قصة نجاح ميرة الجمالي: من شغف الحلويات إلى مشروع واعد في رأس الخيمة
من نافذة المطبخ الصغير، حيث كانت تمضي ساعات طويلة في تجربة وصفات جديدة، إلى واجهة متجر أنيق ومجهز بالكامل في قلب المنار مول، هذه هي قصة ميرة محمد إبراهيم الجمالي، الشابة الإماراتية الطموحة التي لم تدع شغفها بالحلويات يقتصر على مجرد هواية، بل حولته إلى مشروع تجاري واعد. فازت ميرة بجائزة “رأس الخيمة للإبداع – فئة المأكولات والمشروبات” عن مشروعها “ميرانا باتيسري”، وهو فوز يمثل دفعة قوية لهذه الريادة الشابة في قطاع المأكولات والمشروبات.
جائزة رأس الخيمة للإبداع: نقطة تحول في رحلة ميرة
أعلنت مؤسسة سعود بن صقر لتنمية مشاريع الشباب عن فوز “ميرانا باتيسري” بالجائزة المرموقة، والتي تضمنت تخصيص محل تجاري مجهز في المنار مول بقيمة تقديرية تصل إلى مليوني درهم. هذا الدعم المالي والمادي يمثل فرصة لا تُعوض لميرة لتحقيق رؤيتها في تقديم حلويات فريدة من نوعها وتجربة متميزة لزبائنها. وحظي الحفل بتشريف رئيس غرفة تجارة رأس الخيمة، محمد مصبح النعيمي، وبحضور جماهيري تجاوز 20 ألف زائر، ما يؤكد الاهتمام المتزايد بدعم المشاريع الشبابية في الإمارة.
“ميرانا باتيسري”: أكثر من مجرد مخبز
“لم أتعامل مع شغفي بالحلويات كهواية عابرة، بل كاستثمار حقيقي ومختلف”، هكذا عبرت ميرة عن رؤيتها لمشروعها في حديثها لـ “الإمارات اليوم”. “أردت أن أقدم شيئاً يتجاوز مفهوم المخبز التقليدي. ‘ميرانا باتيسري’ هو مزيج فريد يجمع بين مخبز متخصص بالحلويات المبتكرة، وكافيه يقدم مشروبات لذيذة وكيكات خاصة، بالإضافة إلى ورش عمل تفاعلية لتعليم تزيين الكيك”. هذا التنوع الاستراتيجي يهدف إلى جذب شريحة واسعة من الزبائن وتقديم تجربة متكاملة تلبي مختلف الأذواق.
وصفات مبتكرة ولمسة شخصية
ما يميز “ميرانا باتيسري” ليس فقط التنوع في المنتجات، بل أيضاً الإبداع في الوصفات والاهتمام بالتفاصيل. تؤكد ميرة أن كل وصفة تحمل بصمتها الخاصة، وأن لكل منتج قصة مميزة مرتبطة به. هذه اللمسة الشخصية تضفي على المنتجات طابعاً فريداً ويساعد في بناء علاقة قوية ومباشرة مع الزبائن، الأمر الذي يمثل أساساً رئيسياً في ريادة الأعمال ونجاح أي علامة تجارية.
تحديات البداية: الموازنة بين الدراسة والطموح
لم تخلُ رحلة ميرة من التحديات. “كان أصعب ما واجهته هو الموازنة بين الدراسة وإدارة المشروع”. وتضيف: “عملت ليلاً ونهاراً لمدة شهر كامل قبل تقديم مشروعي للمسابقة، وخصصت وقتاً كافياً للتخطيط والدراسة، وتأكدت من أن كل التفاصيل مدروسة بعناية”. هذه التجربة تؤكد أهمية التخطيط الجيد والصبر والمثابرة في تحقيق الأهداف. كما أشارت إلى الدور الهام الذي لعبه دعم عائلتها في تجاوز هذه العقبات والوصول إلى النجاح.
نظرة لجنة التحكيم: شغف وتألق يفوق العمر
لم يكن فوز ميرة بالجائزة وليد الصدفة. أعضاء لجنة التحكيم، وعلى رأسهم لي نورثمور، نائب رئيس قطاع مراكز التسوق والتجزئة في المنار مول، أشادوا بشغفها وثقتها وقدرتها على تقديم عرض مهني ناضج يتجاوز عمرها. “منتجاتها تحمل طابعاً منزلياً دافئاً، وبصمة شخصية تمنح علامتها مكاناً مميزاً في سوق مزدحمة”. كما أثنى الشيف أحمد غرة على قدرة ميرة على بناء مشروع حقيقي دون أي دعم خارجي، وفهمها الواضح للسوق، وتسويقها المدروس. وأشار إلى أن ميرة قادرة على تحقيق نتائج مذهلة مع قليل من الدعم الإضافي.
خطط المستقبل: التوسع والنمو المستدام
بعد حصولها على المتجر المجهز، تركز ميرة الآن على دراسة تشغيل المحل بشكل دقيق، مع التركيز على التكاليف، واختيار الفريق المناسب، وضمان جودة الإنتاج، وتقديم تجربة عملاء استثنائية. وتؤكد أنها تخطط للتوسع في رأس الخيمة ثم بقية الإمارات، مع الطموح إلى الوصول إلى الأسواق الإقليمية في المستقبل. هذا التخطيط الاستراتيجي يعكس رؤية ميرة الطموحة والتزامها بتحقيق النمو المستدام لمشروعها.
رسالة إلى الفتيات الطموحات: لا تترددي في البداية
تختتم ميرة حديثها بتقديم نصيحة قيمة للفتيات اللواتي يترددن في بدء مشاريعهن الخاصة: “أصعب خطوة هي البداية. بعدها تأتي التسهيلات. لا تترددي.. التجربة نفسها مكسب”. هذه الكلمات تلخص روح المبادرة والإصرار التي ميزت رحلة ميرة، وتشجع الفتيات الأخريات على تحويل أحلامهن إلى واقع ملموس. فمن خلال الشغف والعمل الجاد والتخطيط السليم، يمكن تحقيق النجاح في مجال الأعمال وبناء مستقبل مشرق.
