صفات خديجة رضي الله عنها من أهم المعلومات التي سيتم بيانها في هذا المقال، فمن الجدير بالذّكر أنه قد اشتهرت زوجات الرسول صلى الله عليه وسلم بصفات عديدة وفضائل العظيمة ولا شك أن هذه الفضائل متعلقة برسول الله، وهذا القرب قد أهّل نسائنا الكرام وأمثال نبينا المؤمنين بالنساء في الأخلاق والسلوك والقيم النابعة من تعاليم الشريعة والقيم الإسلامية المنبثقة عن الإسلام وتعاليم الشريعة الإسلامية وهدي نبينا وصلى الله عليه وسلم.
السيدة خديجة رضي الله عنها
وقبل الحديث عن صفات خديجة رضي الله عنها جدير بالذّكر إلى أن اسمها هي خديجة بنت خويلد بن نوفل، من بني أسد بن عبد العزى، من قريش، كان والدها زعيم قومه، ورئيس قبيلته، ومسؤولاً مطيعًا يخافه الجميع، بسبب كرمه وشجاعته ومكانته الرفيعة في قبيلته، وكان أخوه الذي لم يسير في طريقه حكيمًا وواثقًا، وكانت رضي الله عنها تفتخر بقوة والدها، وحكمة عمها، وعلاقتهما مع النبي -صلى الله عليه وسلم- في الحث على البعد عن شرك الله وعبادة الأصنام.
تزوجت رضي الله عنها بأبي هالة ومن تزوجت بزرارة من عتيق بن عيد حتى وفاته وورثت منهم الكثير من المال والتجارة الشعبية، وكان من التجار، فجمع سمعته الطيبة، وهرع القوم بفقدان أبي هالة وعتيق وكانت سمعته الحسنة متفقة مع انتشار نسمعة الرسول الملقب بالأمين – صلى الله عليه وسلم – فحثها على إرسال عرض التجارة إليه والخروج للتجارة وإرسال خادمه معه لتسهيل وكان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أذهل عمله بالإضافة إلى ما رآه من بحيرة الكاهن، نقل ما رآه إلى خديجة فيما بعد، وعندما عاد – صلى الله عليه وسلم – من التجارة كانت أخلاقه حميدة، وصادقًا، وأمينًا، وعمل عملاً مباركًا فضاعفت له أرباحه وتزامن ذلك مع الرؤى التي رأتها ونقل ابن عمها لها مقالاً جيداً.
وعرفت خديجة حينها أن محمد هو الرجل المناسب لقضاء بقية حياتها معه، وأن هذا الزواج المبارك كان أمرًا غريبًا بالنسبة للرئيس مكة، أنجبت النبي – صلى الله عليه وسلم – زينب ورقية وأم كلثوم وفاطمة فرجع وطلب من أهله الالتحاق به كان هناك عناق دافئ غرس السلام والأمن في قلبه، فتقول له: (واللَّهِ، لا يُخْزِيكَ اللَّهُ أبَدًا، واللَّهِ، إنَّكَ لَتَصِلُ الرَّحِمَ، وتَصْدُقُ الحَدِيثَ، وتَحْمِلُ الكَلَّ، وتُكْسِبُ المَعْدُومَ، وتَقْرِي الضَّيْفَ، وتُعِينُ علَى نَوائِبِ الحَقِّ)، ثم أخذ قطعة من الورق لابن عمه ليبشر بالنبوة ويحذره مما سيواجه شعبه تشرفت هاتين هانم بكونها أول من دخل دين الإسلام، وبعد ذلك صلى الله عليها وسلم كان نبينا صلى الله عليه وسلم خير نصير لها، ولكن بعد ذلك كانت ستتركه وتغادره تنتقل إلى رفيقها الأعظم في السنة العاشرة من رسالتها، وسميت هذه السنة بعام الحزن[1]
شاهد أيضًا: هل هاجرت السيدة خديجة مع الرسول
صفات خديجة رضي الله عنها
والدة المؤمنين خديجة بنت خويلد رضي الله عنها خُلقت وأهلت وزينت بالعديد من القيم الأخلاقية الفاضلة والمشرفة، والتعبير عن بعضها على النحو التالي: [2]
- العفة والنقاء كانت العفة والطهارة من الصفات المميزة والأخلاق التي تميز خديجة عن غيرها، رضي الله عنها، مع أن البيئة والبيئة كانت مليئة بالفجور والاشمئزاز، كانت البغايا تضعن علامات حمراء تدل على ذلك مكانهم، ولكن خديجة، على الرغم من المحيطين بها، كانت تسمى طاهرة.
