حكم التهنئة بالعشر من ذي الحجة حيث يتساءل الكثير من الناس عن حكم التهنئة بالعشر من ذي الحجة وهل يُعد من الأمور المستحبة أم من الأمور المنهي عنها جميع المسلمين، ويتساءلون حتى لا يقعوا في أي أمر محظور عليهم، وسوف نوضح من موقع محتويات أهم الأعمال المستحبة في العشر الأوائل من ذي الحجة وكذلك حكم صيامهم.
حكم التهنئة بالعشر من ذي الحجة
إن التهنئة بقدوم عشر ذي الحجة ليس مانع لها ولكنها من الأمور المُستحبة، حيث إن تلك التهنئة تُظهر الفرح والسرور بقدوم أيام مباركة، وقد ذُكر حديث شريف عن محمد بن زياد يدل على كلامنا هذا، حيث قال “كنت مع أبي أمامة الباهلي وغيره من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، فكانوا إذا رجعوا من العيد يقول بعضهم لبعض: تقبل الله منا ومنكم. قال ابن عقيل الحنبلي قال أحمد: إسناد حديث أبي أمامة إسناد جيد”، كما ذكر عن جُبير بن نفير قال “كان أصحابُ رسولِ الله -صلَّى اللهُ عليه وسلَّم- إذا الْتَقَوْا يومَ العيدِ يقولُ بعضهم لبعضٍ: تَقبَّلَ اللهُ مِنَّا ومِنكم”.
كما أن رأي الشيخ ابن باز رحمة الله عليه في حكم التهنئة في العشر الأوائل من ذي الحجة يتمثل فيما يلي “ما أعلم لهذا أصلًا، لكن كان السلف يهنئ بعضهم بعضا: تقبل الله منك، تقبل الله منا ومنك، فإذا قابله، وصافحه، وقال: تقبل الله منا ومنك، وعيدك مبارك؛ فلا نعلم به بأسًا، هذا من العهد الأول بارك الله لك في العيد، أو تقبل الله منا ومنك، وكلمات نحو هذا، لا بأس، يكفي، ليس لهذا صيغة معروفة. فإذا دعا له قال: تقبل الله منا ومنك، أو عيدكم مبارك، أو العيد مبارك، أو جعل الله عيدكم مباركًا سواء كان عيد الأضحى أو عيد الفطر كله واحد، وهكذا في الحج حجك مقبول، تقبل الله منك، عمرة مقبولة، تقبل الله منك، كل هذا وأشباهه كافِ، نسأل الله للجميع الهداية والتوفيق”.
شاهد أيضًا: حكم التهنئة بعشر ذي الحجة ابن باز
أحب الأعمال في العشر الأوائل من ذي الحجة
إن هناك العديد من الأعمال المُحبة التي يقوم بها المسلمون في العشر من ذي الحجة حتى يتقربون إلى الله سبحانه وتعالى، ومن هذه الأعمال ما يلي:
الصيام
صيام العشر الأوائل من ذي الحجة له فضل كبير وثواب عظيم فقد ذكر في الأحاديث النبوية والقرآن الكريم فضل الصيام سواء كان فريضة أو تطوع، والمسلمين غير ملزمين بصيام العشر أيام كاملة ولكن من الممكن أن يصوم البعض منها، حيث ذكر عن فضل صيامهم حديث النبي صلى الله عليه وسلم “ما من يومٍ أَكْثرَ من أن يُعْتِقَ اللَّهُ -عزَّ وجلَّ- فيهِ عبدًا منَ النَّارِ، من يومِ عرفةَ، وإنَّهُ ليدنو عزَّ وجلَّ، ثمَّ يباهي بِهِمُ الملائِكَةَ، فيقولُ: ما أرادَ هؤلاءِ”.[1]
التضحية
تُعد أضحية العيد من أهم السنن التي يقوم بها المسلمين في يوم عرفة، حيث ذكر في حديث النبي صلى الله عليه وسلم “كانَ إذا أرادَ أن يضحِّيَ، اشتَرى كبشينِ عظيمينِ، سَمينينِ، أقرَنَيْنِ، أملَحينِ موجوءَينِ، فذبحَ أحدَهُما عن أمَّتِهِ، لمن شَهِدَ للَّهِ، بالتَّوحيدِ، وشَهِدَ لَهُ بالبلاغِ، وذبحَ الآخرَ عن محمَّدٍ، وعن آلِ محمَّدٍ صلَّى اللَّهُ علَيهِ وسلَّمَ”،[2] يُعد أداء مناسك الحج من أحب الأعمال التي يقوم بها المسلمين في هذه الأيام، حيث ذكر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال “العمرةُ إلى العمرةِ كفَّارَةٌ لمَا بينَهمَا، والحجُّ المبرورُ ليسَ لهُ جزاءٌ إلا الجنَّةُ”.
قراءة القرآن
إن قراءة القرآن الكريم من أحب الأمور التي يقوم بها المسلمين في هذه الأيام المُباركة، فيعد فضل قراءة القرآن الكريم في هذه الأيام ذو فضل كبير ومتضاعف، حيث ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم في فضل قراءة القرآن الكريم “مَنْ قَرَأَ حَرْفًا مِنْ كِتَابِ اللهِ فَلَهُ بِهِ حَسَنَةٌ، والحَسَنَةُ بِعَشْرِ أَمْثَالِهَا، لاَ أَقُولُ الم حَرْفٌ، وَلَكِنْ أَلِفٌ حَرْفٌ وَلاَمٌ حَرْفٌ وَمِيمٌ حَرْف”.[3] [4]
وفي النهاية نكون قد عرفنا حكم التهنئة بالعشر من ذي الحجة حيث إن حكم تهئنة المسلمين بعضهم ببعض في العشر الأوائل من شهر ذي الحجة من الأمور المستحبة لهم القيام بها، ويوجد العديد من الأمور والأعمال المحب القيام بها قي هذه الأيام ومنها قراءة القرآن الكريم والصيام.
المراجع
- ^ صحيح النسائي , الألباني، عائشة أم المؤمنين، 3003، صحيح
- ^ تخريج سنن الدارقطني , شعيب الأرناؤؤط، أبو سعيد، 4759، صحيح
- ^ مجموع فتاوى ابن باز , ابن باز، عبدالله بن مسعود، 2613، إسناده حسن
- ^ binbaz.org.sa , بعض أحكام عشر ذي الحجة وأيام التشريق , 25/05/2024