ما المقصود بالليالى العشر حيث أن فضل الليالي العشر كبير، حيث قال النبي صلى الله عليه وسلم: (مَا مِنْ أَيَّامٍ أَعْظَمَ عِنْدَ اللَّهِ وَلاَ أَحَبَّ إِلَيْهِ مِنَ الْعَمَلِ فِيهِنَّ مِنْ هَذِهِ الأَيَّامِ الْعَشْرِ فَأَكْثِرُوا فِيهِنَّ مِنَ التَّهْلِيلِ وَالتَّكْبِيرِ وَالتَّحْمِيدِ)، ويجب علينا في هذه الليالي الكثرة من صالح الأعمال وأفضل هذه الأعمال هو قيام الليل، فالتعبد لله عن طريق قيام الليل في الليالي العشر من ذي الحجة له فضل كثير وثواب كبير، وعبر موقع محتويات سيتم التعرف على العشر من ذي الحجة.
ما المقصود بالليالى العشر
إن مفسرين القرآن الكريم ذهبوا إلى أن المقصود بالليالي العشر هن العشر الأوائل من شهر ذي الحجة، لما رُوِيَ عَنْ جَابِرٍ رضي الله عنه أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ واله وَسَلَّمَ قَالَ: (وَالْفَجْرِ وَلَيَالٍ عَشْر) قَالَ: (عَشْرُ النَّحْرِ، وَالْوَتْرُ يَوْمُ عَرَفَةَ، وَالشَّفْعُ يَوْمُ النَّحْر)، فبمجرد انتهاء شهر ذي القعدة تبدأ العشر الأيام الأولى من شهر ذي الحجة، وتبدأ معهم أول ليلة من ليالي ذي الحجة.[1]
تفسير قوله تعالى والفجر وليالي عشر
الفجر مطلقًا هو النـور الساطع، الذي يسطع في الاتجاه الشرقي عند القرب من طلوع الشمس، وبين الفجر وبين طلوع الشمس تقريبًا ساعة واحدة وحوالي اثنين وثلاثين دقيقة إلى سبعة عشر دقيقة، ويختلف الفجر باختلاف فصول السنة، ووقت بزوغ الشمس يختلف أيضًا، ويمكن أن يطول الوقت بين الفجر وطلوع الشمس أحيانًا، وأحيانًا يقل الوقت حسب الفصول.
والفجر ينقسم إلى فجر كاذب، وفجر صادق والمقصود بالفجر هنا الفجر الصادق، حيث يوجد ثلاث اختلافات بين الفجر الصادق والفجر الكاذب، وهذه الاختلافات كما يلي:-
- الاختلاف الأول: الفجر الكاذب يسطع مستطيلًا في السماء أي لا يسطع بالعرض ولكن يسطع طولًا.
- الاختلاف الثاني: أن الفجر الصادق لا يأتي ظلام بعده، بل يزداد الضوء حتى تطلع الشمس.
- والاختلاف الثالث: أن الفجر الصادق يجب أن يكون متصل بالأفق، ولكن الفجر الكاذب يكون بينه وبين الأفق ظلام، وأقسم الله سبحانه وتعالى بالفجر لأنه بداية النهار، وهو نقطة الانتقال من الظلام الدامس إلى الفجر الساطع، كما قال الله تبارك وتعالى: “قل أرأيتم إن جعل الله عليكم الليل سرمدًا إلى يوم القيامة من إله غير الله يأتيكم بضياء أفلا تسمعون”
وإن في قولة عز وجل ” وَالْفَجْرِ ، وَلَيَالٍ عَشْرٍ” قسْم والليالي العشر هي من الأشياء التي أقسم الله تعالى بها، واختُلف في معناها، فهناك بعض من العلماء قالوا أن المراد بالليالي العشر الأيام الأولى من شهر ذي الحجة، وتم إطلاق لفظ الليالي على الأيام، لوسع اللغة العربية، قد تطلق كلمة الليالي أحيانًا ويراد بها الأيام، وتطلق الأيام ويراد بها الليالي.
ويقولون إن المراد بالليالي العشر، العشر أيام الأولى من ذي الحجة، لأن عشر ذي الحجة أيام مباركة فاضلة يضاعف الله فيهن الأعمال الصالحات، وقال فيها النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم (ما من أيام العمل الصالح فيهن أحب إلى الله من هذه الأيام العشر) قالوا: ولا الجهاد في سبيل الله؟ قال: (ولا الجهاد في سبيل الله إلا رجل خرج بنفسه وماله فلم يرجع من ذلك بشيء).