- الحكمة والعقلانية اشتهرت هاتين رضي الله عنها بحكمتها كما وصفها باليقين والحصافة في كثير من المصادر التي يذكرها، وأحد المواقف التي تدل على الاستعانة بمحمد صلى الله عليه وسلم في علمه في شؤون الأعمال.
- الصدق والثقة كما تجلت حكمتها فيما بعد في قبولها بالوحي الذي نزل على محمد، فلم ينسب الوحي إلى الخرافات والأوهام، جاءت خديجة رضي الله عنها في المقدمة بدعمها لرسول الله صلى الله عليه وسلم والأمان الثمين والقيِّم الذي قدمته لهذا الخوف الذي كان فيه النبي الكريم.
- أيدته في أصعب المواقف الصعبة والظروف، ولذلك فإن الحصار مع رسول الله صلى الله عليه وسلم لما رفع الحصار خرج مع بني هاشم وبني عبد المطلب إلى الشعاب مكة عليهم ورغم كبر سنه استمر ثلاث سنوات وأشادت أروع نساء الأرض وهي السيدة خديجة رضي الله عنها من الفضائل التي تميزها عن غيرها حيث قال النبي صلى الله عليه وسلم: (حَسْبُكَ مِن نساءِ العالَمينَ مريمُ بنتُ عِمرانَ وخديجةُ بنتُ خُوَيلدٍ وفاطمةُ بنتُ مُحمَّدٍ وآسيةُ امرأةُ فِرعونَ).
فضل خديجة رضي الله عنها
تشرفت خديجة رضي الله عنها بحب رسول الله، فلم تتزوج منه طيلة حياتها، لأنها ضحت بأموالها وبنفسها لنشر الدعوة وكان لها قصر في الجنة، وهناك وصل إلى مكانة عالية وكان من أفضل نسائه، حيث يقول عبد الله بن عباس: عبد الله بن عباس رضي الله عنه: (خطَّ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم في الأرضِ خُطوطًا أربعةً قال: أتدرونَ ما هذا؟ قالوا: اللهُ ورسولُه أعلَمُ فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: أفضَلُ نساءِ أهلِ الجنَّةِ خديجةُ بنتُ خويلدٍ وفاطمةُ بنتُ مُحمَّدٍ ومريمُ بنتُ عِمرانَ وآسيةُ بنتُ مُزاحِمٍ امرأةُ فِرعونَ).[3]
شاهد أيضًا: معلومات عن عائشة رضي الله عنها
إسلام خديجة رضي الله عنها
عاد النبي – صلى الله عليه وسلم – من غار حراء في حالة ارتعاش وخوف بعد أن وصل إليه الوحي الأول قالت له: (كَلّا واللَّهِ ما يُخْزِيكَ اللَّهُ أبَدًا، إنَّكَ لَتَصِلُ الرَّحِمَ، وتَحْمِلُ الكَلَّ، وتَكْسِبُ المَعْدُومَ، وتَقْرِي الضَّيْفَ، وتُعِينُ علَى نَوائِبِ الحَقِّ) فأخذته المرأة إلى ابنة عمها ورقة بن نوفل النصرانية وعندئذ بشرهم ورقه أن ما جاء به وضربه هو الشريعة التي أنزلها الله على موسى وقفت خديجة هانم إلى جانب رسول الله صلى الله عليه وسلم.
