حاج لا يجب عليه طواف القدوم حيث أن طواف القدوم هو أول مناسك وشعائر الحج وهو عبادة مشروعة شرعًا وتجوز لكل حاج قادم من خارج مكة فقط، وبالأخص إلى بيت الله الحرام، ومن ضمن أسماء طواف القدوم طواف الورود، وطواف الوارد وطواف التحية، وسمي بطواف التحية لأنه بمثابة تحية من الحجاج للبيت العتيق.
حاج لا يجب عليه طواف القدوم
في المعتاد طواف القدوم جائز ومشروع شرعًا لكل الحجاج، ولكن هناك بعض الحجاج لا يجب عليهم طواف القدوم بسبب عدة أسباب معينة، ووضحها مجمع البحوث الإسلامية، وهي كما يلي:-
- الحائض: فإن طواف القدوم لا يجب على المرأة أثناء وجود فترة دورتها الشهرية وفي حكمها النساء المرأة التي ينزل منها دم نتيجة للولادة، وذلك إذا استمر دم نفاسها إلى يوم عرفة، (دليل ذلك ما روي عن عائشة- رضي الله عنها-، قالت: “خرجنا مع رسول الله – صلى الله عليه وسلم- لا نذكر إلا الحج، حتى جئنا سرف فطمثت، فدخل علي رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا أبكي، فقال: ما يبكيك؟ فقلت: والله، لوددت أني لم أكن خرجت العام، قال: ما لك؟ لعلك نفست؟ قلت: نعم، قال: ” هذا شيء كتبه الله على بنات آدم، افعلي ما يفعل الحاج غير أن لا تطوفي بالبيت حتى تطهري.. ” قالت: فلما كان يوم النحر طهرت، فأمرني رسول الله صلى الله عليه وسلم فأفضت”.
فلقد دل الحديث على أن عائشة رضي الله عنها لم تقوم بتأدية طواف القدوم والسبب أنها حاضت قبل أن تقدم إلى مكة، فأمرها النبي صلى الله عليه وسلم أن تفعل كل ما يفعله الحاج إلا الطواف بالبيت، فلم تطهر إلا يوم النحر، فطافت للإفاضة فقط.
- المكي: أي الشخص القاطن في مكة المكرمة، والدليل على ذلك أن طواف القدوم قد شرع للقدوم، وهذا أيضًا موضح في اسمه وإذا القدوم في حق المكي غير موجود.
- المعتمر والمتمتع: والدليل علي ذلك أن طواف القدوم يندرج مع طواف العمرة، مثل صلاة الفرض تغني عن تحية المسجد، ومن أتى لمكة في وقت الوقوف بعرفة فهذا الحاج يسقط عنه طواف القدوم.
تعريف طواف القدوم
طواف القدوم هو الطواف الذي يقوم به الحاج عند قدومه إلى مكة، وينقسم تعريفه إلى قسمين، الأول هو كلمة الطواف فقط أي بتجريدها من كلمة قدوم، ومعناه الدوران والالتفاف واللف حول الشيء، بينما القسم الثاني فهو ما يتعلّق بكلمة القدوم، أي تعريف (طواف القدوم) كلفظ واحد من حيث كونه عباده لله سبحانه وتعالى، فهو مثابه تحية للمسجد النبوي وللبيت العتيق.
ويقوم بطواف القدوم المسلم القادم إلى مكّة المكرمة من الخارج فقط عند وصوله إلى المسجد الحرام، ويكون طواف القدوم عن طريق الدوران أو الالتفاف أو اللف حول الكعبة المشرّفة سبع مرات وتعددت الأسماء المتعلقة بطواف القدوم، وتدور جميعها حول معنى واحد فقط، لأن طواف القدوم هو الطواف الخاص بالوصول إلى مكة المكرمة، من ضمنها طواف التحية.
شاهد أيضًا: محظورات المضحي غير الحاج
وقت طواف القدوم
طواف القدوم سنة عن النبي صلى الله عليه وسلم ويستحب فعله بالنسبة للحاج القادم من خارج مكة قبل يوم عرفة، فالقادم من داخل مكة، أو القادم إلى مكة من الخارج ولكن بعد الوقوف بيوم عرفة لا يطوف طواف القدوم، بدليل من الكتاب والسنة :
- أولًا: من الكتاب قولة تعالي ” وَلْيَطَّوَّفُوا بِالْبَيْتِ الْعَتِيقِ”.
- ثانيًا: مِنَ السُّنَّةِ، عن محمَّدِ بنِ عبدِ الرحمنِ بنِ نَوفلٍ القُرَشِيِّ، أنَّه سألَ عروةَ بنَ الزبيرِ، فقال: قد حجَّ النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، فأخبَرَتْني عائشةُ رَضِيَ اللهُ عنها: ((أنَّه أوَّلُ شيءٍ بدأ به حين قَدِمَ أنَّه توضَّأَ، ثم طاف بالبيتِ، ثم لم تكُنْ عُمْرةً. ثم حجَّ أبو بكرٍ رَضِيَ اللهُ عنه فكان أوَّلَ شيءٍ بدأ به الطَّوافُ بالبيت.
