حكم الاغتسال قبل الاحرام هي واحدة من المسائل الفقهية التي تتعلَّق بفريضة الحج وبالعمرة أيضًا، فالإحرام في الإسلام هو نية الدخول في النسك، ويكون مقرونًا بإحدى الأعمال الخاصة بالحج، كالتلبية والتجرد، وفي هذا المقال سوف نتحدَّث عن حكم الاغتسال قبل الإحرام في الإسلام، بالإضافة إلى حكم اغتسال الحائض والنفساء للاحرام وسنتحدَّث عن جواز جمع غسل الإحرام والجنابة معًا.
حكم الاغتسال قبل الاحرام
لقد أجمع أهل العلم على أنَّ الاغتسال قبل الإحرام من السنة النبوية وليس من الواجب على المسلمين، فلو ترك المسلم الاغتسال قبل الإحرام لا يأثم، والأفضل أن يغتسل، وهذا ما اتفق عليه الشافعية والحنابلة والمالكية والحنفية وقيل بالإجماع، قال ابن المنذر في الإجماع في هذا الحكم: ” وأجمعوا على أن الاغتسال للإحرام، غير واجب”، والدليل ما ورد في الصحيح عن عبد الله بن عمر -رضي الله عنهما- أنَّه قال: “إنَّ من السُّنَّةِ أن يَغتسلَ إذا أرادَ أن يُحْرِمَ وإذا أرادَ أن يَدخلَ مكةَ”[1] والله تعالى أعلم.[2]
شاهد أيضًا: حكم التطيب قبل الاحرام
حكم اغتسال الحائض والنفساء للاحرام
اتفق علماء المذاهب الأربعة على أنَّه يُسنُّ للمرأة الحائض أو النفساء أن تغتسل للإحرام، وقد استدلَّ العلماء في هذا الحكم على ما ورد في السنة النبوية المباركة عن جابر بن عبد الله -رضي الله عنه- حيث قال: “أن رسولَ اللهِ خرجَ لخمسٍ بقيْن من ذي القعدةِ ، وخرجنا معه ، حتى إذا أتى ذا الحُليْفةَ ولدت أسماءُ بنتُ عُمَيْسٍ محمدَ بنَ أبي بكرٍ فأرسلت إلى رسولِ اللهِ كيف أصنعُ؟ فقال: اغتسلِي، ثم استثفرِي، ثم أهلِّي”[3]والدليل أنَّ رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- أمر أسماء بنت عميس بالاغتسال قبل الإحرام، والله تعالى أعلم.[4]
هل يجوز الجمع بين غسل الجنابة وغسل الإحرام
لقد أجمع أهل العلم على أنَّ الاغتسال للحرام يجزئ المسلم عن اغتساله للجنابة، وقد قال الشيخ ابن عثيمين في هذه المسألة الفقهية: “اغتساله للإحرام يجزئ عن اغتساله للجنابة؛ لأنه غسل مشروع، خصوصًا مع النسيان، وقد نص الفقهاء على ذلك بقولهم: وإن نوى غسلًا مسنونًا أجزأ عن واجب، وقيده بعضهم بما إذا كان ناسيا..”، والله تعالى أعلم.[5]
شاهد أيضًا: حكم تكبيرة الإحرام في الصلاة
إلى هنا نصل إلى نهاية هذا المقال الذي سلَّطنا فيه الضوء على حكم الاغتسال قبل الاحرام وأجبنا فيه على سؤال هل يجوز الجمع بين غسل الجنابة وغسل الإحرام وسلطنا الضوء على حكم اغتسال الحائض والنفساء للاحرام وعلى وقت الاغتسال الصحيح قبل الإحرام عند المذاهب الإسلامية الأربعة.