حكم سفر المرأة بدون محرم من الأحكام الفقهيّة التي يجب على كلّ المُسلمات أن يعرفنها؛ حتى يتحرّوا مواطن الحلال والحُرمة فيها، فيجب أن يكُنّ على بيّنةٍ واضحةٍ منها؛ حتى لا يقعن في ما لا يُحمد عُقباه، والشريعة الإسلاميّة الغرّاء قد أعطت الكثير من الحقوق للمرأة، وفرضت عليهات الكثير من الواجبات، وفيما يلي سنتعرّف على حُكم سفر المرأة دون محرم.
سفر المرأة بدون محرم
لقد كرّمت الشّريعة الإسلاميّةُ المرأةَ، ووفّرت لها كل الوسائل التي من خلالها تحفظ عفّتها وطهارتها، وأرشدتها إلى ما فيه صلاح حياتها، ومنعت كلّ وسيلةٍ قد تؤدّي إلى انتهاك هذه العفّة والطّهارة، وأمرت الرّجال بالمُحافظة على المرأة، وعلى عفّتها وطهارتها، وأولتها كلّ العناية والاهتمام، ولا شكّ في أنّ السّفر هو أحد الوسائل التي قد يُنتهك فيه عفّة المرأة وطهارتها، فهي غريبةٌ في مكانٍ غريبٍ وسط أُناس لا تعرفهم، والنّفس الأمّارة بالسّوء قد تودي بصاحبها، وتُرشده إلى أيّ شيءٍ مهما كان؛ فلذا اشتُرط على المرأة في سفرها أن يكون معها محرمٌ؛ حتى تُحافظ على ما دعت إليه الشّريعة الإسلاميّة.[1]
شاهد أيضًا: هل النقاب واجب
حكم سفر المرأة بدون محرم
سفر المرأة دون محرمٍ يختلف باختلاف سبب هذا السّفر، فقد يكون السّفر من أرض الكُفر إلى أرض الإيمان، أو من أرض الزور والظُّلم والجُور إلى أرض العدل، أو الهُروب من أرض قد تقع المرأة في المُكوثُ فيها بما يُغضب الله-تعالى- ورسوله؛ ففي هذه الحالة يجوز أن تُسافر المرأة دون محرمٍ؛ لأن هناك سببًا ضروريًّا قد أدّى بها إلى ذلك، وقد اختلف الفُقهاء في جواز سفرها من غير محرم في أُمور الطّأعة أو السّفر إلى الحجّ، أو غيرها من الأمور المُستباحة، وإليك بيان باختلاف أقوال الفقهاء في تلك المسألة:
أقوال الفقهاء في سفر المرأة
اختلاف الفقهاء في مسألة السّفر دون محرمٍ تتوقّف على مسافة القصر في السّفر، فقال الحنفيّة: إنّه لا يجوز سفر المرأة دون محرمٍ إذا كان هذا السّفر أكثر من ثلاثة أيام، والمقصود بالسّفر هنا هو السّفرالمُباح للحجّ أو غيره، واستدلّو على ذلك بقول النبي-صلى الله عليه وسلّم-:”لا يحلُّ لإمرأةٍ تؤمنُ باللهِ واليومِ الآخرِ، أن تسافرَ سفرًا يكون ثلاثةَ أيامٍ فصاعداً ، إلا ومعها أبوها أو ابنُها أو زوجُها أو أخوها أو ذو محرمٍ منها”
والمقصُود بالمحرم هو الرّجل الذي يربطه بها صلة القرابة، وهذه الصّلة تمنعه من الزّواج بها، وإذا كان السّفر المباح أقلّ من ثلاثة أيام فإنه يجوز لها السّفر دون محرمٍ، وأما المالكيّة؛ فقد أفتوا بأنه يحرُم على المرأة أن تُسار دون محرمٍ إذا كان السّفر يستغرق أكثر من يوم وليلةٍ، وقد استدلّوا على ذلك: بقول أبي هُريرة-رضي الله عنه- عن النبي-صلى الله عليه وسلّم- أنه قال:”لا يحلُّ لإمرأةٍ تؤمنُ باللهِ واليومِ الآخرِ ، تسافرُ مسيرةَ يومٍ وليلةٍ ، إلا مع ذي محرمٍ عليها”، وقد وافق الشافعيّة ما قال به الحنفيّة، ووافق الحنابلة ما قال به المالكيّة.[2]
شاهد أيضًا: حكم خروج المرأة بدون إذن زوجها
حكم سفر المرأة بالطائرة والوسائل الحديثة
الطّأئرة ووسائل النّقل الحديثة إذا استقلّتها المرأة، وسافرت بها إلى أماكن بعيدة؛ فإن هذا لا يستغرق الكثير من الوقت، والتحريم في أقوال العُلماء إنما جاء على أمرين: إمّا تحريم السّفر إذا كان يستغرق ثلاثة ايام فأكثر، أويوم وليلةً فأكثر، والسّفر بالطائرة وغيرها لا يستغرق بضع ساعات، فهل هذا يدخُل في إطار التّحريم أم لا؟، الأصل في حُرمة سفر المرأة دون محرمٍ هو أصل السّفر، وليس الوقت أو المسافة، وعلى ذلك قال الجُمهور: بحُرمة سفر المرأة دون محرمٍ مُطلقًا.[3]
ومن خلال هذا المقال يُمكننا التعرُّف على حكم سفر المرأة بدون محرم ، وما هي أقوال العُلماء في جواز سفر المرأة دون محرم من عدم جوازه، وما هي المُدّة التي يحرُم فيها السّفر دون محرمٍ، وما الحكم في السّفر بالوسائل الحديثة والطائرة، وما هي المكانة التي أعطتها الشّريعة الإسلامية للمرأة.