أعرب الفنان أحمد الجسمي عن بالغ سعادته بتكريمه كـ شخصية العام المسرحية في النسخة الأولى من مهرجان الفنون الأدائية بدبي، مؤكداً أن هذا التكريم يمثل حافزاً قوياً للاستمرار في العطاء وخدمة المسرح الإماراتي. يأتي هذا التكريم في ظل اهتمام متزايد بالمسرح كأحد أهم الفنون التي تعكس قضايا المجتمع وتساهم في بناء الهوية الثقافية.
تكريم أحمد الجسمي: شعلة للعمل المستمر
أكد الفنان أحمد الجسمي أن التكريم ليس مجرد جائزة، بل هو مسؤولية أكبر تجاه الشباب المسرحي وضرورة لدعمهم وتشجيعهم على تقديم أعمال فنية متميزة. وأضاف في تصريحات لـ “الإمارات اليوم” أن هذا التكريم يمنحه الدافع لمواصلة العمل الجاد والمساهمة في إثراء الحركة المسرحية في الإمارات. كما أشاد الجسمي بالمهرجان كونه منصة مهمة للشباب لعرض إبداعاتهم وتلاقح الأفكار.
واقع المسرح الإماراتي: تنوع وطموحات
وصف الفنان أحمد الجسمي واقع المسرح الإماراتي بالمتنوع والغني، مشيراً إلى وجود العديد من المهرجانات والفعاليات التي تدعم الفنانين وتقدم لهم فرصاً لعرض أعمالهم. إلا أنه أكد في الوقت نفسه على أهمية استمرار الدعم من قبل المؤسسات الثقافية، فالمسرح صناعة ثقيلة تتطلب استثمارات كبيرة وجهوداً متواصلة.
أهمية دعم المهرجانات المسرحية
أشار الجسمي إلى قرب انطلاق مهرجان الشارقة للمسرح الصحراوي ومهرجان الإمارات لمسرح الطفل، مؤكداً أن هذه المهرجانات توفر منصات مهمة للفنانين من مختلف الأعمار لتقديم تجاربهم الفنية. وأضاف أن هذه المهرجانات تساهم في رفد الحركة الفنية المسرحية في الدولة بمواهب جديدة في مجالات التمثيل والتأليف والإخراج.
قضايا المجتمع في صلب المسرح
شدد الفنان أحمد الجسمي على أهمية أن يطرح المسرح قضايا المجتمع التي تهم المواطنين، مؤكداً أن المسرح يجب أن يكون مرآة تعكس واقع الحياة وتساهم في إثارة النقاش حول القضايا الهامة. وأوضح أن الأزمة الحقيقية في المسرح تكمن في ضعف النصوص، وهي أزمة تعاني منها العديد من الدول العربية.
دور الشباب في تطوير المسرح
أكد الجسمي على أهمية دور الشباب في تطوير المسرح، مشيراً إلى أنهم يتحملون مسؤولية كبيرة في اختيار النصوص وطرح القضايا التي تهمهم. وأضاف أن هناك العديد من التجارب المسرحية الناجحة التي تعتمد على مجموعات فنية شابة تضم مخرجين وكتاباً وممثلين.
الدراما الإماراتية: نحو المنافسة الخليجية
انتقل الحديث إلى الدراما الإماراتية، حيث أعرب الفنان أحمد الجسمي عن تفاؤله بقدرة الدراما الإماراتية على منافسة الدراما الخليجية. وأشار إلى أن المؤسسات الإعلامية المحلية، مثل تلفزيون دبي وأبوظبي والشارقة، تتجه إلى الإنتاج الدرامي بشكل متزايد، مما يعزز مكانة الدراما الإماراتية.
تحديات منصات عرض الدراما
أوضح الجسمي أن وجود منصات لعرض الدراما يضع العاملين في المجال أمام تحدٍ كبير، حيث يجب عليهم تقديم أعمال محترفة ومتميزة للحفاظ على مكانتهم في الساحة. وأضاف أن هذا التحدي أدى إلى التوجه نحو إنتاج مسلسلات قصيرة تتكون من ثماني حلقات فقط، تتميز بمواصفات عالية في التنفيذ والإخراج والإنتاج.
معايير الإنتاج: النص والحبكة والأفكار المتطورة
كشف الفنان أحمد الجسمي عن معاييره في اختيار الأعمال الإنتاجية، مؤكداً أنه ينطلق أولاً من النص والحكاية التي يقدمها العمل، مشدداً على أهمية أن تتضمن القصة فكرة جديدة حتى مع معالجة القضايا التقليدية. كما يولي أهمية كبيرة للحبكة الدرامية وكيفية تناول الفكرة بأسلوب جذاب ومبتكر. وأشار إلى أنه يميل إلى الطرح الشبابي والأفكار المتطورة التي تعكس تطلعات الشباب.
رسالة إلى الممثلين الشباب: الاجتهاد والتثقيف
وجه الفنان أحمد الجسمي رسالة إلى الممثلين الشباب، مؤكداً على أهمية الاجتهاد والتثقيف المستمر، مشدداً على أن الممثل يجب أن يطور نفسه من خلال القراءة والمشاهدة والتدريب. وأضاف أن الفن ليس مجرد هواية، بل هو مهنة تتطلب تفانياً والتزاماً. ونصح الشباب بالعمل في المسرح، لأنه يمنحهم الصلابة والخبرة اللازمة للنجاح في مجال التمثيل. أحمد الجسمي يؤمن بأن المسرح هو الأساس الذي يبني عليه الممثل مسيرته الفنية.
في الختام، يمثل تكريم الفنان أحمد الجسمي كـ شخصية العام المسرحية اعترافاً بمسيرته الفنية المتميزة ودوره الرائد في تطوير المسرح الإماراتي. ويؤكد هذا التكريم على أهمية دعم المسرح والفنون الأدائية كجزء أساسي من الهوية الثقافية الإماراتية. نتمنى للفنان أحمد الجسمي المزيد من النجاح والتألق في مسيرته الفنية، ونتطلع إلى رؤية المزيد من أعماله المتميزة التي تثري الحركة الفنية في الإمارات والوطن العربي.
