دعاء نية صيام العشر من ذي الحجة، معلومٌ أنَّ لهذه الأيامِ فضلٌ عظيمٌ، وأنَّ العملَ الصالحِ فيهنَّ أحبُّ إلى الله -عزَّ وجلَّ- من العملِ في غيرهنَّ، وإنَّ الصيامَ يندرجُ تحت العملِ الصالحِ، لكن هل هناكَ دعاءٌ مخصوصٌ يُقال عند نيةِ صيامهنَّ؟ وهل يُشترطُ تبييتِ النيةِ لصيامهنَّ من الليلِ؟ وما حكمُ صيامهنَّ؟ كلُّ هذه الأسئلة سيجد القارئ الإجابة عليهنَّ في هذا المقال الذي يطرحه موقعُ محتوياتٍ، مع التفصيلِ في الإجاباتِ.
دعاء نية صيام العشر من ذي الحجة
ليسَ هناكَ دعاءٌ مخصوصٌ لنيةِ صيامِ العشرِ من ذي الحجةِ، بل يكفي من المسلم أن يعقدَ النيةَ في قلبهِ بأنَّه سيمسكُ عن المفطراتِ من طلوعِ الفجرِ، إلى غروبِ الشمسِ، بنيةِ صيامِ هذه الأيامِ الفضيلةِ؛ إذ أنَّ النيةَ تعدُّ عملًا قلبيًا، فمحلها القلبُ لا اللسانِ، وهذا باتفاقِ أهلِ العلمِ.[1]
شاهد أيضًا: دعاء العشر من ذي الحجة مكتوبة
هل يشترط تبييت النية لصيام العشر من ذي الحجة
معلومٌ أنَّ صيامَ العشرِ من ذِي الحجةِ تندرجُ تحتَ صيامِ النافلةِ لا تحتَ الصيامِ الواجبِ، وإنَّ صيامَ النافلةِ لا يُشترطُ له تبييت النيةِ قبل الفجرِ عند جمهورِ أهلِ العلمِ، ودليلهم في ذلك ما رُوي عن السيدة عائشة -رضي الله عنها- حيث قالت: (دَخَلَ عَلَيَّ النبيُّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ ذَاتَ يَومٍ فَقالَ: هلْ عِنْدَكُمْ شيءٌ؟ فَقُلْنَا: لَا، قالَ: فإنِّي إذَنْ صَائِمٌ ثُمَّ أَتَانَا يَوْمًا آخَرَ فَقُلْنَا: يا رَسولَ اللهِ، أُهْدِيَ لَنَا حَيْسٌ فَقالَ: أَرِينِيهِ، فَلقَدْ أَصْبَحْتُ صَائِمًا فأكَلَ)،[2] وبناءً على ذلك فإنَّه لا يُشترطُ تبييتُ النيةِ لصيامِ العشرِ من ذي الحجةِ.[3]
شاهد أيضًا: العشر الأوائل فضل كل يوم من عشر ذي الحجة
حكم صيام العشر من ذي الحجة
إنَّ صيامَ الأيامِ التسعْ الأولى من شهرِ ذِي الحجةِ مستحبًا؛ إذ أنَّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- حثَّ على العملِ الصالحِ فيهنَّ، حيث قال: (ما من أيَّامٍ العملُ الصَّالحُ فيهنَّ أحبُّ إلى اللهِ من هذه الأيَّامِ العشرِ)،[4] وقد استحَّب الشرعُ الحنيفُ صيامَ اليومِ التاسعِ من ذِي الحجةِ على وجهِ الخصوصِ، حيث رتَّب الشارعُ الحكيمْ فضلًا مخصوصًا على صيامه، وقد بيَّنه رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في قوله: (صيامُ يومِ عَرفةَ إنّي أحْتسبُ على اللهِ أن يُكفّرَ السنَةَ التي بعدهُ ، والسنةَ التي قبلهُ).[5]
أمَّا صيامَ اليومِ العاشرِ من شهرِ ذِي الحجةِ فحرامٌ؛ إذ أنَّه يوافق يومَ عيدِ الأضحى، وقد بيَّن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- حرمةُ صيامِ هذا اليومِ، ودليل ذلك الحديث الذي رواه عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- حيث قال: (سَمِعْتُ رسولَ اللَّهِ -صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ- ينهى عن صومِ هذينِ اليومينِ ، أمَّا يومُ الفطرِ فَفِطْرُكم من صومِكُم وعيدٌ للمسلمينَ ، وأمَّا يومُ الأضحى فَكُلوا من لحومِ نسُكِكم).[6]
تنبيه: يُطلقُ على صيامِ هذه الأيامِ جملة (صيامُ العشرِ من ذِي الحجةِ) بالرغمِ من حرمةِ صيامِ اليومِ العاشرِ منها، من باب التغليبِ لا أكثر.[7]
وبذلك تمَّ الوصول إلى ختام هذا المقال، والذي يحمل عنوان دعاء نية صيام العشر من ذي الحجة، وفيهِ تمَّ بيانُ عدمِ وجودِ دعاءٍ مخصوصٍ لنيةِ صيامِ هذه الأيامِ الفضيلةِ، كما تمَّ بيان عدمِ اشتراطِ تبييتِ النيةِ قبل الفجرِ، وفي ختامِ هذا المقال تمَّ بيانُ استحبابِ صيامِ الأيامِ التسعِ الأولى من شهرِ ذِي الحجةِ، وحرمةِ صيامِ اليومِ العاشرِ.
المراجع
- ^ binbaz.org.sa , النية محلها القلب ولا يتلفظ بها , 27/05/2024
- ^ صحيح مسلم، , مسلم، عائشة أم المؤمنين، 1154، صحيح
- ^ islamweb.net , صيام التطوع.. والنية , 27/05/2024
- ^ المغني، , موفق الدين ابن قدامة، عبدالله بن عباس، 443/4، حسن صحيح
- ^ سنن الترمذي، , الترمذي، أبو قتادة الحارث بن ربعي، 749، حسن
- ^ صحيح الترمذي، , الألباني، عمر بن الخطاب، 771، صحيح
- ^ islamqa.info , هل يستحب صيام عشر ذي الحجة بما فيها يوم العيد؟ , 27/05/2024