أبوظبي، قلب الإمارات النابض، تشهد تطورات متسارعة في مختلف القطاعات، تعكس رؤية القيادة الحكيمة في بناء مستقبل مزدهر ومستدام لأبناء الوطن. في هذا الإطار، وجه سمو الشيخ خالد بن محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي رئيس المجلس التنفيذي لإمارة أبوظبي، بتسهيلات مهمة للمواطنين، واعتماد استراتيجيات شاملة تهدف إلى الارتقاء بجودة الحياة، وتعزيز الأمن الغذائي والمائي، وتطوير القطاع الصحي في الإمارة. هذه القرارات تأتي في سياق الاهتمام الدائم بالرفاه الاجتماعي والاقتصادي للمواطنين، وتلبية احتياجاتهم المتزايدة في ظل التغيرات العالمية. وتهدف بشكل خاص إلى تحقيق الاستقرار الاجتماعي وتوفير بيئة معيشية أفضل للأسر الإماراتية.
تسهيلات في التصرّف بالمنح السكنية للمواطنين
أحد أبرز القرارات التي اتخذها سموه هو السماح بالتصرّف في المنح السكنية للمواطنين بين الأزواج والأقارب من الدرجة الأولى، مع تحديد ضوابط واضحة تضمن تحقيق الهدف من هذه المبادرة، وهو تعزيز الروابط الأسرية والتيسير على المواطنين. يسمح هذا الإجراء للأسر الإماراتية بالاستفادة القصوى من المنح السكنية، سواء من خلال التبادل أو البيع ضمن الأطر العائلية.
هذا القرار يعكس فهمًا عميقًا لتحديات السكن التي تواجه بعض الأسر، ورغبة في توفير حلول مرنة ومناسبة. كما يتماشى مع الجهود المبذولة لتعزيز التقارب الأسري وتحقيق الاستقرار الاجتماعي الذي يعتبر ركيزة أساسية من ركائز التنمية المستدامة في إمارة أبوظبي. من المتوقع أن يساهم هذا التوجيه في خلق مجتمعات أكثر تماسكًا وتكافلًا.
استراتيجية الحياة الصحية في أبوظبي: نحو مجتمع أكثر صحة
وفي إطار سعي إمارة أبوظبي لأن تكون رائدة في مجال الصحة والرفاهية، تم اعتماد استراتيجية الحياة الصحية في أبوظبي. هذه الاستراتيجية الطموحة، التي ستشرف على تنفيذها دائرة الصحة بأبوظبي، ترتكز على تعزيز نمط الحياة الصحي، والوقاية من الأمراض، وتوفير خدمات صحية عالية الجودة لجميع أفراد المجتمع.
محاور استراتيجية الحياة الصحية
تتضمن الاستراتيجية عدة محاور رئيسية، أهمها:
- التغذية السليمة: تشجيع الأسر والمؤسسات على تبني عادات غذائية صحية، وتوفير المعلومات والتوعية اللازمة حول أهمية الغذاء المتوازن.
- النشاط البدني: توفير بنية تحتية متكاملة لممارسة الرياضة والأنشطة البدنية، وتنظيم فعاليات وبرامج تحفيزية للمشاركة في هذه الأنشطة.
- البيئة الداعمة للصحة: تهيئة بيئة صحية في المدارس، وأماكن العمل، والمرافق العامة، من خلال تطبيق معايير السلامة والصحة المهنية، ومكافحة التلوث.
- الوقاية والكشف المبكر: تعزيز برامج الفحص المبكر للأمراض المزمنة، وتوفير اللقاحات اللازمة للوقاية من الأمراض المعدية.
تعتبر هذه الاستراتيجية خطوة هامة نحو تحقيق الصحة المجتمعية وتحسين جودة الحياة في إمارة أبوظبي، كما أنها تعكس التزام الإمارة بمواكبة أحدث التطورات العالمية في مجال الصحة.
الاستراتيجية المتكاملة للمياه: ضمان استدامة الموارد
إدراكًا لأهمية المياه كمورد حيوي، وتعزيزًا للأمن المائي للإمارة، تم اعتماد الاستراتيجية المتكاملة للمياه في أبوظبي. تتولى دائرة الطاقة بأبوظبي، بالتعاون مع الجهات المختصة، تنفيذ هذه الاستراتيجية التي تهدف إلى ضمان أمن الإمداد بالمياه، وخفض التكاليف، ورفع كفاءة استخدام الموارد المائية.
أهداف الاستراتيجية المتكاملة للمياه
ترتكز الاستراتيجية على عدة أهداف رئيسية، من بينها:
- تنويع مصادر المياه: استكشاف مصادر جديدة للمياه، مثل تحلية مياه البحر، وإعادة استخدام المياه المعالجة، وتجميع مياه الأمطار.
- تطوير البنية التحتية: تحديث وتطوير شبكات المياه والصرف الصحي، وزيادة قدرتها الاستيعابية لتلبية الاحتياجات المتزايدة.
- التقنيات الذكية: تطبيق تقنيات متطورة في إدارة الموارد المائية، مثل أنظمة القياس والمراقبة عن بعد، وأنظمة الكشف عن التسربات، وأنظمة التحكم في استهلاك المياه.
- التوعية وترشيد الاستهلاك: توعية أفراد المجتمع بأهمية ترشيد استهلاك المياه، وتقديم النصائح والإرشادات اللازمة لتحقيق ذلك.
تأتي هذه الاستراتيجية في وقت تشهد فيه المنطقة تحديات متزايدة في مجال المياه، نتيجة للتغيرات المناخية، والنمو السكاني، والطلب المتزايد على الموارد المائية. إنها خطوة ضرورية لضمان الأمن المائي للأجيال القادمة، وتحقيق التنمية المستدامة في إمارة أبوظبي.
في الختام، تؤكد هذه القرارات والاستراتيجيات الطموحة رؤية سمو الشيخ خالد بن محمد بن زايد آل نهيان في بناء إمارة أبوظبي كمركز عالمي للابتكار، والاستدامة، والرفاهية. ومن خلال مواصلة تنفيذ هذه المبادرات، ودمج التقنيات الحديثة، وتعزيز الشراكات بين القطاعين العام والخاص، ستتمكن إمارة أبوظبي من تحقيق تقدم ملحوظ في مختلف القطاعات، وتوفير حياة أفضل لأبنائها. ويبقى الاستقرار الاجتماعي ورفاهية المواطن على رأس الأولويات.