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا وَمَا لَهُ فِي الْآخِرَةِ مِنْ خَلَاقٍ * وَمِنْهُم مَّن يَقُولُ رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ).
شاهد أيضًا: ما معنى يوم التروية في الحج
هل يجوز التحلل قبل الهدي
الحاج يجب عليه تحللان وهما كالتالي:-
التحلل الأول يكون بأمر من ثلاثة برمي جمرة العقبة أو الحلق (التقصير) أو الطواف، وبالتحلل الأول يحل للحاج كل شيء إلا إتيان زوجته، وبالتحلل يحل للحاج كل شيء حتى النساء، والدليل حديث عائشة رضي الله عنها قالت (إذَا رَمَيْتُمْ الْجَمْرَةَ فَقَدْ حَلَّ لَكُمْ كُلُّ شَيْءٍ إلَّا النِّسَاءَ وَالطِّيبَ وَالصَّيْدَ).
ومن الحجاج وجب عليه كفارة أو فدية أو دم، لتركه واجب من واجبات الحج أو لفعله المحظور في الإحرام، فإن ذلك لا يؤثر أي تأثير في تحلله فيجوز له فعل ما يفعله أي حاج تحلل من إحرامه، بل من الواجب عليه أن يسارع بذبح الهدي لكي يسرع في إبراء ذمته.
وبالنسبة لتحلله فهو فصحيح وجائز شرعًا ويجوز له كل ما يجوز للحاج من منهم حل من إحرامه، لقوله تعالى: (فَإِنْ أُحْصِرْتُمْ فَمَا اسْتَيْسَرَ مِنَ الْهَدْيِ وَلَا تَحْلِقُوا رُءُوسَكُمْ حَتَّى يَبْلُغَ الْهَدْيُ مَحِلَّهُ).
ما هي الأمور التي يتحلل بها الحاج التحلل الأول والثاني
يتحلل الحاج من إحرامه الأول بفعل أمرين من الثلاث الأمور الأتية (رمي الجمرات (العقبة)، الحلق أو التقصير، الطواف، فمن فعل شيئين من الثلاث الفائتة فقد تحلل التحلل الأول.
وبالتحلل الثاني يحصل بتأدية الحاج باقي مناسك وشعائر الحج حيث قال الله تعالى في كتابه العزيز : (فَإِذَا قَضَيْتُم مَّنَاسِكَكُمْ فَاذْكُرُوا اللَّهَ كَذِكْرِكُمْ آبَاءَكُمْ أَوْ أَشَدَّ ذِكْرًا ۗ فَمِنَ النَّاسِ مَن يَقُولُ رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا وَمَا لَهُ فِي الْآخِرَةِ مِنْ خَلَاقٍ * وَمِنْهُم مَّن يَقُولُ رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ).
شاهد أيضًا: ما هو الهدي في الحج
وفي النهاية نكون قد عرفنا متى يتحلل الحاج من إحرامه حيث أن الحج هو الركن الخامس من أركان الإسلام، به يكمل المسلمين دينهم، فعله النبي صلى الله عليه وسلم طوال حياته مره واحده فقط، وهو يجب على المسلم طوال حياته مرة واحده فقط، ولا يسقط عنه بأي طريقة أو عذر، فالحج واجب شرعي وفرض على كل مسلم ومسلمه متى اقتدروا على أداءه.