ماذا يقال للمعتمر ، هو عنوان هذا المقال، ومن المعلوم أنَّ الله -عزَّ وجلَّ- شرع للمسلمِ أداء أفعالٍ مخصوصة بمكانٍ مخصوص، والتي تُسمى هذه العبادة بالعمرةِ، وفيه سيتم بيان ما يقال للمعتمر بعد عودته من العمرة، كما سيتم ذكر بعض الأدعية التي يدعوا بها المعتمر في طوافه حول الكعبة وعند السعي بين الصفا والمروة، كما سيتم بيان حكم العمرة عند الأئمة الأربعة.
ماذا يقال للمعتمر
لم يرد في السنة النبوية المطهرة ولا في كتاب الله -عزَّ وجلَّ- ذكرٌ مخصوصٌ يُقال لمن أدَّى مناسك العمرةِ، لكنَّه ورد عن عبدالله بن عمر -رضي الله عنه- أنَّه كان يقولُ للعائدِ من الحجِّ: “تقبل الله سعيك وأعظم أجرك، وأخلف نفقتك”، وبناءً على ذلك فيُمكن تهنئةَ المسلمِ المعتمرَ بعد عودته بالدعاءِ له بقبول عمرته وأن يعظمَ الله أجره، وأن يُخلف عليه ويعوِّضه بما أنفق.[1]
شاهد أيضًا: هل يجوز العمرة عن الميت.
ماذا يدعوا المعتمر عند الطواف
يسنُّ للمعتمر أن يدعوا الله -عزَّ وجلَّ- في طوافه بعددٍ من الأدعية، وفي هذه الفقرة من هذا المقال، سيتمُّ ذكرها، وفيما يأتي ذلك:
- يُستحب للمعتمرِ عند بدئ الطواف أن يقومَ بالتكبيرِ، ودليل ذلك ما رُوي عن عبدالله بن عباس -رضي الله عنه- حيث قال: “أنَّ رَسولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ طَافَ بالبَيْتِ وهو علَى بَعِيرٍ، كُلَّما أَتَى علَى الرُّكْنِ أَشَارَ إلَيْهِ بشيءٍ في يَدِهِ، وكَبَّرَ”.[2]
- يُستحب للمسلم أن يدعوا بين الحجر الأسودِ والركنِ اليماني، بما يأتي:[3]
- ما رُوي عن أنس بن مالك -رضي الله عنه- حيث قال: “اللَّهُمَّ رَبَّنَا آتِنَا في الدُّنْيَا حَسَنَةً، وفي الآخِرَةِ حَسَنَةً، وقِنَا عَذَابَ النَّارِ”.[4]
- ما رُوي عن عبدالله بن عمر -رضي الله عنه-: “اللهم إني أسألُك العافيةَ في الدنيا والآخرةِ”.[5]
- يدعوا المسلم عند الحجر الأسود بما دعا به ابن عمر، حيث رُوي عن نافع مولى ابن عمر -رضي الله عنه-: “كانَ ابنُ عمرَ إذا استلمَ الحجرَ قالَ اللَّهمَّ إيمانًا بكَ وتصديقًا بكتابِكَ وسنَّةِ نبيِّك ثمَّ يصلِّي على النَّبيِّ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّم”.[6]
شاهد أيضًا: تفسير الأرواح جنود مجندة ما تشابه منها ائتلف وما تشابه منها اختلف
ماذل يدعوا المعتمر عند السعي بين الصفا والمروة
لقد ورد عددٌ من الأحاديث النبوية التي تبيِّن ما يقال عندَ سعي المعتمر بين الصفا والمروة، وفيما يأتي بيان ذلك:[7]
- يُستحب للمسلم عند بلوغه للسعي أن يتلوا قول الله تعالى: “إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِن شَعَائِرِ اللَّهِ ۖ فَمَنْ حَجَّ الْبَيْتَ أَوِ اعْتَمَرَ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِ أَن يَطَّوَّفَ بِهِمَا ۚ وَمَن تَطَوَّعَ خَيْرًا فَإِنَّ اللَّهَ شَاكِرٌ عَلِيمٌ”.[8]
- رُوي عن جابر بن عبدالله -رضي الله عنه- أنَّه قال: “ثُمَّ خَرَجَ مِنَ البَابِ إلى الصَّفَا، فَلَمَّا دَنَا مِنَ الصَّفَا قَرَأَ: {إنَّ الصَّفَا والْمَرْوَةَ مِن شَعَائِرِ اللَّهِ} أَبْدَأُ بما بَدَأَ اللَّهُ به فَبَدَأَ بالصَّفَا، فَرَقِيَ عليه، حتَّى رَأَى البَيْتَ فَاسْتَقْبَلَ القِبْلَةَ، فَوَحَّدَ اللَّهَ وَكَبَّرَهُ، وَقالَ: لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لا شَرِيكَ له، له المُلْكُ وَلَهُ الحَمْدُ وَهو علَى كُلِّ شيءٍ قَدِيرٌ، لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ، أَنْجَزَ وَعْدَهُ، وَنَصَرَ عَبْدَهُ، وَهَزَمَ الأحْزَابَ وَحْدَهُ ثُمَّ دَعَا بيْنَ ذلكَ، قالَ: مِثْلَ هذا ثَلَاثَ مَرَّاتٍ، ثُمَّ نَزَلَ إلى المَرْوَةِ، حتَّى إذَا انْصَبَّتْ قَدَمَاهُ في بَطْنِ الوَادِي سَعَى، حتَّى إذَا صَعِدَتَا مَشَى، حتَّى أَتَى المَرْوَةَ، فَفَعَلَ علَى المَرْوَةِ كما فَعَلَ علَى الصَّفَا”.[9]
- يجوز للمعتمر أن يدعوا بما شاء من خيري الدنيا والآخرة.[10]
شاهد أيضًا: تفسير يمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين
حكم العمرة
تباينت آراء أهل العلم في حكمِ أداء العمرةِ، وفي هذه الفقرة من هذا المقال ماذا يقال للمعتمر، وفيما يأتي ذكر هذه الأقوال:[11]
- القول الأول: ذهب الإمام أبو حنيفة والإمام مالك إلى أن العمرة أمر مستحب في الشريعة الإسلامية.
- القول الثاني: ذهب الإمام الشافعي والإمام أحمد بن حنبل إلى وجوب العمرة في الشريعة الإسلامية.
وبذلك تم الوصول إلى ختام هذا المقال، والذي يحمل عنوان ماذا يقال للمعتمر ، وفيه تم بيان أنه لم يرد في القرآن الكريم ولا في السنة النبوية ما يدل على ذلك، كما تم بيان الأدعية التي يدعوا بها المسلم عند الطواف وعند السعي بين الصفا والمروة، وفي ختام هذا المقال تم ذكر حكم العمر.