أيدته في كل ما يضايقه ويضايقه، فكانت كلماتها تعزي قلبه، وتواسي وحدته، وثابرت على حماية الرسول – حفظه الله – سلموا عليه وسلموا عليه وكان يحرسه نهارًا وليلاً خوفًا من خيانة قريش فلما رجع رسول الله خائفًا مما رآه في الكهف؛ عاملته هاتين هانم معاملة حسنة، وساندته وذهبت معه إلى ابن عمه وصحيفته التي أبلغتهم أن الأمر كان وحيًا.[4]
قصة زواج خديجة رضي الله عنها بالنبي الكريم
كانت خديجة رضي الله عنها متزوجة من رجلين قبل الرسول، أولهما عتيق بن عيد المخزومي، وأنجب منها هند وعبد العزاء ولم تتركه حتى مات نقي ثم عندما بلغت الأربعين من عمرها تزوجت النبي بمساعدة صديقتها المقربة نفيسة بنت المنيا كانت خديجة تستأجر رجالًا لنقل قوافلها التجارية، وكان محمد صلى الله عليه وسلم من بين الأشخاص الذين استأجرهم لها في كرفان مع صبي اسمه ميسرة إلى بلاد الشام، وكان لديه الكثير من الدخل وقالت نفيسة، ابنة منية، التي أتت على النبي وتقدمت بخطبتها على خديجة، إن الرسول لم يكن لديه مال، وكان عندها مال، وإنه يتيم، ومن أنسب أهل قريش.[5]
شاهد أيضًا: ما هو لقب زوجات الرسول
سيرة خديجة رضي الله عنها قبل الإسلام
ومن أهم المواقف التي مرت على حياة خديجة رضي الله عنها قبل الإسلام رضي الله عنها ما يلي: [6]
- نمت الهيبة والحكمة والإيمان وحسن السلوك ونمت في منزله حتى تمت الإشارة إليه على أنها من أطهر نساء الأرض وهذا كان واضحًا حتى قبل الإسلام.
- كثيراً ما كانت تزور ابنة عمها ورقة بن نوفل، وتظهر لها أحلامه، وكل المشاعر والرؤى التي عاشتها، أو الهواجس التي شعر بها.
- بمجرد أن بلغت خديجة سن الزواج، أصبحت محط أنظار الشباب القريشي والنبلاء العرب.
- تزوج منها أبي هالة بن حراء بن النباش التميمي وعاشت معه مدة طويلة وأنجبت منه ولدين وتوفي فيما بعد وترك لها ثروة كبيرة.
- تزوجت عتيق بن عائض المخزومي، ثم طلقته فقيل: ماتت باسمه بعد أن أنجبت منه ابنة اسمها هند.
- تزوجت من النبي صلى الله عليه وسلم، وبناها النبي معها، وكانت تكبره بخمس وعشرين سنة، وكانت تكبره بخمسة عشر سنة.
صفات خديجة رضي الله عنها بيناها في هذا المقال وتبين أن للسيدة عائشة مكانة خاصة في قلب رسول الله صلى الله عليه وسلم، فبعد وفاة خديجة وبعد أكثر من عشر سنوات على وفاتها، في يوم فتح مكة اختار رسول الله صلى الله عليه وسلم مكانًا بجوار قبرها.
المراجع
- ^ خالد الحمودي، أم المؤمنين خديجة بنت خويلد، السعودية: دار القاسم، صفحة 5-15. بتصرّف , 16/06/2024
- ^ خالد الحمودي، أم المؤمنين سودة بنت زمعة، السعودية: دار القاسم، صفحة 7-15 , 16/06/2024
- ^ سليمان الندوي (2003)، سيرة السيدة عائشة أم المؤمنين (الطبعة الأولى)، دمشق: دار القلم، صفحة 37ـ55. بتصرّف , 16/06/2024
- ^ خالد الحمودي، أم المؤمنين زينب بنت جحش، السعودية: دار القاسم، صفحة 6ـ13. بتصرّف , 16/06/2024
- ^ شمس الدين الذهبي (1982)، سير أعلام النبلاء (الطبعة الثانية)، بيروت: مؤسسة الرسالة، صفحة 109،111، جزء 2. بتصرّف , 16/06/2024
- ^ ابن الأثير (2012)، أسد الغابة في معرفة الصحابة (الطبعة الأولى)، بيروت: دار ابن حزم، صفحة 1503. بتصرّف , 16/06/2024