ما هي شروط الحج للمرأة في الإسلام ؟، هو عنوان هذا المقال، ومن المعلوم أنَّ الله -عزَّ وجلَّ- شرع للمسلمين أداء مناسك الحجِّ، وجعل ذلك ركنًا من أركان الإسلامِ الخمسة، وفي هذه المقال سيتمُّ ذكرُ شروطَ الحجِّ بشكلٍ عام، ثمَّ سيتمُّ ذكر الشروط الخاصة بالمرأة، كما يتمُّ بيان كيفية حجِّ المرأة الحائض.
شروط الحج في الإسلام
هناك عددًا من الشروط التي لا بدَّ من أن تتوافر في المسلمين ليكون الحجُّ واجبًا في حقِّهم، وهناك شروطًا أخرى لا بدَّ أن يراعيها الحاجَّ ليُحكم على حجِّه بالصحة، وفي هذه الفقرة من هذا المقال، سيتمُّ ذكر شروط الوجوب وشروط الصحة، وفيما يأتي ذلك:
شاهد أيضًا: هل يجوز الحج عن الميت
شروط الوجوب
وهي عبارة عن الشروط التي إن توافرت في الملم وجب عليه أداء مناك الح، وفيما يأتي ذكرها:[1]
- الإسلام: فالحج أحد أركان الإسلام وهو فرض عينٍ على المسلمين جميعًا، وأمّا الكافر فهو غير معنيّ بهذه الأركان.
- العقل: فمن رحمة الله جلّ وعلا بعباده أنّه أسقط التكليف والفرائض عن غير العاقل ومن بينها فريضة الحج.
- البلوغ: حال الحج كحال جميع الفرائض في الدين الإسلاميّ فهي غير واجبة على الطفل حتى يبلغ الحلم، وأمّا من حجّ في صغره فلم تسقط عنه فريضة الحج.
- الحريّة: فقد أسقط الإسلام فريضة الحج عن العبد حاله كحال الجهاد، فإنّ أصبح حُرًا وجب عليه الحج.
- الاستطاعة: وتشتمل الاستطاعة المادية وهي توافر المال والطعام والشراب ووسيلة النقل، والاستطاعة البدنية وهي الصحة والسلامة وأمن الطريق، والاستطاعة الإدارية كسماح البلاد له بالحج، ويضاف إليها وجود المحرم للمرأة.
شاهد أيضًا: هل يجوز للمرأة الحج بدون محرم
شروط الصحة
وهي عبارة عن الشروط التي لا بدَّ من مراعتها عند أداء مناسك الحجِّ ليكون الحجُّ صحيحًا، وفيما يأتي ذكرها:[2]
- حلول وقت الحج: فالحج له وقت مخصص وأشهرٌ لا يصح الحج إلّا فيها، وهي من بداية شهر شوال حتى العاشر من ذي الحجة، وقد ورد ذكر وقت الحج في قوله تعالى: “الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَعْلُومَاتٌ”.
- المكان المخصص للحج: فللحج مكانٌ مخصص يقصده المسلمون لأداء فريضة الحج ألا وهو الكعبة المشرفة وجبل عرفات، فمن شروط صحة الحج الطواف حول الكعبة والوقوف على جبل عرفات، فمن طاف بغير الكعبة أو وقف في مكانٍ غير جبل عرفات لم يصح حجه.
- الإحرام: وهو نية الدخول في وقت أداء فريضة الحج والذي يكون بالامتناع عم لبس المخيط والامتناع عن الحلق وقصّ الأظافر والتطيب والجماع وغيرها، فقد قال تعالى: “الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَعْلُومَاتٌ فَمَنْ فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ فَلَا رَفَثَ وَلَا فُسُوقَ وَلَا جِدَالَ فِي الْحَجِّ وَمَا تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ يَعْلَمْهُ اللَّهُ ۗ وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَىٰ ۚ وَاتَّقُونِ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ”.
شاهد أيضًا: هل يجوز الحج عن الميت
شروط الحج للمرأة في الإسلام
بالإضافة إلى الشروط الابقة، هناك عددصا من الشروط الخاصة التي لا بدَّ من أن تتوفر في المرأة عند حجِّها، وفيما يأتي ذكرها بحب المذاهب الإسلامية الأربعة:[3]
- المذهب الحنفي:
- يجب عند فقهاء الحنفية أن يرافق المرأةً عند حجِّها زوجًا أو محرمًا إن كان بينها وبين مكة مسيرة ثلاثة أيام، ولا فرق في ذلك بين الشابة والعجوز.
- أن لا تكون المرأة عند حجِّها معتدة.
- المذهب المالكي:
- وجوب وجود مُحرمٍ، أو زوجٍ، أو مجموعةٍ من الرِّفقة المأمونة.
- تيسير الركوب إن كانت المسافة بعيدةً، وتُقدَّر المسافة البعيدة بالمسافة التي تُلحِق المَشقّة بها.
- ألّا تكون المرأة مُعتدّةً من طلاقٍ، أو وفاةٍ؛ لأنّ وجودها في بيت العِدّة واجبٌ، فإن أَحرمت للحَجّ، صحّ إحرامها مع الإثم، ووجب عليها إتمام الحَجّ.
- المذهب الشافعي:
- وجوب وجود زوجٍ، أو مُحرمٍ، ولو بأُجرةٍ عند القدرة عليها، أو وجود نسوةٍ ثِقاتٍ لا يقلّ عددهنّ عن اثنتَين في الحَجّ المفروض بخِلاف النَّفل؛ فلا تجوز الرِّفقة، ويجوز للمرأة الخروج وحدها لأداء حَجّ الفرض إن أَمِنت الطريق.
- وجود الراحلة لها؛ سواء كانت المسافة بعيدةً، أو قريبةً، وأن تكون الراحلة مُجهَّزةً بما لا بُدّ منه للسفر، كالخيمة للسَّتر.
- المذهب الحنبلي:
- وجوب وجود مُحرمٍ، أو زوجٍ للمرأة.
أحكام حجِّ المرأة الحائض
تُؤدّي المرأة الحائض أو النفساء أعمال الحَجّ جميعها إلّا الطواف، ولا تسعى بين الصفا والمروة؛ لأنّ السَّعي يجب بعد الطواف، وإن أصابها الحيض عند الإحرام، فإنّها تُحرِم؛ لعدم اشتراط الطهارة له، ولو حاضت بعد الطواف وقبل السَّعي؛ جاز لها السَّعي؛ لعدم اشتراط الطهارة له.[4]
وبذلك تمَّ الوصول إلى هذا المقال شروط الحج للمرأة في الإسلام، والذي تمَّ فيه بيان شروطِ الحجِّ، كما تمَّ بيان الشروطِ الخاصة بالمرأة، وفي الختام تمَّ بيان كيفية حجِّ المرأةِ الحائض.