انخفض سعر الذهب في تعاملات آسيوية مبكرة اليوم، بعد أن سجل ارتفاعًا ملحوظًا في الجلسة السابقة ووصل إلى أعلى مستوى له منذ ستة أسابيع. يأتي هذا التراجع وسط عمليات جني أرباح من قبل المستثمرين، بالإضافة إلى ترقبهم لتصريحات رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي (البنك المركزي الأمريكي) وبيانات اقتصادية حاسمة. هذه العوامل قد تلقي الضوء على مسار أسعار الفائدة المستقبلية، وهو ما يؤثر بشكل كبير على جاذبية الاستثمار في الذهب.
تراجع الذهب وتوقعات أسعار الفائدة
شهد سعر الذهب الفوري انخفاضًا بنسبة 0.2% ليصل إلى 2322.93 دولارًا للأوقية (الأونصة) بحلول الساعة 00:24 بتوقيت جرينتش. يأتي هذا بعد أن سجل الذهب يوم الاثنين أعلى مستوى له منذ 21 أكتوبر. كما انخفضت العقود الأمريكية الآجلة للذهب تسليم ديسمبر بنسبة 0.4% لتصل إلى 2356.30 دولارًا.
يعكس هذا التذبذب في أسعار الذهب حالة من الحذر في الأسواق، حيث ينتظر المستثمرون إشارات واضحة حول مستقبل السياسة النقدية الأمريكية. تعتبر أسعار الفائدة المنخفضة عادةً محفزًا لارتفاع أسعار الذهب، لأنه يقلل من تكلفة الفرصة البديلة للاحتفاظ بالذهب الذي لا يدر عائدًا.
توقعات السوق لخفض أسعار الفائدة
تشير أداة “فيد ووتش” التابعة لمجموعة سي.إم.إي إلى أن الأسواق تتوقع بنسبة 88% أن يقوم مجلس الاحتياطي الفيدرالي بخفض أسعار الفائدة في اجتماع ديسمبر القادم. هذا التوقع القوي يعزز من احتمالية استمرار الدعم لأسعار الذهب على المدى القصير.
بالإضافة إلى ذلك، أشار المستشار الاقتصادي للبيت الأبيض، كيفن هاسيت، إلى أنه سيكون سعيدًا بتولي منصب رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي إذا تم اختياره. كما ذكر وزير الخزانة الأمريكي، سكوت بيسنت، إمكانية تعيين رئيس جديد قبل عيد الميلاد. هذه التطورات تثير تساؤلات حول التوجه المستقبلي للسياسة النقدية الأمريكية.
تأثير التصريحات الاقتصادية والسياسية على أسعار الذهب
يعتقد هاسيت، على غرار الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، أن أسعار الفائدة يجب أن تكون أقل. هذا الرأي قد يشير إلى توجه نحو سياسة نقدية أكثر تساهلاً في المستقبل، وهو ما قد يدعم أسعار الذهب.
ومع ذلك، يركز المستثمرون أيضًا على بيانات اقتصادية مهمة هذا الأسبوع، بما في ذلك أرقام التوظيف لشهر نوفمبر التي ستصدر غدًا الأربعاء، ومؤشر نفقات الاستهلاك الشخصي لشهر سبتمبر الذي من المقرر أن يصدر يوم الجمعة. هذه البيانات ستوفر مزيدًا من المعلومات حول صحة الاقتصاد الأمريكي، وبالتالي قد تؤثر على توقعات أسعار الفائدة.
بيانات التوظيف ومؤشر الاستهلاك الشخصي
تعتبر بيانات التوظيف مؤشرًا رئيسيًا على قوة سوق العمل، بينما يقدم مؤشر نفقات الاستهلاك الشخصي نظرة ثاقبة حول أنماط الإنفاق الاستهلاكي والتضخم. إذا أظهرت هذه البيانات ضعفًا في الاقتصاد الأمريكي، فقد يزيد ذلك من الضغط على مجلس الاحتياطي الفيدرالي لخفض أسعار الفائدة، مما قد يدعم أسعار الذهب.
من المتوقع أن تقدم تصريحات رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي، جيروم باول، في وقت لاحق من اليوم مزيدًا من المؤشرات حول السياسة النقدية. سيبحث المستثمرون عن أي تلميحات حول توقيت وحجم أي تخفيضات مستقبلية في أسعار الفائدة. سعر الذهب يتأثر بشكل كبير بهذه التصريحات.
أداء المعادن النفيسة الأخرى
بالنسبة للمعادن النفيسة الأخرى، انخفضت الفضة بنسبة 1% لتصل إلى 57.40 دولارًا للأوقية، وتراجع البلاتين بنسبة 0.3% ليصل إلى 1652.05 دولار، بينما ارتفع البلاديوم بنسبة 0.22% ليصل إلى 1427.22 دولار. يعكس هذا التباين في الأداء اختلاف العوامل المؤثرة على كل معدن. على سبيل المثال، يتأثر البلاديوم بشكل كبير بالطلب من صناعة السيارات، بينما تتأثر الفضة والبلاتين بالطلب الصناعي والاستثماري. الاستثمار في المعادن النفيسة يعتبر وسيلة للتحوط ضد التضخم وتقلبات الأسواق.
الخلاصة
شهد سعر الذهب تراجعًا طفيفًا في تعاملات اليوم، بعد أن سجل ارتفاعًا ملحوظًا في الجلسة السابقة. يأتي هذا التراجع وسط ترقب المستثمرين لتصريحات رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي وبيانات اقتصادية مهمة. تعتبر توقعات خفض أسعار الفائدة في ديسمبر عاملاً رئيسيًا يدعم أسعار الذهب، ولكن البيانات الاقتصادية والتصريحات السياسية قد تؤثر على هذه التوقعات. من المهم للمستثمرين متابعة هذه التطورات عن كثب لاتخاذ قرارات استثمارية مستنيرة. بالإضافة إلى ذلك، يجب مراقبة أداء المعادن النفيسة الأخرى، مثل الفضة والبلاتين، لفهم ديناميكيات السوق بشكل كامل. تحليل أسعار الذهب يتطلب دراسة متأنية لجميع العوامل المؤثرة.
