فضل قراءة القرآن في عشر ذي الحجة، لقد بيَّن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أنَّ أيام ذِي الحجةِ هي أفضلُ أيامِ الدنيا، وقد حثَّ المسلمينَ على الأعمالِ الصالحةِ فيها، ومعلومٌ أنَّ من الأعمالِ الصالحةِ قراءةُ القرآنِ، لكن هل هناكَ فضلٌ مخصوصٌ لقراءةِ القرآنِ في هذه الأيامِ؟ وما هو هذا الفضلُ؟ وما هي الأعمال المستحبةُ في هذه الأيام؟ كلُّ هذه الأسئلة سيجد القارئ الإجابة عليها في هذا المقال الذي يطرحه موقع محتويات.
فضل قراءة القرآن في عشر ذي الحجة
لا أعلمُ أنَّ هناكَ فضلا مخصوصاً لقراءةِ القرآنِ الكريمِ في ذي الحجةِ، لكنَّ قراءةَ القرآنِ من جملةِ الأعمالِ الصالحةِ التي يُستحبُ الإكثار منها في ذِي الحجةِ، ولا بأس في هذا المقام من بيانِ فضلِ قراءةِ القرآنِ الكريمِ بشكلٍ عامٍ:
نيل الأجر والثواب
لقد رتب الله -عزَّ وجلَّ- للمسلمينَ على قراءةِ القرآنِ الكريمِ، أجرًا وثوابًا، حيث قال الله تعالى في كتابه المجيد: (إِنَّ ٱلَّذِينَ يَتْلُونَ كِتَٰبَ ٱللَّهِ وَأَقَامُواْ ٱلصَّلَوٰةَ وَأَنفَقُواْ مِمَّا رَزَقْنَٰهُمْ سِرًّا وَعَلَانِيَةً يَرْجُونَ تِجَٰرَةً لَّن تَبُورَ* لِيُوَفِّيَهُمْ أُجُورَهُمْ وَيَزِيدَهُم مِّن فَضْلِهِۦٓ ۚ إِنَّهُۥ غَفُورٌ شَكُورٌ).[1]
الحرز والحماية
أنَّ الله -عزَّ وجلَّ- يحفظُ قارئ القرآنِ في الدنيا والآخرة، كما جاء ذلك في تفسيرِ الإمامِ القشيري لقول الله تعالى: (وَإِذا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ جَعَلْنا بَيْنَكَ وَبَيْنَ الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ حِجاباً مَسْتُوراً).[2]
شاهد أيضًا: متى يبدأ التكبير في عشر ذي الحجة ومتى ينتهي
مضاعفة الثواب
لقد بيَّن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أنَّ قارئ القرآنِ أجره مضاعفٌ، حيث قال: (منْ قرأَ حرفًا من كتابِ اللهِ فله به حسنةٌ ، والحسنةُ بعشرِ أمثالِها لا أقولُ آلم حرفٌ ، ولَكِن ألِفٌ حرفٌ، ولامٌ حرفٌ، وميمٌ حرفٌ).[3]
نيل درجة الكرام السفرة الكرام البررة
ومن فضائلِ قراءة القرآنِ الكريمِ، أنَّ الله -عزَّ وجلَّ- قد أكرمَ المتقنَ فيهِ بنيلِ درجةِ السفرة وهم الرسل، والبررة وهم المطيعونَ، وقد جاء ذلك صراحةً في قول رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: ( مَثَلُ الذي يَقْرَأُ القُرْآنَ وهو حافِظٌ له، مع السَّفَرَةِ الكِرامِ البَرَرَةِ، ومَثَلُ الذي يَقْرَأُ وهو يَتَعاهَدُهُ، وهو عليه شَدِيدٌ؛ فَلَهُ أجْرانِ).[4]
نيل الشفاعة يوم القيامة
ومن الفضائل التي بينتها السنة النبوية المطهرة لقراءة القرآنِ الكريمِ، هو أنَّ قارئَ القرآنِ ينالُ الشفاعة يومَ القيامة، حيث قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (اقْرَؤُوا القُرْآنَ فإنَّه يَأْتي يَومَ القِيامَةِ شَفِيعًا لأَصْحابِهِ).[5]
نيل أعلى الدرجات في الجنة
لقد بيَّن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أنَّ درجةَ قارئ القرآنِ في الجنةِ تكونُ عند آخرِ آيةٍ يقرؤها، حيث قال: (يُقالُ لصاحِبِ القرآنِ اقرأ وارتَقِ ورتِّل كما كنتَ ترتِّلُ في الدُّنيا فإنَّ منزلَكَ عندَ آخرِ آيةٍ تقرؤُها).[6]
شاهد أيضًا: رغب الرسول صلى الله عليه وسلم في قراءة القرآن الكريم
الأعمال المستحبة في عشر ذي الحجة
