طريقة توزيع لحم الاضحيه، هي من الأمور التي يبحث عنها المسلمون في موسم الأضاحي من كل عام، فالكثير من المسلمين لا يعرف الأحكام المتعلقة بالأضاحي، من شروطها وأحكام توزيعها، والشروط اللازم توافرها في المضحي، والأضحية هي كل ما يُذبح من الأنعام الغنم والإبل والبقر تقرُّبًا لله تعالى في أيام عيد الأضحى عن النفس أو الغير من الأحياء أو الأموات.
طريقة توزيع لحم الاضحيه
هناك اختلاف بين المذاهب الأربعة في طريقة توزيع لحم الأضحية، وهكي كالآتي:[5]
- كيفية توزيع الأضحية عند الشافعية: ذهب الشافعية في المذهب الجديد إلى تقسيم الأضحية أثلاثًا، ثلثًا لصاحب الأضحية وأهل بيته، وثلثًا يهديه لمن شاء من أقاربه وأصحابه، وثُلثًا يتصدَّق به على الفقراء والمساكين، أمَّا مذهبهم في القديم أنَّه يأكل النصف ويتصدَّق بالنصف، مستدلين بقول الله تعالى: “فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا الْبَائِسَ الْفَقِيرَ”[6] وقيل بجواز التصدُّق ببعضها وهو الأصح عندهم.
- كيفية توزيع الأضحية عند المالكية: ذهب المالكية إلى أنَّ توزيع الأضحية لا حدَّ فيه، فله أن يأكل ما شاء ويوزِّع ما شاء، فلا نسبة ثابتة في توزيع الأضحية، ودليله في ذلك ما رُوي عن ثوبان مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم حيث قال: “ذَبَحَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ ضَحِيَّتَهُ، ثُمَّ قالَ: يا ثَوْبَانُ، أَصْلِحْ لَحْمَ هذِه، فَلَمْ أَزَلْ أُطْعِمُهُ منها حتَّى قَدِمَ المَدِينَةَ”.
- كيفية توزيع الأضحية عند الحنفية والحنابلة: يُستحبُّ عند الحنفية تقسيم الأضحية إلى أثلاث، ثلثٌ يأكله صاحب الأضحية وأهل بيته، وثلثٌ يهديه وثلثٌ يتصدَّق به، وهذا أيضًا ما ذهب إليه الحنابلة في مذهبهم الجديد، أمَّا قديم مذهب الحنابلة فقد ذهبوا فيه إلى تقسيم الأضحية إلى نصفين: نصفٌ للمضحي ونصفٌ يتصدَّق به على الفقراء.
شاهد أيضًا: هل يجوز إهداء الأضحية
شروط الأضحية
لقد وضع الشرع الإسلامي شروطًا خاصَّة للأضحية التي سيتخذها المسلم للذبح، فعلى الإنسان المسلم أن يراعي سلامة هذه الشروط في الأضحية التي يريد أنْ يضحِّي بها تقرُّبًا من الله جلَّ وعلا، وهذ الشروط هي كالآتي:[7]
- أن تكون الأضحية سليمة من العيوب والنقائص: أورد الإمام الألباني في صحيحه ما رواه البراء بن عازب رضي الله عنه أنَّ رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم قال: “أربعٌ لا تجوزُ في الأضاحي: العوراءُ البيِّنُ عوَرُها، والمريضةُ البيِّنُ مرضُها، والعرجاءُ البيِّنُ ظلْعُها، والكسيرُ وفي لفظ والعجفاءُ التي لا تُنقِي”، وقد قال الإمام النووي في شرح هذا الحديث الشريف: “وأجمعوا على أنَّ العيوبَ الأربعة المذكورة في حديث البراء لا تجزِئُ التَّضحية بها، وكذا ما كان في معناها أو أقبح منها، كالعمى وقطع الرجل وشبيهه”، كما أنه لا يجوز التضحية بالأضحية المقطوع قرنها أو أذنها أو ما شابه ذلك.
- أن تكون هذه الأضحية من بهيمة الأنعام: أي من الإبل أو البقر أو الغنم، وهذا ما نصَّت عليه الآية القرآنية التي قال تعالى فيها: “وَلِكُلِّ أُمَّةٍ جَعَلْنَا مَنسَكًا لِّيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ عَلَىٰ مَا رَزَقَهُم مِّن بَهِيمَةِ الْأَنْعَامِ ۗ فَإِلَٰهُكُمْ إِلَٰهٌ وَاحِدٌ فَلَهُ أَسْلِمُوا ۗ وَبَشِّرِ الْمُخْبِتِينَ.
- أن تبلغ الأضحية سنًّا معينة: وهذه السن قد حددها الشرع الإسلامي في حديث رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم حيث قال: “لا تَذْبَحُوا إلَّا مُسِنَّةً، إلَّا أنْ يَعْسُرَ علَيْكُم، فَتَذْبَحُوا جَذَعَةً مِنَ الضَّأْنِ”، والمسنة في الحديث السابق هي الثنية أو الثني، أي ما أتم خمس سنوات من الإبل، وسنتين من البقر، وسنة من الماعز، وستة أشهر من الضأن، والله تعالى أعلم.
شاهد أيضًا: هل يجوز الاشتراك في ثمن الأضحية
سنن ذبح الأضحية
توجد العديد من الأُمور التي يُسنُّ فعلها عند ذبح الأُضحية، ومنها ما يأتي:[8]
- تحديد أداة الذّبح، مع إمرارها بقوّة ذهاباً وإياباً؛ ليكون أخف وأسرع على الذّبيحة، مع التسميّة والتّكبير عند الذّبح، ومَن تركها سهواً جازت ذبيحته، ويُكره تركُها عمداً، ولا يجوز التلفُّظ بغير اسم الله تعالى، وذلك استدلالاً بقول أنس بن مالك رضيَ الله عنه: “ضَحَّى النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ بكَبْشينِ أمْلَحَيْنِ أقْرَنَيْنِ، ذَبَحَهُما بيَدِهِ، وسَمَّى وكَبَّرَ، ووَضَعَ رِجْلَهُ علَى صِفَاحِهِمَا”.
- استقبال القبلة، مع توجيه الذّبيحة نحوها، ويكون بتوجيه مذبحها وليس وجهها، وقيل: يوجّهها بجميع جسمها، وقيل: يوجّه قوائمها.
- الصّبر على الأُضحية حتى تبرُد، وتركها ترفس بعد الذبح لإراحتها.
- وضع الذّابح ذبيحته على جنبها الأيسر مع رفع رأسها، ويضع رجله اليُمنى على عُنقها؛ ليتمكّن من تثبيتها، أمّا الإبل فتُنحر وهي قائمة ومعقولةٌ يدُها اليُسرى. الرّفق بالأُضحية، فلا يضربُها أو يجرُّها نحو الذّبح.
شاهد أيضًا: هل يجوز المشاركة في الأضحية
وهكذا نكون قد تعرفنا على الأضحية وتعرّفنا طريقة توزيع لحم الاضحيه، وتعرّفنا شروط الأضحية، وماذا يجب أن يُقال عند ذبحها، كما ذكرنا سنن ذبح الأضحية وطريقة ذبحها.