حكم التهنئة بعشر ذي الحجة حيث أن العشر الأوائل من ذي الحجة من أفضل أيام العام، التي ورد عنها الكثير من الآيات والأحاديث، فيصوم المسلمون، ويكبرون، ويذكروا الله كثيرًا، ويقوموا بختم القرآن الكريم فيهن، حيث قال تعالى فيهن: ” وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَّعْلُومَاتٍ “، وتنتهي هذه الأيام المباركات بيوم عرفات المبارك، فلا يوجد يوم أكثر من يوم عرفة يعتق الله الناس فيه من النار.
حكم التهنئة بعشر ذي الحجة
مع اقتراب موعد عيد الأضحى المبارك نجد الكثير من المسلمون يتسألون عن حكم الدين في التهنئة بعشر ذي الحجة، في العموم اتفق جميع فقهاء المذاهب الأربعة (الحنفية والمالكية والشافعية والحنابلة)، وباقي العلماء على أنه يجوز التهنئة بعشر ذي الحجة، ولا يوجد مقولات أو عبارات أو نصوص محددة للتهنئة.
فمن المتاح للمسلم أن يختار العبارات التي يرغب فيها، أو ما اعتاد الناس بينهم وبين بعض، فجميع المعايدات جائزة ومشروعة ما لم يكن في معناها إثمًا مثل عيدكم مبارك، كل عام وأنتم بخير، والدليل على ذلك ما ورد عن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، أنهم كانوا إذا التقوا يوم العيد يقول بعضهم لبعض تقبل الله منا ومنكم سائر الأعمال.
العشر من ذي الحجة متى تبدأ
تبدأ العشر من ذي الحجة مع بداية شهر ذي الحجة، ويوافق الأول من ذي الحجة هذا العام يوم الحادي عشر من يوليو 2021، وتعد أعمال العشر من ذي الحجة هي من أفضل وأعظم الأيام عند المولى سبحانه وتعالى لما ورد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:” ما مِن أيَّامٍ العملُ الصَّالحُ فيها أحبُّ إلى اللَّهِ من هذِهِ الأيَّام يعني أيَّامَ العشرِ ، قالوا : يا رسولَ اللَّهِ، ولا الجِهادُ في سبيلِ اللَّهِ ؟ قالَ: ولا الجِهادُ في سبيلِ اللَّهِ، إلَّا رَجلٌ خرجَ بنفسِهِ ومالِهِ، فلم يرجِعْ من ذلِكَ بشيءٍ.”
شاهد أيضًا: هل صيام عشر ذي الحجة بدعة
ما هي أفضل الأعمال في العشر من ذي الحجة
لقد منَّ الله سبحانه وتعالى علينا بأن جعل لنا أوقات مستحبة للطاعات، نكثر فيها من العمل الصالح، ونتسارع فيها على ما يقربنا إلى الله عز وجل، ومحظوظ من اغتنم هذه المواسم، ولم يتركها تمر بدون اغتنام للعمل الصالح فيها، ومن ضمن هذه المواسم العظيمة الفاضلة، شهر رمضان الكريم، ونصف شعبان، والعشرة من ذي الحجة.
فالعشرة من ذي الحجة تبدأ ببداية شهر ذي الحجة، حيث شهد رسول الله صلى الله عليه وسلم بأنها أفضل أيام العام، وحثنا على العمل الصالح فيها، وأقسم الله تعالى بها في سورة الفجر حيث قال تعالى ” وَلَيَالٍ عَشْرٍ” والعظيم لا يقسم إلا بما هو عظيم وكل هذا دليل على أنه يجب على العبد أن يجتهد في مثل هذه الأيام، ويكثر فيها من العمل الصالح.
ولكي نتمكن من فعل الأعمال الصالحة في العشر من ذي الحجة يجب أن نستقبل هذه الأيام بعدة أمور وهي كما يلي:-
- التوبة: وخصوصًا الصادقة حيث يقول الله تعالى (وتوبوا إلى الله جميعًا أيها المؤمنون لعلكم تفلحون).
- العزم على اغتنام هذه الأيام: فينبغي علينا أن نحرص كل الحرص على ملئ هذه الأيام بالكثير من الأعمال الصالحة، حيث من عزم على شيء أعانه عليه الله بدليل قولة تعالي (والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا).