ولا بأس في هذا المقام من ذكرِ بعضِ الأعمال الصالحة التي يُستحبُّ للمسلمِ فعلها في ذِي الحجةِ، وفيما يأتي ذلك:[7]
- أداء مناسك الحجِّ والعمرة: إنَّ أفضلَ عملٍ يقومُ بهِ المسلمَ في هذه الأيامِ المباركةِ، هو أداء مناسك الحجِّ والعمرةِ؛ إذ أنَّ النبيَّ -صلى الله عليه وسلم- قال: (العُمْرَةُ إلى العُمْرَةِ كَفَّارَةٌ لِما بيْنَهُمَا، والحَجُّ المَبْرُورُ ليسَ له جَزَاءٌ إلَّا الجَنَّةُ).[8]
- الصيام: وإنَّ من جملةِ الأعمالِ الصالحةِ المستحبةِ في ذِي الحجةِ، هو الصيام؛ لما لهذه العبادة من فضلٍ عظيمٍ، وقد اختصَّ النبيُّ -صلى الله عليه وسلم- صيامَ يومِ عرفة بمزيدس من العنايةِ، ورتَّب على صيامه فضلًا عظيمًا، ودليل ذلك ما رواه أبو قتادة حيث قال: (وَسُئِلَ عن صَوْمِ يَومِ عَرَفَةَ، فَقالَ: يُكَفِّرُ السَّنَةَ المَاضِيَةَ وَالْبَاقِيَةَ).[9]
- الصدقة: لقد حثَّ الله -عزَّ وجلَّ- على الصدقةِ، حيث قال الله تعالى: (يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُوٓاْ أَنفِقُواْ مِمَّا رَزَقْنَٰكُم مِّن قَبْلِ أَن يَأْتِىَ يَوْمٌ لَّا بَيْعٌ فِيهِ وَلَا خُلَّةٌ وَلَا شَفَٰعَةٌ ۗ وَٱلْكَٰفِرُونَ هُمُ ٱلظَّٰلِمُونَ)،[10] وتعدُّ الصدقةُ من جملةِ الأعمالِ الصالحةِ المستحبةِ في هذه الأيام الفضيلة.
- التكبير والتهليل والتحميد: يُستحبُّ للمسلمِ الإكثار من التحميدِ والتهليل والتكبيرِ في ذِي الحجةِ، وقد حثَّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- على هذه الأذكار بشكلٍ مخصوصٍ، حيث قال: (ما مِن أيَّامٍ أَعظَمَ عِندَ اللهِ، ولا أَحَبَّ إلَيهِ مِنَ العملِ فيهِنَّ مِن هذِه الأَيَّامِ العَشرِ؛ فأَكثِرُوا فيهِنَّ مِنَ التَّهليلِ، والتَّكبيرِ، والتَّحميدِ).[11]
شاهد أيضًا: فضل الصدقة في عشر ذي الحجة
هل قراءة القرآن أفضل من التكبير في ذي الحجة
وهنا يتمُّ طرحُ مسألةٍ مهمة، هل قراءةُ القرآنِ في ذِي الحجةِ أفضلُ من التكبيرِ؟ أم أنَّ التكبيرَ أفضلَ؟ وهنا يُمكن القولُ بأنَّ قراءةَ القرآنِ في ذِي الحجةِ أفضلُ من التكبيرِ؛ إذ أنَّ القرآنَ يشمل جميع الأذكارِ من تهليلٍ وتحميدِ وتكبيرٍ، والله تعالى أعلى وأعلم.[12]
وبذلك تمَّ الوصول إلى ختام هذا المقال، والذي يحمل عنوان فضل قراءة القرآن في عشر ذي الحجة، وفيه تمَّ بيانُ أنَّه ليس هناكَ فضلٌ مخصوصٌ لقراءة القرآنِ في هذه الأيامِ، ثمَّ تمَّ بيانُ فضلِ قراءةِ القرآنِ، ثمَّ تمَّ ذكر بعض الأعمال المستحبة في هذه الأيام المباركة.
المراجع
- ^ سورة فاطر: , آية 29-30
- ^ سورة الإسراء: , آية 45
- ^ صحيح الترمذي، , الألباني، عبد الله بن مسعود، 2910، صحيح
- ^ صحيح البخاري، , البخاري، عائشة أم المؤمنين، 4937، صحيح
- ^ صحيح مسلم، , مسلم، أبو أمامة الباهلي، 804، صحيح
- ^ صحيح أبي داوود، , الألباني، عبدالله بن عمرو، 1464، صحيح
- ^ saaid.net , عشر ذي الحجة فضائلها والأعمال المستحبة فيها , 25/05/2024
- ^ صحيح البخاري، , البخاري، أبو هريرة، 1773، صحيح
- ^ صحيح مسلم، , مسلم، أبو قتادة الحارث بن ربعي، 1162، صحيح
- ^ سورة البقرة: , آية 254
- ^ تخريج المسند، , شعيب الأرناؤوط، عبدالله بن عمر، 5446، صحيح
- ^ islamweb.net , قراءة القرآن في عشر ذي الحجة أفضل أم التكبير , 25/05/2024