تفسير وسبب نزول اية إن الصفا والمروة من شعائر الله فمن حج البيت أو اعتمر فلا جناح عليه أن يطوف بهما هو عنوان هذا المقال الذي سيقوم بتسليط الضوء على أحد آيات القرآن الكريم التي تتضمن شرحًا لأحد أحكام الحج وهو السعي بين الصفا والمروة، والذي سيقوم بتفسير هذه الآية الكريمة وبيان مقاصدها وسبب نزولها، بالإضافة إلى التعريف بجبلي الصفا والمروة وسبب تسمية كل منهما ومكانته.
سبب نزول اية إن الصفا والمروة من شعائر الله فمن حج البيت أو اعتمر فلا جناح عليه أن يطوف بهما
إنَّ سبب نزول قوله تعالى في سورة البقرة: “إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِن شَعَائِرِ اللَّهِ ۖ فَمَنْ حَجَّ الْبَيْتَ أَوِ اعْتَمَرَ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِ أَن يَطَّوَّفَ بِهِمَا”[1]، ورد في حديث بين السيدة عائشة وعروة بن الزبير، حيث أنَّه لم يفهم معنى الآية بشكل جيد وظنَّ أنَّه لا حرج على من لم يُؤدي السعي بين الصفا والمروة، لكنَّ السيدة عائشة رضي الله عنها بيَّنت له سبب نزولها، وهو أنَّ الأنصار كانوا يطوفون بين الصفا والمروة في الجاهلية وكان في كل رأس جبل صنم فيطوفون بين الصنمين، فلما جاء الإسلام احرجوا أن يطفوا بين الصفا والمروة، فنزل في ذلك هذه الآية الكريمة، والله أعلم.[2]
تفسير اية إن الصفا والمروة من شعائر الله فمن حج البيت أو اعتمر فلا جناح عليه أن يطوف بهما
بيَّنت هذه الآية الكريمة أن الصفا والمروة والسعي بينهما هو أحد الشعائر والعبادات التي فرضها الله تعالى على عباده، وهي أحد معالم الدين الإسلامي، والصفا والمروة هما جبلان في مكة المُكرمة، وقد يتساءل من لا يعرف معنى هذه الآية الكريمة وسبب نزولها أنَّه كيف تكون الصفا والمروة من شعائر الدين الإسلامي، وكيف يُقال في نفس الآية أنَّه لا جناح على من قام بالطواف بين الصفا والمروة، وفي ذلك نقول أنَّ المقصود من قوله تعالى: “فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِ أَن يَطَّوَّفَ بِهِمَا”، هو أنَّه لا حرج أو جناح على المُسلمين الذين شهدوا الجاهلية فكانوا يسعون بين الصفا والمروة وكان في رأس كل منهما صنم، فكانوا يطوفوا بين الصنمين، فقد أُحرجوا أن يطوفوا بين الصفا والمروة كما كانوا يفعلون في الجاهلية، فجاء قوله تعالى ليوضّح لهم أنَّه لا جناح عليهم أن يطوفوا كما علَّمتهم الشريعة الإسلامية فإنَّ طوافهم هذا في سبيل الله وحده لا شريك له، وكما يُعلمهم رسول الكريم صلَّى الله عليه وسلَّم، والله أعلم.[3]
مقاصد قوله تعالى إن الصفا والمروة من شعائر الله
إنَّ عدد آيات الحج في القرآن الكريم قليل وليس بكثير، إلَّا أنَّ هذه الآيات مليئة بالمقاصد والأحكام التي لا بدَّ على المُسلم من الاطلاع عليها وفهمها، ومن هذه الآيات ما ورد في سورة البقرة في قوله تعالى: “إن الصفا والمروة من شعائر الله فمن حج البيت أو اعتمر فلا جناح عليه أن يطوف بهما”، ومن أبرز مقاصد هذه الآية الكريمة نذكر:[4]
- التأكيد على أنَّ الصفا والمروة هما أحد الأركان الإسلامية الظاهرة، وأحد معالم دين الإسلام.
- بيان حكم السعي بين الصفا والمروة للحجاج والمُعتمرين وأنَّه أمر مفروض عليهم.
- إزاحة الحرج والشك عن المُسلمين الذين كانوا يقومون بالطواف بين الصفا والمروة في الجاهلية وقبل الإسلام.
- التأكيد على أنَّ عمل المُسلمين بعد الإسلام وسعيهم بين الصفا والمروة يختلف عن سعيهم في الجاهلية، فهو سعيٌ يتقربون به من الله تعالى وهم مُقرّين بأنَّه ربّهم وحده لا شريك له.
الصفا والمروة
الصفا والمروة هما جبلان صغيران متقابلان يقعان في مكة المُكرمة، وهما جبلان شهيران، سُمّي جبل الصفا بهذا الاسم لأنَّ حجارته من الصفا وهي الحجارة الصلبة والملساء، كما سُمّي المروة بهذا الاسم لأنَّ حجارته من المرو، وهي حجارة بيضاء لينة، ومن الجدير بالذكر أنَّ لجبلي الصفا والمروة أهمية كبيرو وبالغة عند العرب حتى قبل الإسلام، وكذلك فهما جبلان مُهمان عند المُسلمين أيضًا، فقد سعت بينهما هاجر أم اسماعيل -عليه السلام- سبع مرات حتى تفجَّر لها نبع زمزم، ومن هنا جاء تشريع السعي بين الصفا والمروة سبع مرَّات، وكذلك فقد ورد أنَّه وقف على الصفا والمروة آدم وحواء، والله أعلم.[5]
مقالات مقترحة
نرشح لكم أيضًا قراءة المقالات التالية:
إلى هنا نكون قد وصلنا إلى ختام المقال الذي ذكر تفسير وسبب نزول اية إن الصفا والمروة من شعائر الله فمن حج البيت أو اعتمر فلا جناح عليه أن يطوف بهما ، كما عرَّف بأهم وأبرز مقاصد هذه الآية الكريمة، وعرَّف بكل من جبلي الصفا والمروة وسبب تسميتهما، وسبب أهميتهما ومكانتهما عند المُسلمين.