وقال البعض الآخر أن المراد بالليالي العشر، العشر ليالي الأخيرة من شهر رمضان الكريم، وقالوا بذلك لأن الأصل في المراد بالليالي أنها الليالي وليست الأيام، لأن اللفظ هنا صريح، وقالوا: إن الليالي العشر الأخيرة من رمضان فيهن أعظم ليلة وهي ليلة القدر التي ورد فضلها في الكتاب العزيز: حيث قال الله تعالى فيهن “خير من ألف شهر”.
وقال سبحانه وتعالي “إنا أنزلناه في ليلة مباركة إنا كنا منذرين، فيها يفرق كل أمر حكيم”، وهذا القول هو القول الراجح وأرجح من القول الأول مع أن القول الأول هو قول جمهور الفقهاء، لكن اللفظ لا يُرجح ما ذهب إليه جمهور الفقهاء، وإنما يرجح أنها الليالي العشر الأواخر من رمضان، أي القول الثاني.[2]
شاهد أيضًا: ماذا حدث في العشر الأوائل من ذي الحجة
فضل الفجر
إن فضل الفجر كبير وعظيم لا يتداركه الكثير من الناس، حيث قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (من صلى صلاة الصبح فهو في ذمة الله)، والمداومة على صلاة الفجر في موعدها تشكل علامة فارقة بين المؤمنين والمنافقين، حيث قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (أثقلُ الصلاةِ على المنافقينَ صلاةُ العشاءِ وصلاةُ الفجرِ ولو يعلمونَ ما فيهما لأَتَوْهُما ولو حَبْوًا).
وأيضًا من صلى الفجر فكأنه قام الليل كله، وأيضًا نبه رسول الله صلى الله عليه وسلم أن أجر صلاة الفجر كأجر الحج والعمرة، حيث قال صلى الله عليه وسلم (من صلى الغداة في جماعة، ثمّ قعد يذكر الله حتى تطلع الشمس ثم صلى ركعتين كانت له كأجر حجة وعمرة)، فإن صلاة الفجر غنيمة كبيرة لا يعادلها أي غنيمة من غنائم الدنيا وكنوزها.
وأيضًا تضمن صلاة الفجر للناس النجاة من النار حيث قال صلى الله عليه وسلم ( لن يلج النار أحد صلى قبل طلوع الشمس وقبل مغربها)، وتشهد الملائكة وتثني على من صلى الفجر حاضرًا بدليل قول الرسول صلى الله عليه وسلم (تجتمع ملائكة الليل وملائكة النهار في صلاة الفجر). فعلي المسلمين أن يواظبوا على صلاة الفجر في مواقيتها لما فيها من فضل وثواب كثير.
فضل الليالي العشر من ذي الحجة
لقد ورد عن الصحابة رضوان الله عليهم في فضل العشر ليالي من ذي الحجة قول رسول الله صلى الله عليه واله وسلم: “مَا مِنْ أَيَّامٍ الْعَمَلُ الصَّالِحُ فِيهَا أَحَبُّ إِلَى اللهِ مِنْ هَذِهِ الْأَيَّامِ” يَعْنِي أَيَّامَ الْعَشْرِ، قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ، وَلَا الْجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللهِ؟ قَالَ: “وَلَا الْجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللهِ، إِلَّا رَجُلٌ خَرَجَ بِنَفْسِهِ وَمَالِهِ، فَلَمْ يَرْجِعْ مِنْ ذَلِكَ بِشَيْءٍ”.، فلقد بين لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم فضل هذه الليالي المباركة.
شاهد أيضًا: متى يبدا صيام العشر الاوائل من ذى الحجة .. كم باقي على ذي الحجة
ما هي الليالي العشر التي ذكرت في سورة الفجر
اتفق جمهور الفقهاء وجمهور المفسرين على أن الليالي العشر المذكورة في سورة الفجر، هن العشر الأوائل من ذي الحجة، واستندوا على قولهم هذا بأن لفظ (ليالي) قد يطلق أحيانًا ويراد به الأيام، وهذا الاستناد ضعيف، وذهب رأي آخر إلى أن الليالي العشر المذكورة في سورة الفجر هن العشر الأواخر من شهر رمضان الكريم، وقالوا ان دلالة اللفظ صريحة، واستندوا على أنه المراد بهم هو العشر الأواخر من شهر رمضان وجود ليلة القدر بهم.[3]
وفي النهاية نكون قد عرفنا ما المقصود بالليالى العشر فلقد فضل الله الأمة الإسلامية عن باقي الأمم، ومنَّ عليها بالكثير من النعم كالأيام والليالي المباركات التي يتضاعف فيهن العمل الصالح لتصبح الحسنة بعشر أمثالها، ومن ضمن هذه الأيام عشر ذي الحجة، ففيهن يغفر الله لمن يشاء من عباده، ويضاعف الحسنات لمن يشاء.