- البعد عن المعاصي: فالطاعات أسباب للتقرب من الله سبحانه الله، والمعاصي أسباب للبعد عنه سبحانه، فالبعد عن المعاصي يضمن لنا عدم البعد عن الله، ومن أفضل الأعمال في العشر من ذي الحجة، أولًا: تأدية مناسك الحج والعمرة، وبالكيفية التي علمنا إياها رسول الله.
- الصيام: فهو من أعظم الأعمال الصالحة التي من خلالها يعظم شأن المسلم ويعلو قدره حيث قال رسول الله صلى الله ( صيام يوم عرفة احتسب على الله أن يكفر السنة التي قبلة والتي بعده).
- الصلاة: يجب على المسلم الحفاظ على صلاته في مواقيتها مع الجماعة، والكثرة من النوافل.
- التكبير والتهليل والذكر والتحميد: فعن ابن عمر رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ( ما من أيام أعظم عند الله ولا أحب إليه العمل فيهن من هذه الأيام العشر، فأكثروا فيهن من التهليل والتكبير والتحميد).
- الصدقة: بدليل قوله تعالى (يا أيها الذين آمنوا أنفقوا مما رزقناكم من قبل أن يأتي يوم لا بيع فيه ولا خلة ولا شفاعة والكافرون هم الظالمون).[1]
صيغة التكبير بالعشر الأوائل من ذي الحجة
لتكبيرات العيد المبارك الكثير من الصيغ منها:” الله اكبر الله اكبر لا اله الا الله الله اكبر ولله الحمد” لما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال: ( وَاذْكُرُوا اللَّهَ فِي أَيَّامٍ مَعْلُومَاتٍ أَيَّامُ الْعَشْرِ، وَالأَيَّامُ الْمَعْدُودَاتُ أَيَّامُ التَّشْرِيقِ)، وكان الكثير من الصحابة رضوان الله عليهم يخرجون في العشر من ذي الحجة على الناس يكبرون، ويكبر الناس معهم.
أنواع التكبير في عشر ذي الحجة
لم يكن يعلم الكثير من المسلمين أن هناك عدة انواع من التكبير، فهناك نوعان للتكبير، النوع الأول يسمى التكبير المطلق ويكون من بداية أول يوم في العشرة من ذي الحجة إلى نهاية أيام التشريق، والنوع الثاني يسمى التكبير المقيد، ويبدأ هذا النوع من صلاة فجر يوم عرفة إلى صلاة العصر في آخر يوم من أيام التشريق ويكون التكبير المقيد قبل كل صلاة.[2]
شاهد أيضًا: اعمال عشر ذي الحجة 1442 … افضل اعمال يستحب فعلها في عشر ذي الحجة
فضل العشر الأُوَل من ذي الحجة
إن أيام عشر ذي الحجة أيام مباركة شريفة، يتم فيها مضاعفة العمل الصالح، ويستحب الاجتهاد فيها، وزيادة أعمال الخير بشتى أنواعها، وذكر الله كثيرًا، فيستحسن للعبد الاجتهاد في مثل هذه الأيام المباركة والكثرة من العمل الصالح فيها، والاجتهاد والزيادة من أعمال الخير مثل، الحج والعمرة، والصيام، والصلاة، والصدقة، والتكبير، والأضحية، والذكر، وقراءة القرآن الكريم.
حيث ورد عن الصحابة رضوان الله عليهم أن رسول الله صلى الله عليه واله وسلم قال: “مَا مِنْ أَيَّامٍ الْعَمَلُ الصَّالِحُ فِيهَا أَحَبُّ إِلَى اللهِ مِنْ هَذِهِ الْأَيَّامِ” يَعْنِي أَيَّامَ الْعَشْرِ، قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ، وَلَا الْجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللهِ؟ قَالَ: “وَلَا الْجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللهِ، إِلَّا رَجُلٌ خَرَجَ بِنَفْسِهِ وَمَالِهِ، فَلَمْ يَرْجِعْ مِنْ ذَلِكَ بِشَيْءٍ”.، فلقد بين لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم فضل هذه الأيام المباركة.[3]
وفي النهاية نكون قد عرفنا حكم التهنئة بعشر ذي الحجة حيث أن فضل العشر الأوائل من ذي الحجة كبير، وعلى جميع المسلمين اغتنام هذه الأيام المباركات، وخصوصًا يوم عرفات لما فيه من غفران كثير من الله تعالي، ويجوز أن يهنئ المسلمين بعضهم البعض بحلول هذه الأيام، حيث أن كثرة التهنئة تزيد من المودة والمحبة بين الناس.