حكم الحج على المستطيع فالحج هو ركن من أركان الإسلام، وقد فرض الله تعالى الحج على المستطيع من عباده، وعلى المستوفي لشروطه، فالواجب أن يستطيع الشخص الحج حتى يذهب إليه، وفي مقالنا التالي سوف نتعرف على حكم الحج على المستطيع له، والأحاديث النبوية التي تدل على ذلك.
حكم الحج على المستطيع
الحج ركن من أركان الإسلام، وفرض من فروضه، والحج واجب في حال تحقق شروطه، ويؤثم المسلم بتأخيره، إن هو آخره وهو قادر على أدائه، وهذا مذهب الحنابلة والمتأخرين من المالكيّة، وقال به الشوكاني وابن باز وابن عثيمين، قال تعالى: {وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا}[1]، ومن جحد وجوب الحج فهو كافر، وقد أمر الله تعالى عباده بالاستباق إلى الخيرات، والمسارعة إلى المغفرة والجنات، فالتأخير خلاف ما أمر الله تعالى به، والأصل أن يكون الحج على الفَوْر للشخص المستطيع له، لذا غضب النبي -صلى الله عليه وسلم- في غزوة الحديبية حين أمرهم بالإحلال للحج وتباطؤوا، والسبب في مباشرة الحج متى ما استطاع له الشخص سبيلا، أن الإنسان لا يدري ما يحدث له، فقد يطرأ عليه العجز عن القيام بأوامر الله تعالى، ولو أخّر الحج عن السنة التي يستطيع إتيانه بها، ربما يمتد به العمر وهو لم يحج بعد، وقد يموت فيفوت الفرض، وتفويت الفرض حرام شرعًا.[2]
شاهد أيضًا: هل يجوز الحج في حملة الراجحي
شروط وجوب الحج
هناك عدد من الشروط التي يجب أن يستوفيها الشخص حتى يجب عليه الحج وهي:[3]
- الإسلام، فغير المسلمين ليس عليهم حج، ولا يُقبل منهم لو أتوا به، فالإسلام شرط أساسي لصحة الحج.
- التكليف، وهو أن يكون المسلم بالغًا عاقلاً، فالصغير لا يجب عليه الحج لأنه غير مكلف، ولكنه لو حجّ قُبل منه، ولكن لا يسقط عنه، وعليه أن يحج مرة أخرى بعد بلوغه.
- الحرية، فلا يجب الحج على العبد المملوك؛ لأنه غير مستطيع له.
- الاستطاعة، فمتى ما توفر المال وجب الحج على الشخص على الفور، فإذا كان المسلم غير قادر على أداء الحج ببدنه أو بماله لم يجب عليه الحج لعدم استطاعته.
الحكمة من مشروعية الحج
هناك عدد من الحكم التي لأجلها شرع الله تعالى فريضة الحج على عباده، ومن هذه الحكم:[4]
- تحقيق توحيد الله تعالى، فالحج هو موسم لتوحيد الله تعالى وذكره والإكثار من الخيرات والدعاء فيه، وتوحيد الله تعالى يكون من خلال تلبية الحجيج أثناء أدائهم للحج.
- إظهار افتقار العبد إلى ربه، فالحاج يبتعد عن التزيّن والترفه، ويلبس لباس الإحرام، ويتجرّد عن الدنيا وزينتها، فيُظهر عجزه ومسكنته، ويكون في أثناء مناسك الحج ضارعًا لربه عز وجل، مفتقرًا إليه، ذليلاً بين يديه.
- تحقيق تقوى الله تعالى، من خلال الابتعاد عن محظورات الإحرام.
- تهذيب النفس البشرية، فالحج موسم عظيم تتهذب به النفس البشرية بالابتعاد عن الرفث والفسق والفجور.
- في الحج تذكير بالآخرة، ووقوف للعباد بين يدي الله تعالى يوم القيامة، فالمشاعر تجمع الناس من مختلف الأجناس والطبقات في زيّ واحد، وفي مكان واحد، يلبّون لربهم وهو مشهد عظيم يشبه الوقوف بين يدي الله تعالى يوم القيامة.
- تربية الأمة على معاني الوحدة، ففي الحج تختفي الفوارق بين الناس من الغنى والفقر، والجنس واللون وغير ذلك، وتتوحد مشاعرهم تجاه خالقهم.
- الحج فيه شكر لله تعالى لنعمة المال وسلامة البدن، حيث يُجهد الإنسان نفسه، وينفق ماله في سبيل التقرب إلى الله تعالى.
شاهد أيضًا: من شروط وجوب الحج والعمره
في نهاية مقالنا تعرفنا على حكم الحج على المستطيع واجب على الشخص المستطيع، وعليه في هذه الحالة أو يؤدي مناسك الحج على الفور وأن لا يؤخرها أبدًا لأي سبب كان، وتعرفنا على شروط وجوب الحج: وهي الإسلام، البلوغ، الحرية، الاستطاعة، وأخيرًا تعرفنا على الحكمة التي لأجلها شرع الله تعالى فريضة الحج.