ثم لم تكن عُمْرةً، ثم عُمَرُ رَضِيَ اللهُ عنه مثل ذلك، ثم حَجَّ عُثمانُ رَضِيَ اللهُ عنه، فرأيتُه أوَّلُ شيءٍ بدأ به الطَّوافُ بالبيتِ، ثمَّ لم تكُنْ عُمْرةً، ثم معاويةُ، وعبدُ اللهِ بنُ عُمَرَ، ثم حجَجْتُ مع أبي الزُّبيرِ بنِ العوَّامِ، فكان أوَّلَ شيءٍ بدأ به الطَّوافُ بالبيتِ، ثم لم تكُنْ عُمْرةً، ثم رأيتُ المهاجرينَ والأنصارَ يفعلونَ ذلك. وثم لم تكُنْ عُمْرةً، ثم آخِرُ مَن رأيتُ فَعَلَ ذلك ابنُ عُمَرَ، ثم لم ينقُضْها عُمْرةً- وهذا ابنُ عُمَرَ عِنْدَهم فلا يسألونَه- ولا أحَدٌ مِمَّن مضى، ما كانوا يبدؤونَ بشيءٍ حتى يضعوا أقدامَهم مِنَ الطَّوافِ بالبَيْتِ، ثم لا يَحِلُّونَ، وقد رأيتُ أمِّي وخالتي حين تَقْدَمان، لا تبتَدِئان بشيءٍ أوَّلَ مِنَ البيتِ؛ تطوفانِ به، ثم إنَّهما لا تَحِلَّان)).
وقت طواف القدوم في الحج
إن طواف القدوم يكون وقت الحج، وبالأخص هو أول شعيرة من شعائر الحج، ويبدأ بها المسلم كتحية للبيت العتيق حيث:
وقت ابتداء طواف القدوم
لا خلاف في بداية وقت طواف القدوم، حيث أن وقت طواف القدوم يبدأ من حين دخول الحاج مكة، ويستحب أن يبادر به الحاج القادم إلى مكة قبل البحث عن مسكن وما إلى ذلك، لأنه يعتبر تحية للبيت لمكة المكرمة وللبيت العتيق.
وقت انتهاء طواف القدوم
اختلف الفقهاء في نهاية وقت طواف القدوم على قولين:
- القول الأول: وهو قول الحنفية والإمام مالك والشافعية والإمام احمد بن حنبل، أي قول جمهور الفقهاء، حيث قالوا أن طواف القدوم ينتهى وقت الدخول وقت الوقوف بعرفة.
- القول الثاني: وهو القول الخاص بمذهب الإمام أحمد ابن حنبل، حيث قال فيه أن وقت طواف القدوم يستمر، حتى ولو بعد يوم عرفة.
- والقول المختار: هو قول جمهور الفقهاء، القائل بسقوط طواف القدوم لمن لم يستطع دخول مكة إلا بعد الوقوف بعرفة، ويدل على ذلك حديث عائشة رضى الله قالت: “فطاف الذين أهلوا بالعمرة، ثم حلوا، ثم طافوا طوافا آخر، بعد أن رجعوا من منى، وأما الذين جمعوا بين الحج والعمرة، فإنما طافوا طوافا واحدا”.
فالنبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه طافوا بعد يوم عرفة طواف الإفاضة، وليس طواف القدوم، ومنهم من كان متمتعا لم يطف إلا طواف عمرته، ومنهم من لم يدرك الحج إلا يوم عرفة، فتبين من ذلك أن طواف القدوم شرع لمن أتى البيت قبل الوقوف بعرفة، كما أن طواف الإفاضة يغنى عن طواف القدوم لمن لم يستطع القدوم لمكة قبل يوم عرفة.
أنواع الطواف في الحج
من أهم أنواع الطواف في الحج ما يلي:-
- النوع الأول: طواف القدوم، ويسمَّى طواف الوارد، وطواف القادم، وطواف الورود، وطواف التحية.
- النوع الثاني: طواف الإفاضة، وهو ركن من أركان الحج لا يصح الحج إلا به، وقد سمي طواف الإفاضة بطواف الزيارة، وطواف الصدر، وطواف الواجب، وطواف الركن، وطواف الفرض.
- والنوع الثالث: طواف الوداع، ويسمى بطواف الوداع لأن الحاج يودع به البيت الحرام.
شاهد أيضًا: افضل ادعية يوم عرفة مستجابة ومكتوبة للحاج
وفي النهاية نكون قد وضحنا حاج لا يجب عليه طواف القدوم قال الله تعالى في كتابة العزيز في سورة البقرة “الحج أشهر معلومات فمن فرض فيهن الحج فلا رفث ولا فسوق ولا جدال “، فالحج هو الركن الخامس من أركان الإسلام، فيجب علينا اغتنام هذا الفضل المتواجد في أداء فريضة الحج.