مع اقتراب موسم الأعياد وتزايد التجمعات العائلية، تشهد الولايات المتحدة الأمريكية ارتفاعًا ملحوظًا في حالات الإصابة بالإنفلونزا. هذا الارتفاع يثير قلقًا صحيًا عامًا، ويتطلب اتخاذ تدابير وقائية للحد من انتشار المرض. في هذا المقال، سنتناول تفاصيل هذا الارتفاع، والسلالات المنتشرة، والأعراض، وكيفية الحماية من الإنفلونزا، بالإضافة إلى آخر المستجدات والتنبيهات الصادرة عن مراكز مكافحة الأمراض والوقاية منها (CDC).
ارتفاع قياسي في حالات الإصابة بالإنفلونزا في أمريكا
تشير أحدث البيانات الصادرة عن مراكز مكافحة الأمراض والوقاية منها (CDC) إلى أننا نشهد أعلى مستويات للإصابة بالإنفلونزا هذا الموسم حتى الآن. فقد وصلت نسبة العينات التي أظهرت نتائج إيجابية لفيروس الإنفلونزا إلى 14.8% للأسبوع المنتهي في 13 ديسمبر، وهو رقم غير مسبوق.
وبحسب الإحصائيات، فقد تم تسجيل ما يقرب من 4.6 مليون حالة إصابة بالإنفلونزا على مستوى البلاد، مع تقديرات تشير إلى وجود حوالي 49 ألف حالة دخول إلى المستشفيات و 1900 حالة وفاة مرتبطة بالمرض. هذه الأرقام تؤكد الحاجة الماسة إلى الوعي بأهمية الوقاية واتخاذ الاحتياطات اللازمة.
السلالة المهيمنة: فيروس «إيه- إتش 3 إن 2» المتحور
الفيروس الأكثر شيوعًا هذا الموسم هو فيروس الإنفلونزا من النوع «إيه- إتش 3 إن 2» (A H3N2). الأمر المقلق هو ظهور سلالة متحورة جديدة من هذا الفيروس، تُعرف باسم السلالة الفرعية «كيه» (K).
هذه السلالة المتحورة ظهرت نتيجة لطفرات متتالية في الفيروس، مما قد يقلل من فعالية اللقاحات الحالية. مجلة “فاست كومباني” نشرت تقريرًا مفصلًا حول هذه السلالة الجديدة، مؤكدة على ضرورة مراقبة تطور الفيروس عن كثب.
الولايات الأكثر تضررًا
تتصدر ولايات كولورادو، ولويزيانا، ونيوجيرسي، ونيويورك، ورود آيلاند قائمة الولايات التي تشهد أعلى نشاط لفيروس الإنفلونزا.
في ولاية نيويورك، على سبيل المثال، وصلت حالات الدخول إلى المستشفيات بسبب الإنفلونزا إلى أكثر من 5300 حالة حتى الآن هذا الموسم، مع ارتفاع ملحوظ في الحالات في مدينة نيويورك نفسها. هذا الوضع يتطلب استنفارًا صحيًا وتوفير الرعاية اللازمة للمرضى.
أعراض الإنفلونزا: كيف تعرف أنك مصاب؟
من المهم معرفة أعراض الإنفلونزا للتمييز بينها وبين أعراض الأمراض الأخرى مثل نزلات البرد. تشمل الأعراض الرئيسية ما يلي:
- ارتفاع درجة الحرارة أو الشعور بالحمى والقشعريرة.
- سعال.
- التهاب الحلق.
- سيلان الأنف أو انسداده.
- آلام في العضلات أو الجسم بشكل عام.
- صداع.
- إرهاق وتعب شديد.
- احتمال الإصابة بالقيء والإسهال، خاصة عند الأطفال.
تجدر الإشارة إلى أن ليس كل المصابين بالإنفلونزا يعانون من الحمى، لذلك يجب الانتباه إلى الأعراض الأخرى أيضًا. إذا ظهرت عليك أي من هذه الأعراض، فمن الأفضل استشارة الطبيب وإجراء الفحوصات اللازمة.
الوقاية من الإنفلونزا: حماية نفسك وعائلتك
على الرغم من ارتفاع حالات الإصابة، إلا أن هناك العديد من الإجراءات التي يمكنك اتخاذها للوقاية من الإنفلونزا وحماية نفسك وعائلتك:
- التطعيم: الحصول على لقاح الإنفلونزا السنوي هو أفضل طريقة للوقاية من المرض.
- النظافة الشخصية: غسل اليدين بانتظام بالماء والصابون، وتجنب لمس الوجه.
- تغطية الفم والأنف: عند السعال أو العطس، استخدم منديلًا أو قم بتغطية الفم والأنف بالكوع.
- تجنب الاتصال الوثيق: حاول تجنب الاتصال الوثيق مع الأشخاص المصابين بالإنفلونزا.
- التهوية: حافظ على تهوية جيدة في الأماكن المغلقة.
- تقوية المناعة: تناول نظامًا غذائيًا صحيًا ومتوازنًا، وممارسة الرياضة بانتظام، والحصول على قسط كافٍ من النوم.
تحديثات بيانات الإنفلونزا وتأخرها بسبب الأعياد
نظرًا لموسم الأعياد وازدحام المختبرات، قد تتأخر بيانات الإنفلونزا لهذا الأسبوع. من المتوقع أن يتم نشر بيانات الأسبوع المنتهي في 20 ديسمبر في 30 ديسمبر. من المهم متابعة التحديثات الصادرة عن مراكز مكافحة الأمراض والوقاية منها (CDC) ووزارات الصحة المحلية للبقاء على اطلاع بأحدث المستجدات.
في الختام، مع استمرار ارتفاع حالات الإصابة بالإنفلونزا في الولايات المتحدة، من الضروري اتخاذ تدابير وقائية لحماية أنفسنا وعائلاتنا. التطعيم، والنظافة الشخصية، وتجنب الاتصال الوثيق مع المرضى، هي خطوات أساسية للحد من انتشار الفيروس. تابعوا التحديثات الصحية، واستشيروا الطبيب عند ظهور أي أعراض، وكونوا حذرين خلال موسم الأعياد. لا تترددوا في مشاركة هذه المعلومات مع أحبائكم لزيادة الوعي بأهمية الوقاية من الإنفلونزا.