ما هو الوقت المستحب للوقوف بعرفة سؤالٌ يتداوله المسلمين فيما بينهم، ويتساءلون عن إجابته، فلا شكَّ في أنَّ الحج هو من أهم العبادات التي يمكن للإنسان المسلم أن يؤديها، فهو فريضة الله تعالى التي تغسل ذنوب المؤمن وخطاياه، وتقرّبه من الله عزَّ وجل وتزيد في تقواه، والحج كغيره من العبادات له أحكام ومناسك وأركان لابدَّ للمسلم أن يؤديها بشكل صحيح وسليم، ولعلَّ أهم هذه المناسك هو الوقوف بعرفة، فما هو الوقوف بعرفة وما هو أفضل أوقاته، وما حكم من فاته عرفة وما شروط الوقوف بعرفة، أسئلة سنجيب عنها ونوضّحها في هذا المقال.
ما هو الوقت المستحب للوقوف بعرفة
الوقت المستحب للوقوف بعرفة هو ما بين غروب شمس اليوم عرفة وطلوع فجر يوم النحر، وهما اليوم التاسع والعاشر من شهر ذي الحجة، والوقت المحدد لعرفة عند أئمة الحنابلة هو منذ طلوع فجر يوم عرفة إلى طلوع فجر يوم النحر على أن يقف الحاج ليلًا في عرفة فإن نزل من عرفة قبل غروب الشمس عليه كفارة دم لعدم أدائه أحد مناسك الحج وهو الوقوف بعرفة ليلًا، أمّا من وقف ليلًا بعد زوال شمس يوم عرفة وأفاض قبل طلوع فجر يوم النحر فحجّه صحيح ووقوفه في عرفة صحيح وليس عليه شيء وذلك بإجماع من الأئمة الأربعة، ودليل ذلك ورد في قول رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: “من شهدَ صلاتَنا هذه ووقفَ معنا حتى ندفعَ وقد وقفَ قبل ذلك بعرفةَ ليلًا أو نهارًا فقد تم حجُّه وقضَى تفثَه”[3]، أمّا عن الوقوف بمزدلفة فهو من واجبات الحج وكفارة من لم يقف في مزدلفة دم وذلك واجب لتكفير ما فاته سواء أكان عدم وقوفه فيها لجهل أو لمرض أو لغير ذلك.[4]
اقرأ أيضًا: حكم صيام العشر من ذي الحجة بنية القضاء
ما حكم الوقوف بعرفة
إنَّ الوقوف بعرفة هو أعظم أركان الحج فمن فاته الوقوف بعرفة بشكل كامل دون أن يمرّ مرورًا حتى لو لحظة واحدة فقد فاته الحج، وعليه في هذه الحالة التحلل من إحرام الحج بعمرة، فيطوف ويسعى ويحلق أو يقصّر، كما عليه القضاء في العام الذي يليه، وإذا كان تخلّفه عن الوقوف بعرفة لغير عذر فوجبت عليه التوبة الصادقة، وقد قال النووي رحمه الله: ” فإذا أحرم بالحج ، فلم يقف بعرفة حتى طلع الفجر من يوم النحر فقد فاته الحج بالإجماع “.[5]
شاهد أيضًا: حكم طواف الوداع في الحج
شروط الوقوف بعرفة
ليكون وقوف الحاج في عرفة صحيحًا سليمًا، لابدَّ له من تحقيق بعض الشروط وهي:[6]
- أن يكون الوقف ضمن أرض عرفة، ولا يشترط مكانًا محددًا فيها فكلّ عرفة موقف للحجاج ولا فرق بين أمكانها.
- أن يكون وقوف الحاج ضمن الأوقات المحددة للوقوف في عرفة، فلا يصحّ الوقوف بعرفة بعد فوات يوم عرفة أو قبل يوم عرفة.
- يُستحب للحاج الواقف في عرفة أن يكون طاهرًا، لكنَّ وقوفه على غير طهارة لا يبطل حجه أو ينقصه.
- لا يُشترط على الواقف بعرفة استقبال القبلة.
- من وقف في عرفة وهو نائم فذلك مقبول ولا يبطل الحج.
- يُقبل الوقوف بعرفة لمن أغمي عليه؛ وذلك لتحقق شرط الوجود في عرفة في اليوم والوقت المحدد.
- يُفضل عدم صيام الحجاج الواقفين بعرفة لما في الحج من مشقّة.
شاهد ايضًا: وقت خطبة عرفة وأفضل وقت للدعاء في يوم عرفة
وبههذا نكون قد وصلنا إلى نهاية المقال الذي عرّفنا بأعظم مناسك وفرائض الحج وهو الوقوف بعرفة، كما وضّح لنا الوقت المستحب للوقوف بعرفة، وحكم الوقوف بعرفة أو فوات الوقوف على الحاج، كما بيّنا أهم الشروط التي يجب تحققها ليكون الوقوف بعرفة صحيحًا.