يشهد شمال قطاع غزة كارثة إنسانية وخدماتية غير مسبوقة، وذلك وفقاً لتصريحات رئيس بلدية جباليا النزلة، مازن النجار، في 28 ديسمبر 2025. الوضع المأساوي يتطلب تدخلاً عاجلاً، حيث أن حجم الدمار الهائل يتجاوز بكثير القدرات الحالية للتعامل معه. هذا المقال يسلط الضوء على تفاصيل الوضع في شمال غزة، والتحديات التي تواجه السكان، والجهود المبذولة للتخفيف من المعاناة.
تدهور أوضاع شمال غزة: تقرير رئيس بلدية جباليا النزلة
أكد مازن النجار، في حديثه لـ “راديو علم” الذي رصدته سوا، أن حوالي 60% من مناطق نفوذ البلديات في شمال القطاع تقع الآن داخل ما يُعرف بـ “الخط الأصفر”، مما يعني أنها مناطق منكوبة تعاني من نقص حاد في أبسط مقومات الحياة. هذا يشمل تدميراً كاملاً للبنية التحتية، بما في ذلك شبكات المياه والصرف الصحي والكهرباء، بالإضافة إلى الطرق والمباني السكنية. الوضع الإنساني يتفاقم يوماً بعد يوم، مما يستدعي تحركاً سريعاً من المجتمع الدولي.
الدمار الشامل والمنازل الآيلة للسقوط
الوضع الإنشائي في شمال غزة يثير قلقاً بالغاً. المنازل المتبقية، والتي لم تدمر بشكل كامل، أصبحت آيلة للسقوط في أي لحظة. وقد سجلت بالفعل حالات مؤسفة لسقوط مبانٍ على رؤوس ساكنيها، مما أدى إلى إصابات ووفيات. هذا الخطر المستمر يدفع العديد من السكان إلى البقاء في العراء، أو في مخيمات مؤقتة، بحثاً عن الأمان. أزمة الإسكان في غزة تتفاقم بشكل كبير، وتزيد من معاناة الأهالي.
جهود إغاثية محدودة لتعزيز صمود السكان
على الرغم من الظروف الصعبة، تبذل بلدية جباليا النزلة جهوداً مضنية لتقديم المساعدة للسكان. تم إنشاء مخيمات صغيرة بهدف تشجيع المواطنين على العودة إلى مناطقهم، حتى وإن كانت مدمرة، وذلك لتعزيز صمودهم وإعادة بناء حياتهم. هذه المخيمات توفر مأوى مؤقتاً وبعض الخدمات الأساسية، ولكنها لا تكفي لتلبية احتياجات جميع السكان.
تحديات توفير الخدمات الأساسية
تواجه البلدية صعوبات كبيرة في توفير الخدمات الأساسية، مثل المياه والكهرباء والصرف الصحي. تم تشغيل حوالي 400 غاطس مياه، مع توفير كميات محدودة من الوقود لضمان وصول المياه إلى الأهالي. كما تبذل جهود لفتح بعض الشوارع الحيوية لتسهيل حركة السكان والمركبات. تدهور الخدمات في غزة يعيق جهود الإغاثة ويؤثر بشكل كبير على حياة السكان اليومية.
الحاجة الماسة إلى تدخل دولي عاجل
أكد رئيس البلدية أن جميع الجهود المبذولة، على الرغم من أهميتها، تظل قاصرة وغير كافية لمواجهة حجم الكارثة الهائل الذي حل بشمال القطاع. هناك حاجة ماسة إلى تدخل دولي عاجل لتقديم المساعدات الإنسانية والإغاثية، وإعادة بناء البنية التحتية المدمرة. يجب على المجتمع الدولي أن يتحمل مسؤوليته تجاه الشعب الفلسطيني، وأن يقدم الدعم اللازم للتخفيف من معاناته.
التركيز على إعادة الإعمار المستدامة
لا يقتصر الأمر على تقديم المساعدات الطارئة، بل يجب أيضاً التركيز على إعادة الإعمار المستدامة. يجب إعادة بناء المنازل والمباني السكنية والمدارس والمستشفيات، وتوفير فرص العمل للسكان. كما يجب الاستثمار في البنية التحتية، وتطوير الخدمات الأساسية، لضمان مستقبل أفضل للأجيال القادمة. إعادة إعمار غزة تتطلب خطة شاملة ومستدامة، وتنسيقاً فعالاً بين جميع الأطراف المعنية.
خلاصة: مستقبل غزة بين تحديات الحاضر وآمال المستقبل
الوضع في شمال غزة يمثل تحدياً إنسانياً كبيراً يتطلب تضافر الجهود الدولية والمحلية. الدمار الهائل والتدهور في الخدمات الأساسية يهددان حياة السكان ويؤثر على مستقبلهم. من الضروري تقديم المساعدات الإنسانية والإغاثية العاجلة، والتركيز على إعادة الإعمار المستدامة، لضمان مستقبل أفضل للشعب الفلسطيني. ندعو الجميع إلى التكاتف والعمل معاً لمساعدة أهلنا في غزة، والتخفيف من معاناتهم. يمكنكم المساهمة في دعم جهود الإغاثة من خلال التبرع للمنظمات الإنسانية العاملة في القطاع، أو من خلال نشر الوعي حول الوضع المأساوي الذي يعيشه السكان.
