حكم الاحتفال في راس السنة الهجرية حكم شرعي من الأحكام التي يكثر السؤال عنها في الأيام القليلة الأخيرة من كلِّ عام هجري، ورأس السنة الهجرية هو اليوم الذي يبدأ فيه التقويم الإسلامي، وهو اليوم الأول من شهر محرم من كلِّ عام، وقد بدأ المسلمون باعتماد هذا التقويم في السنة السابعة عشر للهجرة في زمن خلافة عمر بن الخطاب رضي الله عنه، حيث أرخ المسلمون منذ هجرة رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- من مكة المكرمة إلى المدينة المنورة، وهذا المقال عبر موقع محتويات سيسلِّط الضوء على حكم الاحتفال في رأس السنة الهجرية في الإسلام.[1]
حكم الاحتفال في راس السنة الهجرية
لا يُعدُّ يوم رأس السنة الهجرية في الإسلام عيدًا من الأعياد الشرعية التي يحتفل فيها المسلمون، فأعياد المسلمين اثنان، هما عيد الفطر وعيد الأضحى، لذلك قال العلماء إنَّه لا يجوز الاحتفال في رأس السنة الهجرية؛ لأنَّه لم يرد عن السلف الصالح، ولم يذكر في الكتاب والسنة النبوية، ولأنَّ الاحتفال بهذا اليوم تقليد لما يفعل المشركون بالله -سبحانه- وتعالى، فقد ثبت في الجاهلية أنَّ المجوس واليهود والنصارى كانوا يحتفلون في مطلع كلِّ عام، وليس من السُّنَّة أن يحدث المسلمون عيدًا لم يُذكر ولم يرد عن رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- أبدًا، والله تعالى أعلم.[2]
اقرأ أيضًا: مقدمة عن راس السنة الهجرية
حكم التهنئة برأس السنة الهجرية
بعد الحديث عن رأي الشرع الإسلامي في مسألة الاحتفال برأس السنة الهجرية، لا بدَّ من الإشارة إلى أنَّ التهنئة برأس السنة الهجرية لا تجوز شرعًا، وهذا ما اتفق عليه علماء المسلمين، فقد جاء عن الشيخ ابن باز أنَّه قال: “فالتَّهنئة بالعام الجديد لا أعلم لها أصلًا عن السلف الصالح، ولا أعلم شيئًا من السنة، أو من الكتاب العزيز يدل على شرعيتها”، ولا بأس في أن يرد المسلم على تهنئة من بادره بالتهنئة، فلو قال لك أحد: كل عام وأنت بخير في رأس السنة الهجرية، فلا بأس في أن ترد عليه: وأنت بخير أيضًا، مع ضرورة الأخذ بالعلم أنّ هذه التهنئة لم ترد عن السلف الصالح وليس لها أصل في الشرع، والله تعالى أعلم.[3]
هكذا نكون قد أوضحنا حكم الاحتفال برأس السنة الهجرية، حتَّى يكون المسلمون على بيَّنة من أمرهم، وحتَّى لا يقعوا فيما هو محرَّم والعياذ بالله، كما أوضحنا حكم التهنئة برأس السنة الهجرية أيضًا.